الأمم المتحدة: حرب أوكرانيا تهدّد بتدمير عدد من الدول الفقيرة

14 ابريل 2022
الحرب الروسية تتسبب في أزمة في الغذاء (محمد حمود/فرانس برس)
+ الخط -

حذّر فريق عمل تابع للأمم المتحدة في تقرير جديد من أن حرب روسيا تهدد بتدمير اقتصادات عدة بلدان نامية تواجه الآن ارتفاعاً في تكاليف الغذاء والطاقة، وأزمات مالية متزايدة.

ونشر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، التقرير، أمس الأربعاء، وأكد أن الحرب تتسبب في أزمة في الغذاء والطاقة والتمويل في البلدان الفقيرة التي كانت تكافح بالفعل قبل الحرب لمواجهة جائحة فيروس كورونا وتغير المناخ وعدم وجود تمويل كاف لإنعاش اقتصاداتها، بحسب ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس".

ويأتي التقرير في سياق إنشاء غوتيريس، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، لـ"مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل" وتقديم التقارير إلى اللجنة التوجيهية التي .تضم جميع وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية. وهذا هو التقرير الأول للجنة

وقالت رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، ريبيكا غرينسبان، والتي نسقت فريق العمل، إن 107 دول تتعرض بشكل كبير لبعد واحد على الأقل من أبعاد أزمة الغذاء والطاقة والتمويل، وإن 69 دولة معرضة بشدة للأزمات الثلاث.

وأضافت: "تواجه هذه الدول ظروفاً مالية صعبة للغاية بدون قدرات مالية، وبدون تمويل خارجي لتخفيف حدة الأزمة".

وخلال مؤتمر صحافي عقده الأربعاء بمناسبة صدور تقرير "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية" (أونكتاد) حول "التأثير العالمي للحرب في أوكرانيا على أنظمة الغذاء والطاقة والتمويل"، اعتبر أن لا شيء يمكن أن يحل محل الإرادة السياسية التي نحن بحاجة إليها لاتخاذ قرارات من أجل تنفيذ الخطوات اللازمة لمواجهة التحديات التي تعصف بالعالم من بينها الاقتصادية والمناخية.

ورداً على سؤال لمراسلة "العربي الجديد" بالأمم المتحدة في نيويورك حول ما إذا كانت لديه خطة ثانية للتعامل مع تلك التحديات وخاصة أن الكثير من السياسيين يقطعون الوعود دون تنفيذها، قال غوتيريس: "الخطة الثانية هي عدم الاستسلام بتاتا والتأكيد على ضرورة تنفيذ خطتنا الرئيسية. لا يوجد أي شيء يمكن أن يحل محل الإرادة السياسية التي نحن بأمسّ الحاجة إليها من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة. يمكننا (كأمم متحدة) أن نشير إلى الخطوات التي يجب اتخاذها، الموارد متوفرة حول العالم، ولكن نحن بحاجة للإرادة والقرارات السياسية لتنفيذها".

وشدد غوتيريس على أن العالم يواجه فترة حرجة على عدة أصعدة، وأنه من الضروري أن يتحرك السياسيون لتنفيذ عدد من الخطوات. كما تحدث عن الدور المهم الذي يلعبه عدد من المنظمات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وتابع قائلاً: "حجم الحاجة والمعاناة اللتين نشاهدهما حول العالم ضخم، بما في ذلك أوكرانيا، من قبل أشخاص عانوا تبعات كورونا والتغير المناخي والنقص في اللقاحات والنقص في الدعم المادي للتعافي. نحتاج للتحرك وبسرعة. الموارد متوفرة والخطوات واضحة. هناك دول لديها مخزون غذاء عالٍ يمكن أن تتيحه في السوق (للتخفيف من صدمة الحرب على استيراد القمح وغيره على السوق العالمية) كما يجب رفع القيود، ولكن الأهم من كل شيء أنه علينا أن نستغل وبشكل فوري الإمكانيات الاقتصادية المتاحة".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة موضحاً: "لقد قلت ومنذ فترة طويلة إن النظام الاقتصادي العالمي فاسد أخلاقيا. وقلت إننا نحتاج إلى إصلاحات عميقة للنظام الاقتصادي العالمي، ولكن الآن يجب التحرك وبشكل طارئ واستخدام الأدوات المتاحة".

وكان غوتيريس قد استهل المؤتمر الصحافي بالحديث عن الحرب في أوكرانيا، وقال: "انصب اهتمام العالم، منذ غزو روسيا الاتحادية لأوكرانيا، على الحرب والمستويات المخيفة من الموت والدمار والمعاناة"، لافتاً إلى أن الاهتمام كان أقل في ما يخص تأثير الحرب وأبعادها المختلفة عالميا بشأن زيادة الفقر والجوع والاضطرابات العالمية.

وشدد على أن الحرب "تؤدي إلى تفاقم أزمة ثلاثية الأبعاد؛ الغذاء والطاقة والتمويل، والتي تضرب الأشخاص والبلدان والاقتصادات الأكثر ضعفًا في العالم"، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في وقت لا تزال البلدان النامية تواجه تحديات "ليست من صنعها، مثل جائحة كورونا وتبعات التغير المناخي والافتقار إلى الوصول إلى الموارد الكافية لتمويل الانتعاش في سياق اللامساواة المستمرة والمتزايدة".

وكان الأمين العام قد حذر في أكثر من مناسبة، من عواقب تداعيات أزمة المناخ وجائحة كورونا على الاقتصادات حول العالم والدول النامية والفقيرة على وجه التحديد.

(أسوشييتد برس/العربي الجديد)