غريفيث يحذر من تأثيرات الأزمة الأوكرانية على اليمنيين والأفغان

15 مارس 2022
غريفيث: 3 من كل 4 يمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية (Getty)
+ الخط -

حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، من تأثير الحرب الأوكرانية على اليمنيين، لافتاً إلى أن ثلث واردات اليمن من القمح يأتي من روسيا وأوكرانيا، فيما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الثلاثاء، في كابول إن الحرب في أوكرانيا يجب ألا تجعلنا ننسى الأزمة الإنسانية في أفغانستان التي تحتاج "للاهتمام وللموارد".

وعبر غريفيث، خلال الاجتماع الشهري الذي يعقده مجلس الأمن الدولي لبحث مستجدات الملف اليمني، عن مخاوفه من أن يقيد الصراع الأوكراني الإمدادات ويزيد أسعار الغذاء التي تضاعفت في العام الماضي، مما يزيد من التحديات، مطالباً الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بدعم صندوق الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية الخاص باليمن، مضيفاً: "لا تتوقفوا عن مساعدة اليمن". 

وتابع غريفيث: "يزداد الجوع والأمراض في اليمن، والتقديرات الجديدة تشير إلى أن هناك أكثر من 23 مليون شخص يحتاجون إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية. وهذا يعني أن 3 من كل 4 يمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وهذا رقم مذهل" وتحدث عن التقديرات التي تشير إلى أن 19 مليون يمني سيعانون من الجوع هذا العام، وهي زيادة بنسبة عشرين بالمائة عن العام الماضي. 

وعبر عن أسفه من استمرار القتال في خمسين جبهة باليمن، مشيراً إلى مقتل واصابة أكثر من ألفي مدني، واضطرار 300 ألف آخرين إلى النزوح داخليا عن ديارهم خلال العام الماضي لوحده. ووصل عدد النازحين داخلياً في اليمن إلى 4.3 ملايين شخص منذ عام 2015. 

وتحدث كذلك عن انخفاض واردات الوقود، مما يزيد الأعباء ويفاقم الأزمة، مما يعني أن الاقتصاد اليمني الهش أصلاً، والذي يعتمد في الغالب على الواردات، يواجه أزمة أكبر. 

 وعبر عن قلقه من زيادة الهجمات على العاملين بالمجال الإنساني بما في ذلك اختطاف موظفين، مشيراً إلى وجود عقبات بيروقراطية تعيق عمل المنظمات الإنسانية. ولفت إلى أن العقبات "حادة، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون". وأشار إلى أن تلك العقبات أدت إلى تعطيل تقديم المساعدات للملايين أو التأثير عليها خلال العام الماضي. 

غروندبرغ: النهج العسكري لن يؤدي إلى حل مستدام

من جانبه، شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، على ضرورة "القيام بجهود مشتركة تشمل اليمنيين والأطراف الفاعلة من أجل كسر دورة العنف باليمن". 

وأكد على أن النهج العسكري لن يؤدي إلى حل مستدام ودائم، لافتاً إلى الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون في اليمن وتدمير الاقتصاد اليمني ومؤسسات الدولة والبنية التحتية وأزمة اقتصادية خانقة. 

كما أشار إلى مخاطر انهيار العملة اليمنية في ظل هبوطها بنسبة عشرين بالمائة منذ بداية العام الحالي لوحده، كما تطرق إلى أزمة الوقود الخانقة بسبب عدم السماح لعدد كاف من ناقلات النفط بالدخول إلى الحديدة والمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين.

وشدد غروندبرغ على أنه يستكشف حالياً، بالتوازي مع عمله على الإطار السياسي، خيارات مع الأطراف المختلفة بشأن تدابير التهدئة الفورية التي يمكن أن تقلل العنف وتخفف أزمة الوقود وتحسن حرية الحركة، معبراً عن أمله أن تستجيب الأطراف المختلفة لمقترحاته مع اقتراب شهر رمضان. 

وتعقد الأمم المتحدة الأربعاء مؤتمراً للمانحين لتمويل عملياتها الإنسانية في اليمن. وتشهد برامج المساعدات الإنسانية نقصاً في التمويل مع زيادة في حجم الاحتياجات. وتحتاج الأمم المتحدة إلى أكثر من 4.3 مليارات دولار هذا العام لعملياتها الإنسانية ومشاريعها في اليمن.

الأمم المتحدة: حرب أوكرانيا يجب ألا تنسينا الأزمة في أفغانستان

على صعيد آخر، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الثلاثاء، في كابول إن الحرب في أوكرانيا "يجب ألا تجعلنا ننسى الأزمة الإنسانية في أفغانستان التي تحتاج للاهتمام وللموارد".

وصرح غراندي لوكالة "فرانس برس" في العاصمة الأفغانية، حيث بدأ زيارة الإثنين تستغرق أربعة أيام: "كل اهتمام العالم ينصب الآن على أوكرانيا... لكن رسالتي عبر مجيئي إلى هنا هي أننا يجب ألا ننسى الأوضاع الأخرى، حيث هناك حاجة للاهتمام والموارد، وأفغانستان واحدة منها".

وأضاف أن "مخاطر صرف الانتباه عالية للغاية... يجب إيصال المساعدات الإنسانية بغض النظر عن عدد الأزمات الأخرى الموازية لأفغانستان في جميع أنحاء العالم".

ومنذ وصول "طالبان" إلى السلطة في أغسطس/آب 2021، غرقت أفغانستان في أزمة مالية عميقة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي فيها بعد أربعة عقود من النزاع ومواسم من الجفاف. وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن الجوع يهدد اليوم 23 مليون أفغاني يمثلون 55% من السكان.

وفي الشهر الماضي، أصدرت الأمم المتحدة أكبر نداء مساعدة لدولة واحدة لجمع 5 مليارات دولار وتجنب كارثة إنسانية في أفغانستان.

وطلبت المفوضية العليا للاجئين نفسها مبلغ 340 مليون دولار لعام 2022، لكنها لم تتمكن حتى الآن سوى من جمع حوالى 100 مليون دولار، وفقًا للمفوض السامي.

وأضاف فيليبو غراندي: "علينا أن نصرَّ لأن الاحتياجات اليوم هي نفسها كما في أيلول/سبتمبر"، مباشرة بعد تولي طالبان السلطة، مشددًا على ضرورة "أن تستمر الاستجابة السخية".

وتشترط الدول الغربية احترام حقوق الإنسان وخصوصا حقوق المرأة للإفراج عن مليارات الدولارات كمساعدات.

المساهمون