اشتية يطالب الاتحاد الأوروبي بدور سياسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي

23 يناير 2023
اشتية: نأمل بأن تقود أوروبا جهداً سياسياً لملء الفراغ السياسي (Getty)
+ الخط -

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الإثنين، الاتحاد الأوروبي بأن يكون له دور سياسي بإنهاء الاحتلال، داعياً في الوقت ذاته إلى الحفاظ على مبدأ حل الدولتين.

جاءت دعوة اشتية خلال استضافته في الاجتماع الذي عقد اليوم بمقر الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث قال اشتية في مداخلته: "أوروبا وقفت معنا سياسياً ومالياً، وبقي موقفها صلباً في ظل غياب آخرين، ونأمل بأن تقود جهداً سياسياً لملء الفراغ السياسي، يشارك فيه الجميع".

وتابع اشتية: "نريد دوراً أوروبياً في إعادة الأمل إلى شباب فلسطين بأن هناك أفقاً سياسياً وإمكانية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، في ظل حكومة إسرائيلية عنصرية تضم وزراء متطرفين ومدانين بجرائم".

ودعا اشتية إلى البناء على مبادرة السلام العربية من أجل إنهاء الصراع في المنطقة، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 لحماية حل الدولتين الذي تدمره إسرائيل بإجراءاتها بشكل ممنهج.

وطالب اشتية بالانتقال من وسم بضائع المستوطنات إلى مقاطعتها بشكل كامل، وذلك لرفع كلفة الاحتلال، وكذلك إعادة النظر باتفاقيات الشراكة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وربطها بمدى احترامها لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال واحترام حقوق الإنسان، مشيراً إلى أنه "لو كانت فلسطين تسيطر على مقدراتها الطبيعية لكانت بغنى عن المساعدات الخارجية".

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "مع التصريحات والتشريعات الإسرائيلية التي تشجع الاستيطان وتشرعن البؤر الاستيطانية، يرجح أن يزيد عدد المستوطنين من 750 ألفا إلى مليون مستوطن في ظل هذه الحكومة".

كما دعا اشتية البعثات الأوروبية في فلسطين إلى أن تلعب دوراً رقابياً على جرائم الاحتلال والانتهاكات التي يمارسها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بحق الشعب الفلسطيني، من خلال الوجود في مناطق التماس.

ودعا اشتية الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات التي تنص على حق الفلسطينيين في القدس في الانتخاب والترشح.

وأجمع الوزراء الأوروبيون في مداخلاتهم على دعم أجندة الإصلاح، والتأكيد على دعم حل الدولتين، وطالبوا بالانتخابات بما يشمل سماح إسرائيل بإجرائها بالقدس، وعبروا عن قلقهم من الإجراءات الإسرائيلية الأحادية على الأرض، ورفض العقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب توجهها إلى المؤسسات الدولية، كما عبر المتحدثون عن دعمهم بدء المفاوضات من أجل اتفاقية الشراكة الكاملة مع فلسطين، وأجمعوا على ضرورة دورية الحوار السياسي مع دولة فلسطين على المستوى الوزاري.

وعلى هامش اللقاء تم الاتفاق على توقيع اتفاقية حزمة المساعدات الأوروبية لفلسطين، بقيمة نحو 300 مليون دولار، وهي تشمل دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ودعم المساعدات الاجتماعية للأسر الفقيرة ومشاريع البنية التحتية.

من جانب آخر، قال اشتية خلال لقائه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ديفيد ماكليستر في بروكسل: "إن إجراءات وتصريحات الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجعل الوضع في فلسطين بغاية الخطورة، وهناك حاجة إلى تدخل جدي لحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حل الدولتين".

ودعا اشتية إلى عدم السماح للحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تضم متطرفين ومدانين بجرائم، بقطع الخطوط الحمراء دون رادع أو عقاب لا سيما ما يتعلق بحقوق الإنسان والتوسع الاستيطاني.

من جهة ثانية، قال اشتية: "إن الفروقات بين الجيش والمستوطنين آخذة بالذوبان، فكلاهما يمارس العنف تجاه أبناء شعبنا بوتيرة عالية"، فيما دعا أوروبا إلى ملء الفراغ السياسي، في ظل الغياب الأميركي، من خلال قيادة جهد دولي لإنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية، لا سيما في ظل عدم وجود شريك إسرائيلي.

إلى ذلك، التقى اشتية في بروكسل مفوض سياسة الجوار والتوسع في الاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي، وناقش الطرفان التعاون الثنائي ومشاريع المياه والطاقة التي يمولها الاتحاد الأوروبي في قطاع غزة، وإمكانية تمويل مشاريع جديدة في البنية التحتية في مختلف المحافظات الفلسطينية.

وشدد اشتية على أهمية الدعم المالي الأوروبي في هذا الوقت بالذات، بالتزامن مع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة تدمر بشكل ممنهج إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وتأثر فلسطين بالحرب في أوكرانيا وانعكاسها على الأسعار، إضافة إلى الاقتطاعات الإسرائيلية غير الشرعية وغير القانونية من أموال الضرائب الفلسطينية.