استمع إلى الملخص
- توسعت إسرائيل في استهداف مواقع حزب الله والمليشيات الإيرانية، خاصة في درعا المتاخمة للجولان المحتل، مع إطلاق المليشيات قذائف صاروخية باتجاه الجولان منذ بدء العدوان على غزة.
- تشير التحليلات إلى خطط إسرائيلية محتملة للتوغل في الجنوب السوري لطرد المليشيات الإيرانية، مع استمرار استهداف المطارات ومنظومات الإنذار والرادارات.
أخرجت ضربات إسرائيلية وُصفت بـ"غير المسبوقة" جانباً من منظومة الرادار والإنذار المبكر عن الخدمة في جنوبي سورية بالتزامن مع التصعيد العسكري واسع النطاق في الشرق الأوسط. وذكرت شبكات إخبارية محلية، منها "السويداء 24"، أن "مسيّرات إسرائيلية نفذت (أمس الأول) الثلاثاء سلسلة هجمات على منظومات الرادار والإنذار المبكر في محافظتي درعا والسويداء" جنوي سورية مشيرة إلى أنها "أخرجت خمسة رادارات عن الخدمة". وشمل الاستهداف كتيبتين قرب بلدتي إزرع ومحجة في ريف درعا الشرقي، ومطار إزرع الزراعي، ومطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي، وكتيبة في مطار خلخلة العسكري. وتعرّض مطار الثعلة للقصف بصاروخين، طاول أحدهما البوابة الشرقية للمطار، وتسبّب القصف في دمار منظومة الإنذار المبكر في كتيبة الرادار، التابعة للدفاع الجوي، والمتمركزة في منطقة تل خاروف.
كما طاول القصف الإسرائيلي جنوبي سورية كتيبة دفاع جوي تابعة للواء 79 في قوات النظام بين مدينة الصنمين وبلدة القنية بريف محافظة درعا الشمالي، وفق مصادر محلية، أكدت أن قوة الانفجارات كانت شديدة، وتصاعد الدخان بشكل كثيف من داخل مطار الثعلة وكتيبة الرادار في تل خاروف. ونقلت الشبكات عن مصادر عسكرية في جنوبي سورية أن الاستهداف "غير مسبوق"، ويُعدّ الأول من نوعه من حيث عدد المواقع المستهدفة، وطبيعة الاستهداف بالطيران المسيّر، مشيرة إلى أن قوات النظام حاولت التصدي للطيران الإسرائيلي بالرشاشات المتوسطة والثقيلة. ويشي هذا الاستهداف بأن الجانب الإسرائيلي يحاول إخراج منظومة الرادار والإنذار المبكر عن الخدمة في جنوب سورية، لتبديد المخاوف على طيرانه، على ضوء التصعيد واسع النطاق في مجمل منطقة الشرق الأوسط، وفي لبنان، على وجه التحديد.
استهدافات متواصلة جنوبي سورية
ووسّعت إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية دائرة الاستهداف لأهداف تابعة لحزب الله والمليشيات الإيرانية، جنوبي سورية خصوصاً. وتتاخم محافظة درعا جغرافياً الحدود السورية مع الجولان المحتل، وتنتشر في أريافها مليشيات إيرانية. وأطلقت هذه المليشيات قذائف صاروخية أغلبها سقط في أماكن مكشوفة في الجولان السوري المحتل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. أما السويداء فتتاخم محافظة درعا شرقاً، ولم يسبق لها أن تعرّضت لعمليات قصف واسعة من الجانب الإسرائيلي إذا ما قورنت بمناطق سورية أخرى. ويعد مطار الثعلة من أبرز المواقع العسكرية التابعة للنظام في محافظة السويداء، ويقع في ريفها الغربي بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة درعا.
استهداف منظومات الدفاع الجوي بالسويداء ليس الأول من نوعه
وقالت مصادر محلية في السويداء لـ"العربي الجديد" إن القصف الذي طاول منظومة الدفاع الجوي في محافظة السويداء "ليس الأول من نوعه"، مشيرة إلى أن تل أبيب سبق لها أن قصفت عدة مواقع في محافظة السويداء، تضم رادارات، ومنظومات إنذار مبكر. وبيّنت هذه المصادر أن "أغلب التلال الكبيرة مثل: تل المسيح وتل الخاروف وظهر الجبل، في محافظة السويداء، تضم منظومات دفاع جوي ورادارات"، مشيرة إلى أن الفرقة 15 في قوات النظام تنتشر بين محافظتي درعا والسويداء، ولها امتداد في البادية السورية شرقي محافظة السويداء.
خطط للتوغل في الجنوب السوري؟
ولا يستبعد العقيد الطيار المنشق عن النظام، مصطفى البكور، في حديث مع "العربي الجديد"، وجود خطط إسرائيلية للتوغل في الجنوب السوري، "بهدف طرد المليشيات الإيرانية لمسافة معينة". وتابع: مطار خلخلة الذي استهدفته إسرائيل، الثلاثاء، بات منذ عدة سنوات قاعدة عسكرية للمليشيات الإيرانية، ويُستخدم كمركز تجميع وانطلاق نحو السويداء وسهل حوران. وبيّن البكور أن المطار "يضم محطة رادار ومنشآت عسكرية أخرى تتبع لهذه المليشيات"، مضيفاً: "من الطبيعي استهداف مثل هذه المواقع لتعطيلها عن العمل في مراقبة الطيران الإسرائيلي العامل في سماء المنطقة". ولفت إلى أن "مطار الثعلة بات هو الآخر مركز تجميع وتدريب للمليشيات الإيرانية، وفيه ورش لتجميع الطيران المسيّر".
البكور: مطار خلخلة بات قاعدة عسكرية للمليشيات الإيرانية
من جهته، رأى الطيار المنشق عن قوات النظام المقدم يوسف حمود، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الطيران الإسرائيلي وأثناء قيامه بعمليات على جنوب لبنان "دخل في أماكن كشف راداري"، مضيفاً: "من المحتّم التعامل معها نارياً تجنباً لاحتمالات الخطر". وتابع: "أجد أن الاستهداف طبيعي من قبل الجانب الإسرائيلي لدخول الطيران الآمن إلى أجواء المنطقة من دون أن يتعرّض للكشف من محطات رادارية من الجانب السوري". وتوقع حمود أن تستهدف إسرائيل المطارات ومنظومة الإنذار والرادارات بشكل واسع "في حال قررت توسيع نطاق عملياتها لتشمل الأراضي السورية في الجنوب". كما أنه لم يستبعد قيام إسرائيل بالتوغل في الجنوب السوري، مشيراً إلى أن هناك نشاطاً برياً إسرائيلياً خلال العامين الأخيرين داخل الأراضي السورية، مضيفاً: في حال قررت إسرائيل الوصول إلى نهر الليطاني في جنوب لبنان، ستدخل إلى الأراضي السورية، ولكن بشكل محدود كما أرى.