الأمم المتحدة: تنافس الأطراف الليبية على إعادة الإعمار مضيعة للوقت وإهدار لفرصة الوحدة

03 أكتوبر 2023
دعا دوجاريك (يسار) إلى جهود منسقة لإعادة إعمار درنة (Getty)
+ الخط -

قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن جهود إعادة الإعمار في مدينة درنة الليبية المدمرة بفعل كارثة الفيضانات الأخيرة يجب أن تكون منسقة وواضحة، معتبرا أن "وجود مجهودات متنافسة بين الأطراف الليبية لإعادة الإعمار يشكل مضيعة للوقت وإهدارا للأموال، ولفرصة تحقيق وحدة على المستوى السياسي جراء الكارثة".

وأضاف دوجاريك لـ"العربي الجديد": "الأمم المتحدة ستشارك في تلك الجهود لإعادة الأعمار بالطرق الممكنة، ولكن يجب أن تكون (الجهود) واضحة ومنسقة. هذا ما حاول السيد (مبعوث الأمين العام للأمم المتحد لليبيا عبد الله) باتيلي قوله في بيانه (اليوم)".

وأعرب باتيلي في بيان، الاثنين، عن قلقه إزاء "ظهور مبادرات أحادية الجانب ومتضاربة" من قبل مختلف الأطراف والمؤسسات الليبية بشأن إعادة إعمار درنة وغيرها من المناطق المتضررة من الفيضانات.

وقال إن "من شأن هذه الجهود الأحادية أن تعطيَ نتائج عكسية، وتعمق الانقسامات القائمة في البلاد، وتعرقل جهود إعادة الإعمار، فضلا عن كونها تتعارض مع هبَّة التضامن والدعم والوحدة الوطنية التي أظهرها الشعب الليبي من جميع أنحاء البلاد استجابةً للأزمة".

وشدد باتيلي على أن "هناك حاجة ماسة إلى إرساء آلية وطنية موحدة من أجل المضي قدماً بجهود إعادة الإعمار بفعالية وكفاءة في المناطق المتضررة من الفيضانات". وقال: "ينبغي أن تمضي عملية إعادة الإعمار على نحو سريع، وأن تتم استناداً إلى تقييم موثوق ومستقل وموضوعي للأضرار والاحتياجات، وإلى تقديرات للتكلفة تُحدد بمهنية، مع ضمان شفافية عمليات التعاقد والصفقات".

وأضاف: "أعرب الشعب الليبي عن مخاوفه إزاء تقديرات التكلفة التعسفية، ومبادرات إعادة الإعمار أحادية الجانب التي أُعلن عنها من دون شفافية ومن دون تأييد جميع السلطات المعنية وأصحاب الشأن".

وناشدت بعثة الأمم المتحدة "جميع السلطات الوطنية والمحلية الليبية المعنية، وشركاء ليبيا الدوليين، إلى تيسير الاتفاق على آلية وطنية ليبية موحدة ومنسقة تقود جهود التعافي وإعادة الإعمار وضمان الشفافية والمساءلة، على أساس تقييم موضوعي للوضع والاحتياجات على الأرض"، معتبرة أن القادة الليبيين والمؤسسات الوطنية بإمكانهم "أن يتوحدوا من أجل اتخاذ قرارات مهمة، ومعالجة قضايا ذات أهمية وطنية".

وحث باتيلي في بيانه قادة ليبيا على "الترفع عن انقساماتهم والاجتماع معًا للاتفاق على استجابة موحدة لاحتياجات إعادة الإعمار"، قائلا إن "تأثير العاصفة دانيال إنما هو تذكير بضرورة تسريع المفاوضات بشأن كسر الجمود السياسي".

وأشار إلى تطلعه "لاستلام مشاريع القوانين الانتخابية المنقحة، وتيسير حوار عاجل بين الأطراف الرئيسية في ليبيا للتوصل إلى تسوية سياسية بشأن جميع القضايا الخلافية، والاتفاق على مسار يفضي إلى الانتخابات، تلبيةً لتطلعات الشعب الليبي".

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيصوت الأسبوع القادم على التجديد لمهام بعثة الأمم المتحدة لليبيا، والتي ينتهي التفويض لها نهاية الشهر الحالي.

وتوقع مسؤول الشؤون السياسية في البعثة البرازيلية غوستافو إنشاو أن يجدد مجلس الأمن للبعثة عاما إضافيا من دون أن تطرأ أي تغييرات جذرية على مهامها.

وردا على سؤال لـ"العربي الجديد" خلال مؤتمر صحافي عقدته البعثة البرازيلية في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك بمناسبة توليها رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، قال الدبلوماسي البرازيلي: "أتوقع أن يكون التمديد تقنيا في أغلبه من دون أن تطرأ تغيرات جذرية على مهام البعثة بصيغتها الحالية، ولكن قد يجرى تغيير في حال أرادت الدول الأعضاء".

وحول الانتخابات، قال الدبلوماسي إن "هذا منوط بالأطراف الليبية ومجلس الأمن مستعد لدعم السلطات الوطنية إذا تمكنت من التوصل إلى اتفاق فيما بينها".