حمّلت الأحزاب السياسية في الجزائر اليمين المتطرف في فرنسا والسويد ودول غربية أخرى مسؤولية الأحداث الأخيرة التي تخص إحراق المصحف الشريف في السويد، ومقتل شاب جزائري الأصل على يد عنصر في الشرطة الفرنسية، وما خلّفه من أعمال عنف واحتجاجات غاضبة، واعتبرت أن ذلك نتيجة لتنامي خطاب الكراهية ضد المهاجرين والمسلمين.
وعبّرت حركة البناء الوطني، التي تشارك في الحكومة، عن "القلق الكبير من الحادث المروع لإطلاق النار على فتى من أصول جزائرية من قبل بعض أفراد الشرطة الفرنسية"، محذرة من "تداعيات هذه الحوادث مستقبلاً"، ودعت السلطات الفرنسية إلى "إجراء تحقيق كامل ونزيه لتسليط الضوء على ملابسات هذا الاعتداء وضمان تحقيق العدالة الكاملة فيه".
وأعلنت حركة البناء أن "هذه الفاجعة الجديدة التي تنضاف إلى المآسي والمعاناة التي تتعرض لها الجالية الجزائرية في المهجر"، مؤكدةً أن الجالية "جزء لا يتجزأ من نسيجنا المجتمعي الوطني الذي تقع علينا مسؤولية التضامن معه في كل وقت وحين، كما تقع مسؤولية الدفاع عنها على وزارة خارجية".
وأكدت دعم الجالية في الاحتجاج السلمي للتعبير عن رفضها الصارخ لمثل هذه التصرفات، مجددة دعوة "السلطات الفرنسية وغيرها إلى توفير حماية أفضل لجاليتنا واتخاذ المزيد من التدابير التي تحول دون ارتكاب تجاوزات بحقوقها واحترام مقدساتها".
ووصفت حركة البناء الوطني تزامن حادث مقتل الشاب بالرصاص في باريس مع قيام متطرفين في السويد بإحراق المصحف بأنه "مسعى من قبل المتطرفين لتعكير أجواء عيد المسلمين بحوادث تنمُّ عن تنامي خطاب الكراهية في بعض الدول الغربية".
وقال النائب في البرلمان الجزائري الممثل للجالية الجزائرية في فرنسا عبد الوهاب يعقوبي لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث في فرنسا هو "جزء من نتائج خطاب اليمين المتطرف ضد المهاجرين والمغاربيين تحديداً والمسلمين بشكل عام".
وعبّر عن إدانته للجريمة، مؤكداً "رفضه المطلق لكل التجاوزات والممارسات من طرف الشرطة في فرنسا التي من واجباتها توفير الأمن وحفظ الأرواح"، مضيفاً: "لا يمكن قبول معاقبة شاب قاصر بنزع روحه".
في سياق آخر، عبرت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية والمعارضة في الجزائر عن غضبها الشديد إزاء "السلوك الدنيء لمتطرفين سويديين قاموا بتمزيق المصحف الشريف وإحراقه أمام مسجد استوكهولم بالسويد في أول أيام عيد الأضحى تحت أنظار الحكومة السويدية".
ووصفت الحركة هذا السلوك بأنه "اعتداء همجي يمثل انتهاكاً مزدوجاً لمقدسات الأمّة الإسلامية في أيام العيد المقدسة، ويعد تكراراً للانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف، والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير الزائفة، وإظهار لمربع التطرف الحقيقي ضد الإسلام والمسلمين".
وطالبت الحركة حكومات الدول الإسلامية والعربية "باتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه تلك الانتهاكات التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، والتي تحمل إجراماً وتطرفاً تجاه المقدسات الإسلامية، ومقاطعة كل ماله علاقة بالحكومة السويدية المؤيدة للتطرف والراعية للأعمال التي لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الإرهاب المنظم والمحمي".