"الأغذية العالمي" يعلق تحركات طواقمه في غزة بعد استهداف الاحتلال شاحنة مساعدات

28 اغسطس 2024
إحدى سيارات الأمم المتحدة بعد إصابتها برصاص قوات الاحتلال (الأمم المتحدة)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تعليق تحركات برنامج الأغذية العالمي في غزة**: أعلن برنامج الأغذية العالمي تعليق تحركات طواقمه في غزة بعد إصابة شاحنة تابعة له بنيران قوات الأمن الإسرائيلية، رغم حصولها على الموافقات اللازمة.

- **تصريحات الأمم المتحدة حول الحادثة**: أكدت رئيسة البرنامج، سيندي ماكين، أن الحادثة غير مقبولة وتعرض حياة الفرق للخطر، مشددة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.

- **التصعيد في الضفة الغربية**: أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرة إلى استشهاد 630 فلسطينياً ومقتل 15 إسرائيلياً منذ السابع من أكتوبر.

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء أنه علق "حتى إشعار آخر" تحركات طواقمه في قطاع غزة، بعد إصابة إحدى شاحناته بنيران قوات الأمن الإسرائيلية. وأكد البرنامج أن إحدى مركباته التي يظهر عليها شعاره بوضوح أصيبت بعشر رصاصات على الأقل خلال اقترابها من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية. وذكر البرنامج، في بيان، أن القافلة التي كانت تضم مركبتين مدرعتين تلقت "العديد من الموافقات من السلطات الإسرائيلية على الاقتراب" من نقطة التفتيش عند جسر وادي غزة مساء أمس الثلاثاء. ولم يصب أي‭ ‬ممن كانوا في المركبة.

وقالت رئيسة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، في بيان، إن "هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق، وهو الأحدث في سلسلة حوادث من دون طائل على صلة بالأمن، عرضت للخطر حياة (أفراد) فرق برنامج الأغذية العالمي في غزة". وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن الحادث وقع "على بعد أمتار قليلة من نقطة تفتيش إسرائيلية عند جسر وادي غزة، حيث كان الفريق عائداً من مهمة متوجها إلى معبر كرم أبو سالم بسيارتين مدرعتين تابعتين للبرنامج بعد مرافقة قافلة من الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية متجهة إلى المنطقة الوسطى في غزة".

وأشار البيان إلى أن الحادثة وقعت على الرغم من أن "السيارة كانت تحمل علامات واضحة وحصلت على عدة تصاريح من السلطات الإسرائيلية للاقتراب، إلا أنها أصيبت مباشرة بنيران الأسلحة النارية أثناء تحركها نحو نقطة تفتيش تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي. وقد أصيبت السيارة بعشر رصاصات على الأقل: خمس رصاصات على جانب السائق واثنتان على جانب الراكب وثلاث رصاصات على أجزاء أخرى من السيارة. ولم يصب أي من الموظفين على متن السيارة بأذى جسدي".

وتابع: "على الرغم من أن هذه ليست الحادثة الأمنية الأولى التي تقع أثناء الحرب، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار مباشرة على مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالقرب من نقطة تفتيش، على الرغم من تأمين الموافقات اللازمة، وفقاً للبروتوكول المعمول به". والبيان هذا يشكل تذكيراً صارخاً بالمساحة الإنسانية المتقلصة في قطاع غزة، حيث يؤدي العنف المتزايد إلى تقويض قدرتنا على تقديم المساعدات المنقذة للحياة".

 وفي وقت سابق من اليوم، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، سيتفان دوجاريك، لـ"العربي الجديد" في نيويورك أن الجيش الإسرائيلي هو الذي استهدف سيارة تابعة للأمم المتحدة مساء الثلاثاء كانت ضمن قافلة لتقديم المساعدات الإنسانية في وادي غزة. وشدد على أن السيارة كانت تحمل وبشكل واضح شارة الأمم المتحدة، كما أن تحرك القافلة، كما هو متبع في مناطق الصراعات، كان بالتنسيق مع جيش الاحتلال.

وجاءت تصريحات المسؤول الأممي، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقال دوجاريك إن الجيش الإسرائيلي أطلق النيران عشر مرات على السيارة والرصاص استهدف نوافذها. وأكد عدم وقوع إصابات للعاملين الأمميين الذين كانوا بداخل السيارة، مشيراً أن السيارة مصفحة. ولفت إلى أن هذه الحادثة تظهر من جديد أن نظم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، كما هو متبع في جميع النزاعات، لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل آمن، لا تعمل كما يجب.

وشدد على "ضرورة أن تحترم أطراف النزاع القانون الدولي الإنساني في كل الأوقات والذي ينص على حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين بما فيها الماء والغذاء والمأوى أينما كانوا موجودين في غزة". وأكد دوجاريك أن تلك الحماية تشمل "الخاضعين لأوامر الإخلاء في حال تحركوا من أماكنهم أو قرروا البقاء فيها"، مشدداً على ضرورة أن يشمل ذلك إعطاء وقت كاف للمغادرة وطرقاً ومناطق آمنة يتوجهون إليها.

ورداً على أسئلة "العربي الجديد" حول التحقيق في هذه الحادثة وحوادث سابقة استهدف فيها جيش الاحتلال مواقع للأمم المتحدة وقوافل إنسانية، وحول مسؤولية مجلس الأمن الدولي لحماية العاملين في المجال الإنساني، وما إذا كان يجب عليه اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، قال دوجاريك "إننا ننظر في مسألة إجراء تحقيقات من قبلنا، ولكن في نهاية المطاف نحن (كمنظمات إنسانية وأمم متحدة) الضحايا ولا توجد لدينا إمكانية الوصول (التحقيق) لهؤلاء الذين يطلقون النار علينا... يمكننا تحديد ما حدث عن طريق فحص الأدلة على الأرض وإفادات شهود عيان، ولكن في ما يخص الدفع من أجل التحقيق والمحاسبة على الجانب الآخر لا يوجد لدينا نفوذ".

وحول الدور الذي يجب أن يلعبه مجلس الأمن الدولي كمسؤول عن الأمن والسلم الدوليين في حماية العاملين في المجال الإنساني، شدد دوجاريك على أن "المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تعمل تحت ظروف وتحديات صعبة، سواء في غزة أو السودان أو أوكرانيا وغيرها، ولا تعمل وفقًا لتفويض من الأمين العام أنطونيو غوتيريس بل تعمل نيابة عن الأمم المتحدة، أي نيابة عن الدول الأعضاء في هذه المنظمة. وتقع على عاتق جميع الدول الأعضاء التي تشكل جزءًا من هذه المنظمة مسؤولية ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني الذين يعملون لمصلحتها، إن صح التعبير".

وتوقف المسؤول الأممي، خلال إحاطته كذلك عند الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة وعبر عن قلق الأمم المتحدة من التصعيد هناك، وأشار إلى تصريحات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وأخرى عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مفادها أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تزيد من التوتر وتهدد بزيادة إشعال المنطقة وتفجر الوضع كما سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.

وأشار إلى تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من العمليات العسكرية بما فيها القصف بالطائرات في عدد من المناطق آخرها الأربعاء في جنين وطولكرم، ما أدّى إلى مقتل تسعة فلسطينيين بمن فيهم الأطفال. وتوقف كذلك عند الأضرار التي لحقت بالبنية المدنية بما فيها المستشفيات. وأوضح أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدّت إلى استشهاد 630 فلسطينيا بالضفة الغربية بما فيها القدس، من بينهم أكثر من 140 فلسطينيا استشهدوا خلال خمسين عملية قصف جوي خلال هذه الفترة، كما استشهد على الأقل أحد عشر فلسطينياً من بينهم على يد مستوطنين. وأشار إلى مقتل 15 إسرائيلياً خلال نفس الفترة في الضفة، تسعة عسكريين وخمسة مستوطنين.