أعلن كل من مجلس الطلبة والحركات الطلابية في جامعة بيرزيت خلال مؤتمر صحافي، عصر اليوم الإثنين، الدخول في اعتصام مفتوح داخل حرم الجامعة، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، إلى حين إفراج الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن كافة المعتقلين السياسيين.
وقال رئيس مجلس الطلبة يحيى قاروط خلال المؤتمر، إن "جهاز المخابرات العامة يواصل اعتقال 9 طلبة، هم عبيدة قطوسة، ومحمد ناصر، وأحمد صالح، ومعاذ طبطب، ومحمد الخطيب، وعبد الجابر الطويل، ومعتصم عرمان، ومحمد عطا، بينما استدعى الأمن أكثر من ثلاثين طالبا خلال الأسبوعين الماضيين".
وأضاف قاروط أن "أول أمس السبت، حمل معه حادثة تتنافى مع أعراف الشعب الفلسطيني، حيث أقدم جهاز المخابرات العامة على اعتقال الطالب محمد قاسم، ولم يبلغ أي جهة عن اعتقاله، وبقي ينكر وجوده منذ التاسعة مساءً من أول أمس حتى الأمس".
ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول هدف حملة الاعتقالات والاستدعاءات الأخيرة، قال قاروط إن "الأسبوع الجاري يصادف ذكرى انطلاق عدد من الحركات الفلسطينية"، في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يصادف تأسيسها 11 ديسمبر/كانون الأول، وحركة حماس التي تصادف ذكرى انطلاقتها 14 ديسمبر/، مؤكداً على أن "معظم من تم استدعاؤهم أو اعتقالهم لأيام، تم سؤالهم عن عملهم النقابي داخل حرم الجامعة، وتم تهديدهم لعرقلة الفعاليات الوطنية بهذه المناسبات".
وأكد قاروط على أن عدداً من الطلبة تعرضوا للضرب والشبح والتعذيب، وتم تحذيرهم لعدم المشاركة بالفعاليات، وتهديدهم بذويهم وبحرمانهم من إكمال مسيرتهم التعليمية.
وفي حين أن معظم المعتقلين ومن تم استدعاؤهم هم من ناشطي الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لحركة حماس، أكدت أيضاً ممثلة عن القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، الذراع الطلابي للجبهة الشعبية، ربى عاصي، تعرض نشطاء في القطب لتهديدات مشابهة.
وقالت عاصي في حديثها مع "العربي الجديد"، إن التهديدات طاولت مختلف الحركات الطلابية، بهدف منع ممارسة العمل النقابي داخل الجامعة وإخماد أي صوت حر، حسب تعبيرها، وأكدت أنها شملت على الأقل طالبين من القطب تلقيا اتصالات هاتفية من الأجهزة الأمنية خلال الأسبوع الفائت، حملت تهديدات واستدعاءً هاتفيا من جهاز المخابرات العامة بدون تسليم أي أوراق رسمية لهما، لكنهما لم يستجيبا ولا يزالان ملاحقان، وأضافت: "نطالب الجامعة بالعمل على الإيفاء بمسؤولياتها لحماية الطلبة".
وقال منسق الكتلة الإسلامية أسامة أبو عيد، لـ"العربي الجديد"، إن التهديدات استهدفت بشكل خاص طلبة الكتلة الإسلامية عن طريق المقابلات أو المكالمات الهاتفية أو الاعتقالات، أو عن طريق تهديد العائلات، ولذلك قررت الكتلة الإسلامية الدخول في الاعتصام الذي أعلنه مجلس الطلبة.
وأضاف أبو عيد أنه "تم تهديد الطلبة بقطع مصدر رزق عائلاتهم، وحذروهم من القيام بنشاطات هذا الأسبوع، خاصة بذكرى انطلاقة حركة حماس، التي تنظمها الكتلة الإسلامية في كل عام وتواجه التهديدات ذاتها في كل مرة، ولكنها تنظمها رغم ذلك".
وطالب مجلس الطلبة الأجهزة الأمنية الفلسطينية برفع أيديها عن الطلبة، حسب تعبيره، والإفراج عن جميع المعتقلين، كما طالب إدارة الجامعة ورئيسها بالتدخل لحماية الطلبة، الذين كفلت لهم الجامعة حرية العمل النقابي.
بدورها، أعربت جامعة بيرزيت في بيان مقتضب نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك، عن قلقها لاستمرار احتجاز الأجهزة الأمنية الفلسطينية لطلبتها، وأكدت أنها تتابع عبر حملة الحق في التعليم ومحاميها والمؤسسات القانونية أوضاع الطلبة، وتدعو إلى سرعة الإفراج عنهم، وضرورة أن يتم توفير أسس التوقيف القانونية وضمانات المحاكمة العادلة التي كفلتها القوانين الفلسطينية، كما طالبت "بوضع حدّ لهذه الممارسة التي يلحق استمرارها وتكرارها الأذى بالجامعة وطلبتها وحقهم بالتعليم".
وتتزامن هذه الحملة من الاعتقالات والاستدعاءات التي استهدفت طلبة الجامعة، مع حملة أخرى في الضفة طاولت العشرات من نشطاء حركة حماس، استباقاً لذكرى تأسيس الحركة الذي يصادف يوم الأربعاء المقبل.