ندد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الثلاثاء، بالتصعيد العسكري الكبير الذي يدور في عدد من جبهات القتال اليمنية وفي عمق الأراضي السعودية، داعياً إلى خفضه بشكل فوري.
وقال غروندبرغ، في بيان صحافي، إن التصعيد الذي يشمل الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية على العاصمة اليمنية صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والهجوم الحوثي على مأرب الغنية بالنفط "يقوض فرص الوصول إلى تسوية سياسية مستدامة لإنهاء النزاع في اليمن".
وأشار البيان، إلى أن التصعيد في الأسابيع الأخيرة "هو ضمن أسوأ ما شهده اليمن منذ أعوام، الأمر الذي زاد من تعريض حياة المدنيين للخطر"، مشدداً على أن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان في اليمن "لا يمكن أن تستمر من دون مساءلة".
استنكر المبعوث الأممي غروندبرغ التصعيد العسكري في #اليمن ودعا الأطراف إلى خفض التصعيد واحترام القانون الدولي والتفاعل الإيجابي مع جهود الأمم المتحدة لإتاحة المجال لعملية سياسية تهدف إلى إنهاء النزاع بشكل مستدام وإلى التعامل مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة: https://t.co/YVPNSyIaXY
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) December 28, 2021
ولفت البيان، إلى أن الضربات الجوية على صنعاء " تسببت بوقوع ضحايا من المدنيين، كما أضرت بالبنية التحتية المدنية وبالمناطق السكنية، فيما يستمر الاعتداء على مأرب والهجمات الصاروخية المستمرة على المحافظة في التسبب بوقوع خسائر بين المدنيين والإضرار بالمنشآت المدنية ونزوح أعداد كبيرة من السكان".
كما أعرب غروندبرغ عن قلقه إزاء استمرار الهجمات الحوثية ضد السعودية والتي تسببت أيضًا في وقوع ضحايا من المدنيين وأضرت بالبنى التحتية المدنية.
وشدد غروندبرغ بالقول "أي استهداف للمدنيين وللمنشآت المدنية فضلاً عن الضربات العشوائية من قبل أي من الفاعلين هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ويجب أن يتوقف على الفور، كما ينبغي على جميع الأطراف الحفاظ على الطبيعة المدنية للبنى التحتية العامة".
وفيما أشار إلى أن عام 2021 "ينتهي بشكل مروع بالنسبة لليمنيين" حيث يعاني الملايين منهم الفقر والجوع وقيوداً شديدة على حريتهم في الحركة، أعلن المبعوث الأممي جاهزيته للعمل مع الأطراف لإيجاد حلول فورية لخفض التصعيد والتعامل مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة وإتاحة المجال لعملية سياسية تهدف للوصول إلى نهاية شاملة ومستدامة للنزاع في اليمن.
وحث غروندبرغ الأطراف على التفاعل بشكل إيجابي مع جهود الأمم المتحدة، كما كرر دعوة الأمم المتحدة لفتح مطار صنعاء و"لإزالة العوائق المقيدة لقدرة اليمنيين على التنقل داخل وبين محافظات اليمن".
وتأتي التصريحات الأممية غداة استعدادات سعودية لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين في محافظة شبوة، شرقي اليمن، وذلك بعد أيام من تعيين عوض العولقي محافظا جديدا لها، حيث تم الدفع بقوة كبيرة من "ألوية العمالقة" السلفية إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة أمس الإثنين.
وزير الخارجية الإيراني: سنعين قريباً سفيراً جديداً في اليمن
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستعين "قريبا" سفيرا جديدا في اليمن و"سيستقر في هذا البلد"، مشيرا إلى أن السفارة الإيرانية في صنعاء "تدار حاليا من قبل القائم بالأعمال".
وأضاف أمير عبد اللهيان في تصريحات للتلفزيون الإيراني، خلال حفل تأبين السفير الإيراني حسن إيرلو الذي أعلنت طهران، الثلاثاء الماضي وفاته بسبب "مضاعفات كورونا"، أن "علاقاتنا مع اليمن مهمة"، قائلا: "إننا على قناعة بضرورة تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف اليمنية للحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة الأراضي".
واتهم الوزير الإيراني أطرافا لم يسمها بالسعي إلى "تجزئة اليمن إلى منطقتين أو مناطق عدة"، مؤكدا أن بلاده "ترفض تجزئة دول المنطقة والدول الإسلامية"، على حد زعمه.
وتابع: "نواصل متابعاتنا لإلغاء الحصار المفروض على اليمن وإنهاء العدوان عليه وإعادة السلام فيه"، مشددا على أن "الأزمة اليمنية حلها سياسي فقط".