شارك مئات الأردنيين، اليوم الجمعة، في وقفة شعبية داعمة للمقاومة الفلسطينية، ولمحاصَري مخيم شعفاط في القدس وكافة أرجاء فلسطين.
وجرت الفعالية أمام المسجد الحسيني، وسط العاصمة عمّان، بعد صلاة الظهرة، بدعوة من "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن".
ورفع المشاركون أعلام الأردن وفلسطين ولافتات كتبوا عليها شعارات من قبيل "القدس تشتعل"، و"جمعة أسود الأقصى والعرين.. لن يترك الأقصى وحيداً"، و"افتح الحدود افتح الحدود.. على القدس رايحين شهداء بالملايين".
كما رفع المشاركون شعارات تطالب الحكومة الأردنية بالوقوف أمام مسؤولياتها واستخدام كافة أوراق الضغط التي تملكها لوقف الانتهاكات في المسجد الأقصى.
وأكد المشاركون مؤازرتهم الكاملة للشعب الفلسطيني، في ظل الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال، واستفزازات المستوطنين.
وشددوا على ضرورة إلغاء اتفاقية وادي عربة بين الاحتلال الإسرائيلي والأردن، إضافة إلى المطالبة بإلغاء اتفاقية الغاز والماء مقابل الكهرباء، رافضين أي مظهر من مظاهر التعامل مع الاحتلال الذي يمارس الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
كما أكدوا أن "المسجد الأقصى مقدس إسلامي خالص بكامل مساحته، لا يقبل القسمة ولا الاشتراك، ولا محل فيه لأي مقتحمٍ زائراً أو مصلياً، ولا محل فيه لأي طقوس سوى شعائر الإسلام، وأن هذا الصراع مع المحتل ليس له من حل عادلٍ ممكنٍ سوى تحرير كل ذرة من تراب فلسطين".
وطالب المشاركون "الحكومة وصناع القرار في الأردن بضرورة اتخاذ موقف جدي يبرئ ذمتهم في الدفاع عن الأقصى، الذي يقع تحت المسؤولية الأردنية المباشرة ويتعرض إلى مخاطر تستهدف إزالته من الوجود وطمس هويته الإسلامية، وهو خطر داهم مباشر لا يجدي معه الاستمرار في نهج وادي عربة واتفاقيات التطبيع".
من جهته، قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، في كلمة له خلال الوقفة، إنّ "الملتقى يقف اليوم ليعلن موقف الشعب الأردني أنه في خندق المقاومة الفلسطينية التي تعلن بوضوح: لا مكان للاحتلال ولا مكان للمستوطنين".
وطالب "الحكومة بأن تقف الموقف الشعبي، الذي يطالب بموقف عملي دفاعاً عن الأقصى والمقدسات"، مشيراً إلى أن "الشعب الأردني بكافة مكوناته يدعم المقاومة ويدعم صمود الشعب الفلسطيني في كافة القرى والمدن والبلدات الفلسطينية".
وأكد أنّ "اقتحامات الاحتلال تشكل انتهاكاً وإساءة للأردن وسيادته ووصايته على المقدسات، والأردن مطالب بموقف عملي ضد الاحتلال، وفي رفض الوجود الصهيوني على أرض فلسطين".
بدوره، قال الأمين العام لحزب الجبهة الأردنية الموحدة فاروق العبادي، في كلمة له خلال الوقفة، إنّ "الاحتلال يواصل التغول والبطش في أرض فلسطين وإحاكة المؤامرات ضد الأردن"، مشدداً على أن "دعم المقاومة مستمر في الفعاليات من أجل الانتصار للمسجد الأقصى المبارك والقدس".
وأضاف أن "الأردن وفلسطين هما كيان واحد في مواجهة هذا المحتل الغاشم".
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين السفير سنان المجالي، في بيان سابق، إنّ "الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى وتصاعد وتيرتها، وما يرافقها من ممارسات استفزازية في الحرم وفي المقابر الإسلامية المحيطة به والتي تعتبر وقفاً إسلامياً، فضلاً عن الاستمرار بفرض القيود على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى ، هي خرقٌ فاضح ومرفوض للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والمقدسات".
وحذر من أنّ "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تُنذر بالمزيد من التصعيد وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب وقفه فوراً".
وشدد على أنّ "المسجد الأقصى، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه".
وطالب إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بـ"الكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته"، مشدداً على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
ومنذ مساء السبت، تشهد القدس وضواحيها توتراً كبيراً، إثر فرض الشرطة الإسرائيلية قيوداً مشددة على مخيم شعفاط، بحجة بحثها عن فلسطيني تعتقد أنه أطلق النار على القوات الإسرائيلية على حاجز مخيم شعفاط العسكري شمالي القدس، ما أدى الى مقتل مجندة وإصابة عنصري أمن، أحدهما بجروح خطيرة.
كما شهدت القدس المحتلة، الأربعاء، إضراباً تجارياً وإغلاقاً للمؤسسات التعليمية تضامناً مع الفلسطينيين في مخيم شعفاط وأحياء عناتا ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام.