اهتزت مصر أمس الجمعة على وقع اعتداء إرهابي جديد، استهدف إحدى الكنائس في منطقة حلوان في العاصمة المصرية، مسجلاً سقوط نحو 15 ضحية بين قتيل وجريح، ليجدد المخاوف من عودة نشاط التنظيمات الإرهابية، وتحديداً تنظيم "داعش"، الذي فشلت السلطات المصرية حتى اليوم في تفكيك خلاياه خارج سيناء، ما يجعل تجدد هذه الاعتداءات الإرهابية ممكناً، خصوصاً مع اقتراب الاحتفالات برأس السنة وعيد الميلاد، على الرغم من تشديد السلطات إجراءاتها الأمنية ونشر قوات من الجيش في الشوارع.
وأدى الهجوم على كنيسة مارمينا جنوبي القاهرة صباح أمس إلى سقوط 10 قتلى وإصابة 5 آخرين، بعدما هاجم مسلحٌ يستقل دراجة نارية الكنيسة، في تكرار لعملية استهداف الكنائس منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي باستهداف الكنيسة البطرسية. وكان يمكن لحصيلة الضحايا أن تكون أكبر، مع كشف معلومات عن أن المهاجم كان يسعى للتسلل إلى داخل الكنيسة وزرع عبوة ناسفة فيها.
اقــرأ أيضاً
بيان "داعش" أكد توقعات خبراء أمنيين تحدثوا لـ"العربي الجديد" اتهموا خلالها "داعش" بالوقوف وراء الهجوم، ليس فقط لأنه الوحيد في التنظيمات العاملة على الساحة المصرية الذي يستهدف المسيحيين، ولكن أيضاً لأنه نفذ عملية استهداف لعدد من رجال المباحث في منطقة حلوان في مايو/أيار من العام 2016. وبدا أن منطقة حلوان هي بؤرة استهداف للعناصر المسلحة خلال الفترة الماضية، من دون تحركات من السلطات المصرية لتفكيك تلك الخلايا.
وأدى الهجوم على كنيسة مارمينا جنوبي القاهرة صباح أمس إلى سقوط 10 قتلى وإصابة 5 آخرين، بعدما هاجم مسلحٌ يستقل دراجة نارية الكنيسة، في تكرار لعملية استهداف الكنائس منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي باستهداف الكنيسة البطرسية. وكان يمكن لحصيلة الضحايا أن تكون أكبر، مع كشف معلومات عن أن المهاجم كان يسعى للتسلل إلى داخل الكنيسة وزرع عبوة ناسفة فيها.
وكشفت وزارة الداخلية المصرية، هوية منفذ الاعتداء الإرهابي، فضلاً عن تفاصيل الهجوم، الذي تبنّاه تنظيم "داعش" الإرهابي، مساء الجمعة، على وكالة "أعماق" التابعة له.
وبحسب بيان مقتضب نشرته "أعماق" جاء فيه: "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت الهجوم على كنيسة مار مينا في حلوان جنوب القاهرة".
ولم تتمكن أجهزة الأمن من كشف غموض اختفاء عناصر "داعش" منذ مايو/أيار 2017، بعد استهداف حافلة كانت تقل مسيحيين في محافظة المنيا، وهو ما كان مثار تخوفات شديدة خلال الأشهر القليلة الماضية، لناحية التخطيط لعمليات في احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد.
وتشير المعلومات الأوّلية حول اعتداء أمس، إلى قيام مسلح بمحاولة التسلل إلى داخل الكنيسة، لزرع عبوة ناسفة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، بيد أن مصادر أمنية قالت إن الهجوم نفذه مسلحان أحدهما كان يرتدي حزاماً ناسفاً. وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على أحد العناصر، وإصابة الثاني ونقله إلى المستشفى.
وعلى الرغم من أن التعامل الأمني مع الهجوم بشكل أفضل نسبياً من الحوادث الإرهابية السابقة، إلا أن الفشل يلاحق الأجهزة الأمنية، خصوصاً مع سقوط 10 قتلى وإصابة 5 آخرين. وقال خبير أمني، إنه بغض النظر عن محاولة وسائل إعلام مصرية تصوير الحادث على أنه نجاح أمني في التعامل مع المنفذين، إلا أن الحادث يحمل دلالات فشل. وأضاف الخبير الأمني لـ"العربي الجديد"، أن أجهزة الأمن نجحت في إحباط تفجير عبوات أو أحزمة ناسفة، ولكن سقوط 10 قتلى يشي بوجود قصور أمني، وعدم يقظة في التعامل مع مصدر إطلاق النيران. وأشار إلى أن الخلل الأمني قائم قبل الحادثة، ويكمن في عدم القدرة على تفكيك خلايا "داعش" خارج سيناء، وهو ما يجعل مسألة تكرار العمليات الإرهابية أمراً ممكناً ويخضع لقرار العناصر الإرهابية.
وتضاربت روايتا كل من وزارتَي الداخلية والصحة حول ضحايا الهجوم الإرهابي، وقالت وزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين كنيسة مارمينا في منطقة حلوان "تصدّت لمجهول يستقل دراجة بخارية، أثناء محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة".
وأضافت أنه تم إلقاء القبض عليه عقب إصابته، والعثور بحوزته على سلاح آلي، و150 طلقة، وعبوة متفجرة قبل إلقائها على الكنيسة. وأشارت إلى أن الحادث أسفر عن مقتل أمين شرطة، و6 مواطنين، وإصابة 4 آخرين من بينهم أمين شرطة آخر، غير أن المتحدث باسم وزارة الصحة، خالد مجاهد، صرح بأن عدد ضحايا الهجوم المسلح بلغ 10 قتلى، و5 مصابين بإصابات حرجة. من جهتها، قالت الكنيسة المصرية، إن هجوماً ثانياً وقع على محل أجهزة منزلية في منطقة المشروع بحلوان، يملكه شخص مسيحي، نفّذه المهاجِم ذاته، ما أدى إلى مقتل شخصين.
وكثّفت قوات الأمن من تواجدها بشكل كبير خلال اليومين الماضيين في العاصمة، مع رفْع درجة الاستعداد إلى الدرجات القصوى على مختلف المستويات، لتأمين احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد. وشددت قوات الأمن من الانتشار على الطرق الرئيسية على مدار 24 ساعة، وتحديداً مع الساعات الأولى من الصباح، من خلال نشر كمائن لرجال المباحث، وتشديد عمليات تفتيش السيارات.
كما شهدت العاصمة انتشاراً لرجال أمن يرتدون ملابس مدنية في محيط المواقع الحيوية والمهمة، لكشف أي تحركات مريبة أو رصد لهذه الأهداف خلال الفترة الحالية، بحسب مصادر أمنية. وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنه تم إلغاء الإجازات لكل الأفراد حتى انتهاء احتفالات عيد الميلاد، ووضع خطة أمنية محكمة، منعاً لحدوث أي أعمال إرهابية لاستهداف المسيحيين خلال الاحتفالات. وأضافت أنه تمت زيادة الحراسات على الكنائس بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وعدم الاكتفاء بتواجد أمناء شرطة، ولكن أيضاً بوجود ضابط يتابع عملية التأمين. وأفادت بأن دخول الكنائس لا يكون إلا ببطاقة الرقم القومي فقط، والمرور من خلال البوابة الإلكترونية. وأوضحت أن البوابات الإلكترونية وُضعت حالياً خارج باب الكنيسة الأساسي وعلى أحد الجوانب، تحسباً لإمكان تكرار حادث تفجير كنيسة الإسكندرية، حيث فجّر الانتحاري نفسه أثناء الدخول مما أسقط ضحايا بين قتلى ومصابين.
وكانت مصادر قد كشفت سابقاً لـ"العربي الجديد" عن تخوّف أجهزة الأمن بشكل كبير، من الاختفاء المريب لخلايا تنظيم "داعش" خلال الأشهر القليلة الماضية. وقالت المصادر قبل أيام، إن الاختفاء المريب ربما يرتبط بالإعداد لعملية إرهابية تزامناً مع احتفالات عيد الميلاد، خصوصاً أن آخر عملية نفذتها تلك الخلايا خارج سيناء، كانت في محافظة المنيا باستهداف حافلة تقل مسيحيين في مايو/أيار الماضي.