تجدّدت الاشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" المعارض ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ليل أمس الإثنين، في محور عين عيسى بمحافظة الرقة شمال شرقي سورية، فيما جدّدت قوات النظام خرق وقف إطلاق النار في ريف حلب شمال غربي البلاد، كما واصلت الدوريات الأميركية تجولها في الحسكة لحماية حقول النفط في مناطق "قسد".
وقالت مصادر مقرّبة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات اندلعت منتصف ليل أمس، بين المليشيات وعناصر من "الجيش الوطني السوري" حاولوا التقدم على محور قرية المعلك شمال غرب ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي الشرقي، مبينةً أن عناصر الجيش الوطني كانوا يحاولون التسلل باتجاه الطريق الدولي"أم4".
ولفت المصادر، إلى أنّ الاشتباكات أدت إلى وقوع خسائر بشرية من الطرفين، واستمرت، حتى فجر اليوم الثلاثاء، بشكل متقطع رافقها قصف مدفعي وصاروخي.
من جهتها، ذكرت مصادر في "الجيش الوطني السوري"، أنّ الاشتباكات جاءت نتيجة استهداف عناصر "الجيش الوطني" من قبل "قسد" خلال إجرائهم استطلاعاً روتينياً في محيط الطريق الدولي على بعد كيلومترين شمال غرب ناحية عين عيسى، مضيفة أنّ "الجيش الوطني" رد على استهدافات "قسد".
في غضون ذلك، أفاد الناشط، مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، بأنّ قوات النظام خرقت وقف إطلاق النار في ريف حلب الغربي بقصفها مناطق في جبل الشيخ بركات بمحيط مدينة دارة عزة، تزامناً مع استهداف مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية ومناطق في جبل الزاوية بريف إدلب.
وأضاف المحمد أن ّفصائل المعارضة ردت على خرق النظام بقصف موقعه في محور الفوج 46 غربي حلب، ومواقع في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
وكانت "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة، قد أعلنت، مساء أمس الإثنين، عن تكبيد النظام خسائر بشرية في استهداف مبنى تتحصن به قوات النظام في محور قرية البريج بالقرب من مدينة كفرنبل بوابة جبل الزاوية الجنوبية، جنوبي محافظة إدلب.
في الأثناء، تحدثت مصادر، لـ"العربي الجديد"، عن تسيير القوات الأميركية تحت راية التحالف الدولي دورية في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، مشيرة إلى أن الدورية أخذت مساراً طويلاً هذه المرة وجاءت بعد ساعات من دورية روسية تجولت في مناطق عديدة تخضع لـ"قسد" في المحافظة.
وقالت المصادر إنّ الدورية الأميركية تجوّلت بين حقول النفط وصولاً إلى معبر سيمالكا مع كردستان العراق، ومنه تحولت إلى أقصى شمال شرق سورية لتصل إلى منطقة عين ديوار الاستراتيجية قرب الحدود السورية التركية والحدود السورية العراقية، وهي النقطة التي تسعى روسيا إلى وضع قدم فيها.
وفي جنوب البلاد، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين هاجموا بعبوة ناسفة سيارة عضو سابق في فصائل المعارضة السورية، ما أسفر عن مقتله على الفور، خلال مروره في بلدة جلين بريف درعا الغربي.
وأوضح الحوراني أنّ المقتول هو نادر عبد الله المقدم، وكان يشغل منصب عضو "عضو هيئة الإصلاح في حوران" التابعة للمعارضة سابقاً.
وتشهد درعا بشكل شبه يومي مقتل أو جرح أشخاص من جراء هجمات مجهولين على عناصر سابقين في المعارضة السورية المسلحة أو المدنية، وكان هؤلاء العناصر قد أجروا تسوية مع النظام بعد دخول المنطقة عموماً في اتفاق المصالحة والتسوية في صيف عام 2018.