الأسد يتلقى دعوة لحضور القمة العربية في السعودية

10 مايو 2023
موعد القمة العربية محدد في 19 مايو/ أيار الجاري (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن النظام السوري، اليوم الأربعاء، تلقيه دعوة لحضور القمة العربية في السعودية المقررة في 19 مايو/ أيار الجاري، وتؤكد هذه الدعوة انعقاد القمة في موعدها، على ما يبدو، بعد سريان أنباء عن احتمال تأجيلها.

وقالت وكالة الأنباء "سانا" التابعة للنظام السوري، إنّ السفير السعودي في الأردن، نايف السديري، نقل الدعوة إلى رئيس النظام بشار الأسد من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستعقد في مدينة جدّة.

وكانت أنباء تحدثت عن احتمال تأجيل القمة بعد التأخر في توجيه دعوات الحضور إلى الدول العربية، لا سيما في ظل التطورات بالملف السوري وإعادة دمشق لمقعدها في الجامعة. وتعززت التكهنات بشأن تأجيل القمة، أيضاً، مع غياب التطرق إلى الملف خلال زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى الجزائر يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.

وكانت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة قد قالت، في وقت سابق اليوم الأربعاء لـ"العربي الجديد"، إنّ مشاورات مستجدة برزت خلال الساعات الماضية بشأن إمكانية تأجيل القمة العربية في نسختها الـ32 على مستوى الزعماء.

وبحسب المصادر، جاءت هذه المشاورات بعد رفض ثلاث دول من أعضاء الجامعة، بينها الكويت والمغرب، حضور رئيس النظام السوري بشار الأسد القمة، مؤكدة في الوقت ذاته على التزامها بقرار عودة سورية لمقعدها، لكن شريطة عدم حضور الأسد القمة المقبلة.

وأشارت المصادر إلى أنّ موقف الدول الثلاث الرافضة لحضور الأسد استمد قوة إضافية من موقف مماثل من الإدارة الأميركية، التي ترفض قرار عودة سورية لمقعدها بالجامعة، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ الإدارة في واشنطن، على أقل تقدير، لاتزال تتمسك بتقييد حركة الأسد وعدم منحه أي شرعية دولية، رغم قرار الجامعة الذي جاء بأغلبية الأصوات.

وكان مجلس جامعة الدول العربية قد أعلن، في بيانه الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأربعاء الماضي، استئناف مشاركة وفود النظام السوري في اجتماعاته بعد أكثر من عشر سنوات على تعليق عضوية سورية بالمجلس.

وانتقدت الولايات المتحدة قرار الجامعة بعودة سورية لشغل مقعدها، قائلة إنّ دمشق لا تستحق هذه الخطوة، كما شككت في رغبة رئيس النظام السوري بشار الأسد في حل الأزمة الناجمة عن الحرب في بلاده.

فيما كشف دبلوماسي مصري بالجامعة العربية عن أنّ المملكة العربية السعودية تبذل في الفترة الراهنة جهوداً حثيثة لإقناع بعض الدول الأعضاء في الجامعة بالتمثيل خلال القمة المقبلة بالمستوى الرئاسي، بعد إخطار بعض الدول بأنّ تمثيلها سيراوح بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وقال إنّ جمهورية الجزائر من بين الدول التي لم تحسم أمر تمثيلها بالمستوى الرئاسي بعد.

وحول الحديث عن إمكانية تأجيل القمة، قال الدبلوماسي المصري إنّ الحالة الوحيدة التي سيتم معها اتخاذ قرار التأجيل هي تأكد قيادة المملكة أنها لن تخرج بالشكل اللائق الذي يضمن أن تكون قمة استثنائية.

وكانت القمة الأخيرة على مستوى الزعماء العرب للجامعة قد عُقدت في الجزائر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وكانت الأولى بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا.

واتخذت الجامعة العربية، الأحد الماضي، قراراً بتشكيل لجنة اتصال وزارية تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام للجامعة العربية، للتواصل مع دمشق لإيجاد حل للأزمة  السورية "وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة".

وبينما دفعت دول عربية، منها الإمارات، في اتجاه إعادة العلاقات لطبيعتها مع سورية والأسد، عارضت دول أخرى، منها قطر، التطبيع الكامل دون وجود حل سياسي للصراع السوري.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، في بيان، مطلع الأسبوع الجاري، إنّ موقف الدوحة من تطبيع العلاقات مع الأسد "لم يتغير" ولا يزال "يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي للأزمة السورية".

المساهمون