صور الأقمار الصناعية تظهر تعزيزات روسية حاشدة قرب حدود أوكرانيا

21 ابريل 2021
توسع روسي في شبه جزيرة القرم (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -

سلطت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الأربعاء، الضوء على التوسع الروسي في شبه جزيرة القرم، في ظل زيادة التوتر مع أوكرانيا، وتنامي المخاوف حول إمكانية تدخل القوات الروسية بشكل جزئي في هذا البلد.
ونقلت الصحيفة صورًا التقطتها الأقمار الصناعية في الفترة الواقعة بين 27 مارس/ آذار و16 إبريل/نيسان، تظهر نقل روسيا معدات عسكرية وطائرات حربية هجومية وطائرات استطلاع ووحدات مدرعة إلى شبه الجزيرة والقواعد القريبة من أوكرانيا، إلى حد أكبر مما كان قد كشف عنه في وقت سابق.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة التجارية للأقمار الصناعية دان جابلونسكي إن نشر شركته الصور غير السرية يأتي من مبدأ الشفافية، نافيًا أن تكون الحكومة الأميركية هي التي حثته على ذلك، مضيفًا أن نشرها يزيل بعض عدم اليقين والشك بشأن ما يحدث في هذه المنطقة.

من جانبه، قال الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الأميركية فيليب بريدلوف، الذي خدم كقائد عسكري كبير لحلف شمال الأطلسي عندما استولت القوات الروسية على القرم وتدخلت في شرق أوكرانيا عام 2014: "إن الصور تشير إلى أن الوحدات الروسية غير مستعدة للهجوم على الفور، لكن لديها الخيارات المتعددة للقيام بعمل عسكري".
ويقدر المسؤولون الأميركيون، كما نقلت "وول ستريت جورنال"، أن هناك حاليًا حوالي 80 ألف جندي روسي في شبه جزيرة القرم وبالقرب من أوكرانيا، وهو ما يمثل ضعف القوة الروسية المنتشرة هناك منذ حوالي أربعة أسابيع.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي، رفض الكشف عن اسمه، أن القوة الروسية تضم حاليًا 48 كتيبة، تتكون كل منها من عدة مئات من الجنود والضباط. ومع ذلك، يشير المسؤول إلى أن المخابرات الأميركية لم ترصد بعد جميع القدرات اللوجستية والوحدات الداعمة التي يمكن استخدامها بشكل عام لتنفيذ هجوم كبير عبر الحدود إلى أوكرانيا.

أما منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، فقدر عدد القوات بأكثر من 100 ألف جندي روسي، لافتًا إلى أن عدد هذه القوات أكبر من عدد القوة التي نشرتها موسكو عام 2014 عندما استولت على القرم.
وفيما لم يستبعد رئيس مؤسسة "جيمس تاون" الأميركية جلين هوارد أن تأتي هذه المناورة ضمن محاولات بوتين للضغط على أوكرانيا بفتح قناة مياه شمال القرم، قال رئيس مؤسسة بوتوماك الأميركية فيليب كاربر: "أنا لا أتوقع هجومًا، لكن في غضون أسبوعين سيكون الهجوم خيارًا، وفقًا لتقدير الروس".

وعلق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في تصريح للصحيفة، قائلًا إنه "في غضون أسابيع قليلة، ستكون القوات الروسية على وشك الاستعداد للقتال (..) ولا نعرف ما إذا كان بوتين سيقرر الهجوم، لكنه سيكون بالتأكيد مستعدًا للقيام بذلك".
وقال العقيد الاحتياطي في الجيش الأوكراني والمحلل العسكري أوليج زدانوف إن هدف موسكو الرئيسي هو إحداث موجة من الذعر.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز قد قدم تقييمًا للكونغرس، الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن عمليات الانتشار الروسية قد تهدف إلى تخويف الحكومة الأوكرانية وإرسال رسالة إلى إدارة بايدن.
وأضاف أن التعزيزات الروسية وصلت إلى نقطة يمكن أن توفر أساسًا لتوغل عسكري محدود، داعيًا الولايات المتحدة وحلفائها إلى أخذ هذه التعزيزات على محمل الجد.
وتعد إدارة بايدن خيارات لتقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا في حال وقوع هجوم روسي، تشمل أنظمة مضادة للدبابات والسفن والطائرات، وفقًا ما نقلت الصحيفة عن شخص مطلع، كما تدرس الولايات المتحدة أيضًا فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.

المساهمون