ناشد ستيفان دوجارك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، الدول الأوربية إظهار تضامن أكبر مع طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا ومناطق أخرى.
وكانت منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" قد وجهت انتقادات للدول الأوربية لعدم زيادة عدد بعثات الإنقاذ والسماح بإنقاذ المهاجرين وإيصالهم للسواحل الأوربية في تصريحات داكس روك المسؤول عن مكتبها في ليبيا.
وذكرت المنظمة حول غرق 11 مهاجراً قبل يومين قبالة السواحل الليبية في طريقهم إلى أوربا أنه "كان من الممكن تجنب هذه المأساة وتلك التي سبقتها لو صعدت أوربا وسمحت لبعثات الإنقاذ بجلب المهاجرين واللاجئين إلى بر الأمان بدلاً من نقل المسؤولية إلى الآخرين. لقد اعترض خفر السواحل الليبي مئات المهاجرين في البحر الأسبوع الماضي بمن فيهم 95 مهاجراً يوم الأحد".
وأشارت المنظمة إلى أن عدد الذين لقوا حتفهم غرقاً محاولين عبور المتوسط للوصول إلى أوروبا منذ بداية السنة وصل إلى 600 شخص.
وقال دوجاريك في هذا السياق "لقد عبرنا وتحدثنا من هنا (مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك) كما قدم زملاؤنا (على الأرض) تقارير منتظمة حول الوفيات والأوضاع المأساوية للرجال والنساء والأطفال الذين يحاولون البحث عن حياة أفضل لأنفسهم وعائلاتهم وحسب".
وأردف "من الواضح أن هناك نقصا في التضامن العالمي عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين واللاجئين، ولا سيما عندما ننظر للوضع في البحر المتوسط. لقد طالبنا بتضامن أوروبي أكبر وجهود منسقة. يجب إنقاذ الأشخاص المتواجدين في البحر والمعرضين للخطر".
ثم تحدث دوجاريك عن أوضاع اللاجئين في ليبيا قائلاً "الجانب الآخر من المعادلة هو الوضع في ليبيا. ليبيا ليست مكانًا آمنًا للمهاجرين واللاجئين. نأمل أن يؤدي الحوار السياسي الجاري إلى استقرار أكبر. تتحمل السلطات الليبية أيضًا مسؤولية التعامل بكرامة مع أولئك الموجودين في بلدهم في طريقهم إلى حياة أفضل، لكن من الواضح أن الكثيرين خذلوا هؤلاء الرجال والنساء والأطفال".
وشدد على أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إيجاد حل داخلي لتلك القضية مؤكدا على أن هناك حاجة أكبر للتضامن ولإنسانية أكثر.
إلى ذلك كانت منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" قد أشارت كذلك إلى أن "ليبيا حاليا ليست مكانا آمنا لجماعات المهاجرين. يوجد أكثر من نصف مليون مهاجر ولاجئ وطالب لجوء في ليبيا، ويعيش العديد منهم في ظروف مزرية. المهاجرون واللاجئون وطالبو اللجوء هم من بين أكثر الأشخاص ضعفاً في ليبيا ويواجهون التعسف والاحتجاز في ظروف غير إنسانية، والاستغلال، والاختطاف، والعنف الجنسي، وارتفاع معدلات التعذيب، والاختفاء القسري، والابتزاز، من بين انتهاكات أخرى. وفي الوقت ذاته لا توجد طرق آمنة وقانونية للوصول إلى أوروبا، مما يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم بهذه الطريقة (عبور البحر)".
وتوقعت المنظمة أن يزداد عدد المهاجرين الذين سيضطرون بالمخاطرة وأخذ تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر.