أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية اليوم الإثنين، أنه سوف يتم إيقاع العقوبات على الذين تسببوا بالإساءة لمسجد ومقام النبي موسى بين القدس وأريحا، وذلك بعد يومين على تنظيم فرقة موسيقية حفلاً صاخبًا داخل المقام، وهو ما أثار غضبا فلسطينيا واسعا.
وقال اشتية في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية، "ساءنا ما جرى من أحداث في مقام النبي موسى أول من أمس، لما يحمله هذا المكان من مكانة دينية وتاريخية، وعليه قمنا بتشكيل لجنة تحقيق حول كل الذي حدث هناك، وسوف نوقع كل العقوبات على الذين تسببوا بهذه الإساءة لهذا المكان ورمزيته ومكانته".
وأكد "أن المقام لم يكن مهملاً، بل تم ترميمه وترتيبه بما يليق به، ولذلك أوعزنا للجهات ذات العلاقة بتقديم كل عناية للحفاظ عليه كموقع ديني وتاريخي وأثري".
من جانب آخر، كانت مصادر أكدت لـ"العربي الجديد" أن أحد مسؤولي الفرقة الفنية التي نظمت الحفل الصاخب، سماء عبد الهادي، تم اعتقالها ظهر أمس الأحد، من قبل الشرطة الفلسطينية، وسيتم عرضها على النيابة العامة اليوم الإثنين.
وأثارت مشاهد فيديو لحفلة صاخبة لفرقة فنية تدعى "بويلر روم" داخل مسجد النبي موسى ومقامه غضب الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة أية جهة رسمية فلسطينية سمحت لتلك الفرقة بانتهاك حرمة المسجد والمقام الديني، ووسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينيتين بشأن السماح للفرقة بتنظيم هذا الحفل.
وأظهرت مقاطع فيديو مساء السبت، قيام شبان فلسطينيين من القدس بإخراج تلك الفرقة التي كان يرقص أعضاؤها على نغمات الموسيقى داخل المسجد والمقام، وسط صراخ وإطلاق ألعاب نارية لإخراجهم.
#مقام_النبي_موسى شرق مدينة القدس المحتلة من الأماكن المقدسة في العالم الإسلامي .
— محمد عايد أبو جابر (@Muhmad6AbuJaber) December 27, 2020
تفاجئ المقدسيون بإقامة حفل ورقص داخل المسجد ، وبعد الاستفسار عن من سمح لهم القيام بهذا الفعل المشين ، أجابوا بترخيص من وزارة الاوقاف والسياحة .!!
إلى أين وصلنا ....pic.twitter.com/3ezh8e86BA
وتبع الغضب على ما جرى أن أحرق شبان فلسطينيون (مجهولي الهوية)، مساء الأحد، أثاث غرف فندقية في مسجد النبي موسى ومقامه، بعدما اقتحموا الغرف الفندقية وحطموا الأثاث بداخلها.
وأدى نحو ألفي فلسطيني من عدة محافظات بالضفة الغربية عصر الأحد، الصلاة في داخل مقام النبي موسى بدعوة من نشطاء فلسطينيين وحركة فتح وبعض الأحزاب الإسلامية في القدس، تأكيداً على قدسية المسجد والمقام، ورداً على الحفل الموسيقي الذي جرى مساء السبت.
وألقيت عدة كلمات أكدت رفض ما جرى من انتهاك لحرمة المقام والمسجد، وطالبت بمحاسبة الذين سمحوا بإقامة هذا الحفل ومعاقبتهم، ودعا المتحدثون إلى فك الاتفاقية بين وزارتي الأوقاف والشؤون الدينية والسياحية والآثار والاتحاد الأوروبي الخاصة بتأجير الغرف الفندقية لشركة سياحية خاصة، وإعادة الحرمة للمكان وعدم تسليمه للقطاع الخاص، وردد الفلسطينيون بعد الصلاة هتافات غاضبة تستنكر ما جرى.
وبعد مرور يومين على حادثة إقامة الحفل الصاخب، لم تعقّب الشرطة الفلسطينية أو النيابة العامة الفلسطينية على ما جرى، رغم أن المادة (275) عقوبات رقم 16 لسنة 60 تنصّ على أن "كل من خرب أو أتلف أو دنس مكان عبادة أو شعاراً أو أي شيء تقدسه جماعة من الناس قاصداً بذلك إهانة دين أية جماعة من الناس، أو فعل ذلك مع علمه بأن تلك الجماعة ستحمل فعله هذا على محمل الإهانة لدينها؛ يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين أو بغرامة من خمسة دنانير إلى خمسين ديناراً".
وقد دفع ما جرى من إقامة الحفل الصاخب في مقام النبي موسى، برئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى اتخاذ قرار، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، مساء السبت، يقضي بتشكيل لجنة تحقيق في ما جرى في مقام النبي موسى، على أن تبدأ لجنة التحقيق أعمالها مباشرة.
في حين، أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أن ما جرى هو اقتحام لحرمة المسجد والمقام، وحاول "العربي الجديد" الاتصال بالعلاقات العامة والإعلام في وزارة السياحة والآثار للحصول على تعقيب على ما جرى، لكن لم يتم التمكن من ذلك.
وقال أبو الرب "إن وزارة الأوقاف لم تعط إذناً لهذه المجموعة بدخول المقام، وما جرى هو اقتحام للمسجد والمقام من قبل تلك المجموعة، دون إذن أو سماح من قبل وزارة الأوقاف، ونحن ننتظر لجنة التحقيق ونتائج التحقيقات، ونحن جاهزون لمتابعة كل كبيرة وصغيرة".