الآلاف يتظاهرون ضد مشروع الموازنة الإسرائيلية

24 مايو 2023
الآلاف نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس المحتلة، أمس الثلاثاء، احتجاجاً على تخصيص الحكومة في مشروع الموازنة الجديدة إعانات مالية سخيّة لليهود المتشددين، متّهمين الائتلاف الحاكم بـ"نهب أموال الدولة".

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دافع عن ميزانية "مسؤولة"، مخاطباً شركاءه في الائتلاف الحاكم الذي يضمّ أحزاباً يمينية ويمينية متطرّفة وأخرى يهودية متشدّدة، وذلك قبل بدء الكنيست تصويتاً نهائياً على الموازنة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء.

وفي تصريحات أدلى بها، قبل وقت قصير من بدء التصويت، عبّر نتنياهو عن ثقته في أنّ الكنيست سيوافق على الموازنة، رغم ورود مطالبات تمويلية في اللحظات الأخيرة من جانب بعض حلفائه من اليمين المتطرف والدينيين.

وقال نتنياهو: "نحن نقرّ ميزانية مسؤولة تحترم الإطار المالي، وهو ما أشادت به وكالات التصنيف الائتماني".

لكنّ هذا المشروع أثار غضب الآلاف الذين نزلوا الثلاثاء إلى شوارع القدس المحتلة، واتّجهوا في مسيرة احتجاجية إلى مقرّ الكنيست.

ورفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية وقرعوا على الطبول، متّهمين الحكومة، وهي واحدة من الأكثر يمينية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، بـ"نهب أموال الدولة".

وأُجريت هذه التظاهرة بدعوة من نفس الحركة التي نظّمت منذ يناير/ كانون الثاني تظاهرات أسبوعية شارك فيها عشرات آلاف المحتجّين على مشروع التعديلات القضائية المثيرة للجدل.

والإثنين، أعلن نتنياهو أنّ حكومته ستمنح الأزواج الرجال من اليهود الأرثوذكس المتشدّدين الذين يتابعون دراسات دينية بدلاً من أن يعملوا، 250 مليون شيكل (67.5 مليون دولار)، وذلك في إطار صفقة أبرمها في اللحظة الأخيرة مع أحد الأحزاب اليهودية المتشدّدة المنضوية في ائتلافه لضمان تصويته على الموازنة.

ووصف زعيم المعارضة يئير لبيد الميزانية المطروحة على التصويت بأنّها "مدمرة" لأنّها تمنح أموالاً لمؤسّسات يهودية متشدّدة، ممّا يغني هذه المؤسّسات عن المشاركة بشكل أكبر في الاقتصاد.

وأضاف لبيد: "هذه ميزانية تشجّع الناس على عدم متابعة التعليم العالي، وعلى عدم العمل، وعلى عدم إعالة أطفالهم مالياً".

وبحسب زعيم المعارضة، فإنّ مشروع الموازنة لا يوفّر "محرّكاً للنمو، ولا يؤمّن علاجاً لارتفاع تكاليف المعيشة، بل هو مجرّد ابتزاز لا نهاية له".

وبرأي أستاذ الاقتصاد، آشر بلاس، فإنّ البيانات الاقتصادية التي سجّلت في الأشهر الأخيرة أظهرت ارتفاعاً في معدّلات التضخّم وأسعار الفائدة، وتراجعاً في قيمة الشيكل.

وأضاف، لوكالة فرانس برس، أنّه في ظلّ هذه الأوضاع الاقتصادية كان حرياً بالحكومة أن تضع ميزانية توفّر "محرّكات للنمو" عوضاً عن "تحويلات مالية" لمؤسسات يهودية متشدّدة.

وإذ أقرّ بلاس بأنّ الوضع المالي لإسرائيل "سبق وأن كان أسوأ"، اعتبر أنّ "المسار ليس جيّداً".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون