الأمم المتحدة: الوضع في الضفة الغربية قد يخرج عن السيطرة

23 يونيو 2023
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (Getty)
+ الخط -

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الجمعة، من أن الوضع في الضفة الغربية "قد يخرج عن السيطرة".

ونقلت "فرانس برس" عن تورك قوله إن "عمليات القتل الأخيرة وأعمال العنف، وكذلك الخطاب الناري، لا تؤدي سوى إلى دفع الإسرائيليين والفلسطينيين أعمق في الهاوية"، وفق ما جاء في بيان.

وأضاف تورك: "على إسرائيل أن تعمل بصورة عاجلة على تعديل سياساتها وأعمالها في الضفة الغربية المحتلة بما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك حماية الحق في الحياة واحترامه".

وتابع: "من واجب إسرائيل أيضاً بصفتها قوة محتلّة، وعملاً بالقانون الإنساني الدولي، أن تضمن النظام العام والسلامة في المنطقة الفلسطينية المحتلة"، وأكد: "من أجل أن يتوقف هذا العنف، يجب أن يتوقف الاحتلال".

وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "الأشخاص الذين يمسكون بالسلطة السياسية من الجانبين يعرفون ذلك، وعليهم اتخاذ تدابير فورية لتحقيقه".

وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً واسعاً شنّته قوات الاحتلال والمستوطنون على الفلسطينيين، خاصة في شمال الضفة الغربية المحتلة.

واستهدف الاحتلال 3 فلسطينيين بقصف من طائرة مسيّرة لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، ما أسفر عن استشهادهم داخل مركبة كانوا يستقلونها قرب مدينة جنين، وذلك بعد يوم واحد من استشهاد 6 فلسطينيين في جنين خلال اقتحام واسع لقوات الاحتلال واجه مقاومة فلسطينية نوعية، أسفرت عن إصابة 7 جنود وإعطاب عدد من المركبات العسكرية المقتحمة.

في غضون ذلك، شن المستوطنون هجمات إرهابية واسعة على قرى فلسطينية في شتى أنحاء الضفة، أسفرت عن استشهاد شاب وعشرات الإصابات، وإحراق عشرات المنازل والمركبات المدنية والمحاصيل الزراعية.

وقتل 4 مستوطنين، الثلاثاء، في عملية نفذها فلسطينيان في مستوطنة "عيلي" وسط الضفة. وعُلم أن من بين المستوطنين القتلى اثنان من جماعة "شبيبة التلال" الاستيطانية الإرهابية، التي تقود منذ سنوات هجمات منظمة على المدنيين الفلسطينيين.

واستشهد منذ مطلع العام الجاري 174 فلسطينياً بنيران الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب مفوض حقوق الإنسان، قتلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 126 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منذ مطلع العام. وأوضح أن بين الشهداء 21 فتى وفتاة.

الاتحاد الأوروبي: اعتداء المستوطنين على ترمسعيا "إرهابي"

من جانبه، وصف ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، اليوم الجمعة، العدوان الذي نفذه جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون على بلدة ترمسعيا شمال شرقي رام الله، الأربعاء الماضي، بأنه "اعتداء إرهابي بحق الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم".

وطالب بورغسدورف، خلال زيارته ترمسعيا على رأس وفد ضم سفراء وقناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي والدول المماثلة للاطلاع على تداعيات العدوان الذي أدى لوقوع إصابات وإحراق منازل وسيارات واستشهاد الشاب عمر أبو القطين وإصابة آخرين، بـ"ضرورة المحاسبة التامة لكل من قام بمثل هذه الأعمال، لضمان ألا تتكرر في المستقبل تحت أي شكل من الأشكال".

وقال: "إن هذه الأرض محتلة وليست تابعة لأية جهة أخرى بغض النظر عن تصنيف المناطق (أ، ب، ج)، ولذلك فإن اسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي أن تمنع أي اعتداء ينفذ من قبل المستوطنين، وأن تقوم كقوة احتلال بالدفاع عن المواطنين الفلسطينيين وحمايتهم، وتقديم أي شخص يعتدي على سلامتهم للعدالة حتى ينال جزاءه".

وأكد ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين أن "الاتحاد الأوروبي سيتابع الموضوع على المستويات كافة، وسننقل هذه الرسالة لكل عواصم الدول أن هذه الاعتداءات يجب أن تتوقف، فهي مخالفة للقانون الدولي".

وأثناء زيارة عائلة الشهيد عمر جبارة، قال بورغسدورف إن "عمر بطل وشجاع، فقد استشهد وهو يساعد أصحاب المنازل المحترقة ويدافع عنهم".

بورغسدورف في منزل محترق مع سكان فلسطينيين في ترمسعيا بعد هجوم المستوطنين على البلدة (أسوشييتد برس)
بورغسدورف في منزل محترق مع سكان فلسطينيين في ترمسعيا بعد هجوم المستوطنين على البلدة (أسوشييتد برس)

وقال والد الشهيد عمر جبارة إن نجله استشهد وهو يدافع عن البلدة، ويساعد الأهالي ويحاول إخراجهم من منازلهم التي أحرقها المستوطنون، لافتا إلى أن عمر متزوج ولديه طفلان.

وأكدت زوجة الشهيد أنه استشهد أثناء إنقاذه الناس من الموت، وقالت: "نحن شعب مظلوم تحت احتلال، ونطالب بتوفير الحماية الدولية لنا".

من جانبه، قال ممثل جمهورية أيرلندا لدى دولة فلسطين دون سكستون: "إن إسرائيل مطالبة بالكثير من الإجابات بصفتها قوة احتلال، وهي المسؤولة عما حدث".

أما القنصل البريطاني العام في القدس ديانا كورنر، فشددت على أن "بريطانيا تتابع ما حدث في ترمسعيا وغيرها من المناطق، وكل هذه الأحداث تشكل زيادة غير مسبوقة في حجم اعتداءات المستوطنين، حتى باتت اليوم بشكل يومي، وكلها اعتداءات مرفوضة ويجب أن يُحاسب المعتدون"، وطالبت بضرورة وقفها وحماية كل المدنيين بغض النظر عن تصنيف المناطق.

بدوره، قال رئيس بلدية ترمسعيا لافي شلبي إن ما "حدث في البلدة هو اعتداء سافر وممنهج من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، وبحماية جيشها، فما حدث محرقة حقيقية، جرى خلالها استهداف كل شيء، حتى النساء والأطفال الذين كانوا يصرخون من أجل الخروج من بيوتهم التي تحترق".

وأوضح شلبي أن ما جرى "هو جزء بسيط من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني، حيث تتواصل اعتداءات المستوطنين علينا وعلى الأراضي الفلسطينية كافة، ولذلك يجب إيصال رسالتنا أننا أصحاب الأرض، وأن المستوطنين هم محتلون وقتلة". وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لعدم السماح بتكرار هذا الأمر، وتحميل حكومة الاحتلال مسؤولية العدوان على البلدة، وتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني.

وشن المستوطنون، الأربعاء الماضي، هجوماً على بلدة ترمسعيا، أسفر عن استشهاد الشاب عمر أبو القطين (25 عاماً)، وإصابة 12 آخرين بالرصاص الحي، إضافة لإحراق نحو 30 منزلاً، وأكثر من 60 مركبة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت مناطق مختلفة من الضفة الغربية سلسلة من هجمات للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.

المساهمون