الأمم المتحدة: الوضع "حرج" في إيران

22 نوفمبر 2022
تستمرّ الاحتجاجات منذ سبتمبر/أيلول (Getty)
+ الخط -

أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، اليوم الثلاثاء، أنّ الوضع في إيران "حرج"، مشيراً إلى ردّ فعل السلطات المتشدد تجاه الاحتجاجات الذي أدى إلى مقتل ما يزيد على 300 شخص في الشهرين الماضيين، في وقت بثت فيه شبكة "سي أن أن" الأميركية تقريراً يوثق انتهاكات حقوق الإنسان في مراكز الاعتقال في إيران.

وقال متحدث باسم تورك في إفادة صحافية في جنيف: "نحث سلطاتكم على تلبية مطالب الشعب في المساواة والكرامة والحقوق، بدلاً من استخدام القوة غير الضرورية وغير المتكافئة لقمع الاحتجاجات".

من جهته، أعلن موقع "هرانا" الإخباري التابع لنشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين، اليوم الثلاثاء، أنّ عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 434 شخصاً، من بينهم 60 طفلاً.

وقدّر الموقع عدد المعتقلين بأكثر من 17 ألف شخص، مشيراً إلى أن 155 مدينة إيرانية شهدت التظاهرات خلال الشهرين الأخيرين.

وفجرت هذه الاحتجاجات وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب في طهران على خلفية "عدم التزام معايير الحجاب".

إلى ذلك، أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، اعتقال 40 أجنبياً بسبب الضلوع في الاحتجاجات، على حدّ تأكيدها. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون، وفق "رويترز"، إنه "اعتُقل 40 مواطناً أجنبياً حتى الآن بسبب ضلوعهم في الاحتجاجات"، دون الكشف عن جنسياتهم.

وقالت طهران في سبتمبر/ أيلول إنه اعتُقِل تسعة أوروبيين بسبب تورطهم في الاحتجاجات. وتلقي باللوم على "خصوم أجانب وعملاء لهم" في تنظيم الاحتجاجات، التي تحولت إلى حركة تمرد شعبية للإيرانيين من جميع أطياف المجتمع، في واحد من أجرأ التحديات التي يواجهها النظام الديني منذ ثورة 1979.

تقارير دولية
التحديثات الحية

"سي أن أن": استخدام العنف الجنسي والاغتصاب لقمع المتظاهرين

وفي سياق متصل بالاحتجاجات وانتهاكات القوات الأمنية الإيرانية بحق المتظاهرين، نشرت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الثلاثاء، تقريراً مصوّراً بثّت فيه شهادات قالت إنها "تكشف نمطاً مرعباً من الوحشية من قبل النظام الإيراني"، لافتة إلى "استخدام العنف الجنسي والاغتصاب لقمع المتظاهرين وابتزازهم في بعض الحالات".

وتقدّر جماعات حقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 326 شخصاً واعتقال ما يقرب من 14 ألفاً، مع استمرار الاحتجاجات، التي تقودها النساء إلى حدّ كبير.

وأشارت الشبكة، التي قامت كبيرة مراسلي التحقيقات الاستقصائية الدولية فيها نعمة الباقر بزيارة المنطقة الكردية في إيران، إلى أنه تم في بعض الحالات تصوير عمليات الاغتصاب، واستخدامها لابتزاز المتظاهرين لإسكاتهم.

وتنقل عن هانا (اسم مستعار)، وهي امرأة كردية هُرِّبَت أخيراً من إيران، قولها إنها تخشى على حياتها، لافتة إلى أنه بعد خلع حجابها وحرقه في الشارع، اعتُقِلَت واحتُجِزَت من قبل ضباط المخابرات الإيرانية.

وتقول هانا إنّ "عناصر الشرطة يختارون النساء الجميلات والمناسبات لشهوتهم، ثم يأخذ الضباط إحداهنّ من الزنزانة إلى غرفة خاصة أصغر، حيث كانوا يعتدون عليهنّ جنسياً هناك"، مشيرة إلى أنها سمعت هي وآخرون صراخاً في إحدى المرات، يعتقدون أن امرأة كانت تتعرض خلاله للاغتصاب في غرفة الاستجواب.

وتمكنت شبكة "سي أن أن" من تحديد موقع مركز الشرطة، من خلال وصف هانا وتأكيد شهون عيان، وهو يقع في حيّ إرميا بمنطقة إسلام آباد الإيرانية. ولفتت الشبكة إلى أنّ "مراكز الشرطة تُستخدم كنقاط تصفية، تنقل المتظاهرين من مكان إلى آخر".

وأفادت الشبكة بأنّ بعض الضحايا لا يتجاوز أعمارهم 14 عاماً، والكثير منهم رجال يدعمون المتظاهرات وعقوبتهم شديدة مثل النساء. وبثت رسالة صوتية لصبي يبلغ 17 عاماً أرسلها إلى الشبكة بعد سجنه، يؤكد فيها تعرّضه وآخرين للاغتصاب.

ولفتت الشبكة إلى أن العنف ضد النساء المشاركات في الاحتجاجات لا يقتصر على المناطق الكردية، فالقوات الأمنية تركز على المواقع التي تشتد فيها الاحتجاجات كما هو الحال في طهران. ونقلت الشبكة هنا تسريبات من قبل أحد المطلعين في مستشفى "الإمام علي" على قضية الشابة أرميتا عباسي، التي ظهرت علناً وانتقدت النظام. وقال المصدر إنها "كانت تعاني من نزف شرجي بسبب الاغتصاب المتكرر"، فيما أصرّ رجال في ثياب مدنية أحضروها إلى المستشفى، على أن يكتب الطبيب أن الاغتصاب كان قبل اعتقالها.

ولم يردّ المسؤولون الإيرانيون بعد على طلب "سي أن أن" للتعليق على "الانتهاكات" الواردة في التقرير.

المساهمون