أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، لـ"العربي الجديد" في نيويورك، مجدداً، أن المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، وتقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحسب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وجاءت تصريحات دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك رداً على عدد من الأسئلة لمراسلة "العربي الجديد"، حول زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، لإحدى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل.
وكان دورجاريك قد رفض التعليق على تصريحات بومبيو أو زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مباشر، بحجة أن هذا شأن خاص بالولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته أن "موقف الأمم المتحدة لم يتغير بخصوص عدم شرعية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ورداً على سؤال إضافي حول السبب وراء رفض المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إدانة زيارة بومبيو وخاصة أنها تخالف قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمتعلقة بعدم قانونية المستوطنات، وتعطيها شرعية وحتى لو كانت رمزية. قال دوجاريك: "أكرر مجدداً أن ما يمكننا قوله هو أن موقفنا واضحٌ بشأن المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن احترام قرارات مجلس الأمن هو أمر متروك للدول الأعضاء". ثم أردف قائلاً: "إن قرارات مجلس الأمن هي قرارات الدول جميعها، وملزمة لها" ولا تخص الأمم المتحدة لوحدها.
وتعد زيارة بومبيو للأراضي الفلسطينية المحتلة والمستوطنات والجولان السوري المحتل؛ الأولى من نوعها لوزير خارجية أميركي. وتأتي الزيارة ضمن عدد من الخطوات التي تحاول الإدارة الأميركية الحالية اتخاذها لفرض سياسة الأمر الواقع قبل تولي الرئيس المنتخب جو بايدن لولايته في العشرين من شهر يناير/كانون الثاني القادم. كما تأتي ضمن سياسات ممارسة الحد الأقصى من الضغط على الفلسطينيين لتنفيذ سياساتها تحت إدارة ترامب.
دوجاريك: احترام قرارات مجلس الأمن أمر متروك للدول الأعضاء، وهي قرارات الدول جميعها، وملزمة لها
ومن ضمن هذه السياسات كذلك وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قبل سنتين، في محاولة لتهميش قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووقف عمل الوكالة أو دمجها ضمن منظمات أخرى للأمم المتحدة. وتعاني الوكالة حالياً من نقص حاد بالتمويل، حيث نفدت أموال الوكالة، وقد لا تتمكن من دفع رواتب 28 ألف موظف أغلبيتهم الساحقة من اللاجئين، من مدرسين وأطباء وغيرهم، لشهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، إذا لم تحصل على سبعين مليون دولار ضرورية لذلك، حتى نهاية الشهر الحالي.
وتأتي الخطوة الأميركية كذلك في ظل إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلية نيتها بناء 1200 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة جفعات هاماتوس، مما يوسع رقعة المستوطنات بين القدس المحتلة وبيت لحم، ويلحق "أضراراً جسيمة بآفاق قيام دولة فلسطينية متصلة الأراضي ومستقلة لتحقيق حل الدولتين"، بحسب الأمم المتحدة في تصريحات رسمية على لسان مبعوثها لعملية السلام في الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
كما تأتي الزيارة الأميركية في الوقت الذي يتعرض فيه الفلسطينيون لأكبر عمليات هدم لبيوتهم منذ سنوات، وخاصة في القدس والمناطق المحيطة بها، في الوقت الذي تزيد فيه سلطات الاحتلال العمليات الاستيطانية ومصادرة أراضي الفلسطينيين. وخلال الأسابيع الأخيرة لوحدها، هدمت سلطات الاحتلال أكثر من سبعين بناء ومنزلاً لفلسطينيين، بحجج بنائها بدون تراخيص، في الوقت الذي لا تعطي فيه أي تصاريح بناء للفلسطينيين، وخاصة في القدس والمناطق المحيطة، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وتفيد تقارير الأمم المتحدة كذلك بأن هجمات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم، وسرقة محاصيلهم الزراعية، وخاصة الزيتون، قد زادت. وخاصة في الأسابيع الأخيرة خلال موسم قطف الزيتون الذي يعد من أهم المواسم الزراعية والاقتصادية للفلسطينيين. ويذكر أن المستوطنين يهاجمون المزارعين الفلسطينيين تحت أعين جيش الاحتلال وحراسته، ويقومون بحرق أشجار الزيتون أو يقطعونها. وفي الأسابيع الأخيرة، قطع المستوطنون أكثر من 190 شجرة زيتون، إضافة إلى سرقتهم كميات كبيرة من محاصيل الزيتون التي قطفها الفلسطينيون.