الأحمد لـ"العربي الجديد": الوحدة شرط للوساطة مع القاهرة

10 ابريل 2014
المال السياسي وقوى اقليمية والأميركيون ضالعون في مخيمات لبنان
+ الخط -

يتولّى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، مسؤولية عدد من الملفات الفلسطينية المهمّة، فهو مسؤول ملف المصالحة مع حركة حماس، ومشرف على ملف الساحة اللبنانية في الشأن الفلسطيني، ورئيس كتلة "فتح" البرلمانية في المجلس التشريعي المنتهية ولايته منذ العام 2010.

ويرى الأحمد أن قيادة "حماس" لا تزال تراوغ في الرد على طلب وفد المصالحة بالحضور إلى قطاع غزة من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني وتحديد موعد للانتخابات.

وحول الوضع "الفتحاوي" الداخلي، كشف الأحمد أنه كان معارضاً لبث خطاب الرئيس محمود عباس عن القيادي المطرود من الحركة، محمد دحلان، في الإعلام، لكنه اعتبر أن المطرود مطرود ومَن يريد اللحاق به فليلحق.

وعلى الصعيد الفلسطيني في لبنان، يرى أن المخيمات أصبحت "ملعباً للأجهزة الأمنية الإقليمية"، ويُغدق عليها الكثير من المال السياسي، ويأمل أن تستطيع الدولة اللبنانية فرض الأمن داخل المخيمات بدل حصارها بالدبابات من الخارج.

 

وفيما يلي نص الحوار...

 

- أين وصلت التطورات في ملف المصالحة؟

حالياً أقوم، بالنيابة عن الوفد الذي شكلته القيادة للذهاب إلى قطاع غزة، بالاتصال مع حركة حماس، ونحن على اتصال يومي لتحديد موعد ذهاب الوفد. اتصلت بإسماعيل هنية (رئيس وزراء الحكومة المقالة) وقال إنه مرحبٌ من حيث المبدأ، لكنه بدأ يتكلم عن جدول أعمال وتفاصيل غير التي خصصت لها زيارة غزة.

وأعقبت الاتصال حملة إعلامية وتصريحات من قيادات حماس تدل على أنهم غير جاهزين.

 - تحدثت عن مياه كثيرة جرت في النهر، منذ أن وقّعت اتفاقيات المصالحة في القاهرة والدوحة، ماذا قصدت بذلك؟

قصدت أننا أمام مستجدات كثيرة، لذا أنا أعارض بشكل شخصي انتخاب رئيس سلطة، لأن المفروض أن نجري انتخابات رئيس دولة، وانتخابات برلمانية لدولة، بغضّ النظر عن اسمه تشريعي أو تأسيسي، وسبق أن طرحت هذا الأمر بحضور القيادات الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وكافة الأمناء العامين للفصائل بما فيها حماس والجهاد، في فبراير/ شباط 2013، لأن قرار اعتماد فلسطين كدولة تم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، لذلك علينا أن نتعامل مع هذه المتغيّرات.

 

- هناك مَن يقول إن المصالحة تصبح أولوية للقيادة الفلسطينية في حال وقوعها بمأزق في المفاوضات؟

نحن لا نكذب ولا نخادع. حماس وقّعت على المفاوضات في وثيقة الوفاق الوطني عام 2006، أي قبل الانقسام، وجاء في بنديها الرابع والسابع أن" المفاوضات من شأن منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها"، ومتفقون على أن البرنامج الوطني يتضمن: حل الدولتين، دولة فلسطينية في حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1976، وبالتالي أين الخلاف.؟

وهنا لا بد أن أذكر ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الرابع من مايو/ أيار 2011 في القاهرة بمقر المخابرات المصرية حيث جرى إعلان اتفاق المصالحة، قال للرئيس عباس حينها: اذهب وفاوض سنة كاملة، وهذا مسجّل ومُعلن، وجرى أمام رئيس الجامعة العربية في ذلك الوقت عمرو موسى، وأمام ممثلي الاتحاد الأوروبي، ووزراء خارجية عرب وأجانب.

 

- رددت القيادة الفلسطينية أن كون "حماس" جزءاً من الإخوان المسلمين سيحول دون تحقيق المصالحة، لماذا؟

أنا، في رأيي، حماس مرتبطة عضوياً بالإخوان المسلمين، حتى موسى أبو مرزوق، الذي يرأس وفد حماس للحوار الفلسطيني، كان قد ذكر من بين أسباب عدم إتمام المصالحة، هو كون حماس مرتبطة بالإخوان المسلمين، وهذا الكلام جاء في الوكالات نقلاً عن صفحته على الفيسبوك.

 

- إلى أي مدى تعتقد أن ما يحدث في مصر من تغيّرات سياسية الآن وانتخابات قريبة سيؤثر على قرار حماس بالمصالحة؟

ما يدور في مصر منذ 30 يوليو/ تموز، أطلق العد العكسي لكل شيء في المنطقة باتجاه إيجابي، وأول المستفيدين هم الفلسطينيون.

 

- كيف سينعكس وجود القيادة الجديدة في مصر على قرار حماس بالمصالحة؟

أكيد سينعكس، ولاحظنا أيضاً أن موسى أبو مرزوق قال إن حماس ستتعامل وفق مصالح الشعب الفلسطيني ولن تتدخل في الشأن المصري، وحاول أن ينفي أن حماس تدخلت في الشأن المصري، ونحن نأمل عدم تدخلها، وأن تستطيع إقناع القيادة المصرية أنها لم تتدخل سابقاً، ولا تنوي التدخل مستقبلاً.

وبالتالي، عندما طرح قادة حماس على الرئيس محمود عباس أن يتوسط بين الحركة ومصر، قال لهم الرئيس لا أستطيع التوسط إلا في ظل وحدة فلسطينية، أنا أتوسط لأعزز العلاقات الفلسطينية ـ المصرية، ولا أتدخل لتعزيز علاقات حزبية سواء لفتح أو حماس أو غيرها من الفصائل مع مصر.

 

- مَن طرح عليكم التوسّط لدى القيادة المصرية؟

كان ذلك بطلب من الشيخ حسن يوسف، والدكتور ناصر الدين الشاعر، حيث التقيا الرئيس عباس، وأيضا طلبا مني بشكل مباشر، وتدخلت مع المصريين لحل بعض الإشكاليات.

 

- تقول حماس إن من ضمن الأسباب التي تعيق المصالحة هي إجراءات السلطة على الأرض من ملاحقة واعتقالات سياسية لعناصر حماس، ما رأيك؟

هذا السلاح تستخدمه حماس دائماً للتهرّب من المصالحة. عليهم أن يثبتوا أنهم لا يمارسون الاعتقال، وأن يطلقوا سراح المعتقلين. نحن لم نطلب منهم مرة واحدة أن يطلقوا سراح المعتقلين من أنصار فتح، لأننا نعرف أن هذه مظاهر الانقسام، لو لم يكن هناك انقسام لما حدثت هذه الاعتقالات لا في الضفة الغربية ولا في قطاع غزة.

  

- كم عدد المعتقلين من "فتح"  في سجون "حماس"؟

العدد متحرّك صعوداً وهبوطاً، لكن يصل عددهم من 50 إلى 60 معتقلا، وهناك العشرات تستدعيهم "حماس" في الصباح وتعيدهم في المساء، بهدف توفير وجبات الطعام والأغطية وما إلى ذلك من نفقات الاحتجاز.

 

- إلى أي مدى أثّر الخلاف بين عباس ودحلان على وحدة الحركة الداخلية؟

المطرود مطرود ومَن يرغب بالالتحاق بالمطرود الباب مفتوح وبدون إذن.

 

- في خطابه أمام المجلس الثوري، ذكر الرئيس اسمك أكثر من مرة كشاهد على الاحداث، هل أثّر ذلك على علاقاتك في الحركة؟

أولا الرئيس ردّد اسمي عدة مرات كوني رئيس لجنة التحقيق في ملف دحلان، وثانياً في بعض الشواهد كانت معي أنا شخصياً، وإنْ كنت أعارض إذاعة الخطاب في الإعلام، أنا غير مقتنع بإذاعته في الإعلام، وعبّرت عن ذلك للرئيس، ولا أعرف مَن أشار عليه ببثّ الخطاب.

 

- التقيت مع دحلان قبل شهر من خطاب الرئيس في الأردن، ماذا بحثتم؟

لا، هذا غير صحيح، منذ قرار فصل دحلان لم التقِ به، وقبل الفصل بحوالى شهر فقط التقيته، بناءً على طلبه، ونصحته أن يأتي للتحقيق ولكن ذلك لم يتم.

 

- أنت مشرف الساحة اللبنانية للوضع الفلسطيني، كيف تقرأ الحراك السياسي في مخيمات اللاجئين هناك؟

جزء من الصعوبة في لبنان أن وضعنا ليس كالسابق قبل 1982. الآن قوتنا العسكرية متواضعة، ولا نستطيع حماية مخيم. والدليل لم نستطع حماية مخيم صغير مثل نهر البارد ولم يُعَد بناء سوى ثلثه، وثلثا سكانه مشردين. لقد دمّر بأيدٍ غريبة، "فتح الإسلام"، وهذا التنظيم ليس لحركة "فتح" علاقة به، ولا للإسلام علاقة به أيضاً.

القوى اللبنانية تحاول استخدام المخيم، لذلك نحن نحاول ترتيب وضعنا، بحيث نبعد المخيم عن الاستغلال من القوى اللبنانية والإقليمية كلها. ونتمنى أن تتمكن الدولة اللبنانية، بدل محاصرة المخيمات بالدبابات، أن تدخل إليها برضى القيادة الفلسطينية وتحفظ الأمن فيها باعتباره جزءاً من الأراضي اللبنانية.

وتكمن صعوبة الوضع أن الكثير من القوى الإقليمية تتحرك هناك، إضافة إلى المال السياسي الذي يتم إغداقه، ووجود أجهزة أمنية كثيرة تلعب هناك. قبل أربعة أيام، التقيت بعدد من المسؤولين اللبنانيين جميعهم أبلغوني أن الأميركيين يسألونهم عن وضع "فتح" والفلسطينيين في المخيمات.

 

-هل تعتبر أن خطوة عباس بالتوقيع على 15 اتفاقية دولية قلبت المعادلة؟

كما قال لي بعض القادة السياسيين اللبنانيين قبل أيام، أبو مازن وجّه لطمة لكل مَن اتّهمه، وأثبت أنه الأكثر جذرية من كل هؤلاء. فتح هكذا، وليس أبو مازن فقط، نمارس التكتيك والمناورة لكن في الثوابت الوطنية لا نسمح لأحد أن يلعب بها. نحن نناضل لإنهاء الاحتلال وفق إعلان الاستقلال في الجزائر، 1988، على هدي الانتفاضة الأولى، دولة مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل للاجئين وفق القرار 194، وسيادة فلسطينية كاملة على الأرض والسماء، والحدود الفلسطينية ذات سيادة. لا نقبل بوجود إسرائيلي واحد مهما كان أصله أو فصله.

 

- هل هناك أية بوادر للانفراج في المفاوضات الجارية؟

لا، حتى الآن الأمور متأزمة. حتى آخر اجتماع في السابع من أبريل/ نيسان الجاري، لا يوجد تقدم ولو بخطوة واحدة، لكن حتى الآن الاتصالات تجري بكثافة، وأميركا تتحمل مسؤولية الفشل.

المساهمون