استمرار الفلتان الأمني في درعا ومزيد من القتلى وعمليات السطو

06 ديسمبر 2021
ارتفعت معدلات الجريمة في درعا (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

يستمرّ الفلتان الأمني في محافظة درعا، جنوبي سورية، عموماً، وترتفع وتيرة الاغتيالات والقتل والسطو المسلّح بين الحين والآخر، وتطوّرت الحوادث لتصل إلى الاقتتال العائلي والعشائري المسلّح، ما أودى أخيراً بحياة ثلاثة أشخاص في مدينة طفس، في وقت وثّق فيه تقرير محلي مقتل 12 شخصاً خلال تعرضهم لمحاولات سلب وسرقة أموال أو مصاغ ذهبية من قبل مسلّحين في المحافظة.

وفي آخر قراراتها للحدّ من الفلتان الأمني، فرضت قوات النظام السوري، متمثلة بـ"المخابرات الجوية"، حظراً لتنقل الدراجات النارية بعد السادسة مساءً في مدن وبلدات الحراك والمليحة الغربية والصورة بريف درعا الشرقي، وهي خطوة اعتبرها الأهالي ذراً للرماد في العيون، للتغطية على تقصير النظام الذي لا يحمّله الأهالي المسؤولية بالدرجة الأولى فقط، بل يتهمه البعض بافتعال هذا الفلتان أيضاً.

ارتفاع وتيرة القتل بهدف السرقة

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن الفلتان الأمني مستمرّ ولم يتوقف ولم يتراجع، وتتنوع أشكاله كثيراً، لكن اللافت في الأسابيع الأخيرة ارتفاع وتيرة عمليات القتل المسلّح بهدف السرقة، وهناك عملية سطو طاولت امرأة أيضاً.

وبدوره، يقول "تجمع أحرار حوران" - وهو تجمع لصحافيين وناشطين يعملون على توثيق الأحداث في درعا - إن القسم المختص بملف الجنايات في التجمع وثق مقتل 12 شخصاً، بينهم سيدة، نتيجة تعرضهم لمحاولات سلب وسرقة أموال أو مصاغٍ من مسلحين في عموم محافظة درعا، وشمل التوثيق الفترة ما بين مطلع يناير/كانون الثاني 2021 والخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأشار التجمع في تقرير إلى العديد من الجرائم، وكان آخرها هجوم أربعة مسلحين مجهولين بعد منتصف ليل أول من أمس على أحد المنازل في بلدة غصم بريف درعا الشرقي، حيث اعتدوا بالضرب على صاحب المنزل الملقب "أبو عيسى"، وقيّدوا بقية أفراد العائلة تحت التهديد بالسلاح، وقاموا بسرقة مبلغ مالي ومصاغٍ ذهبي، إضافة إلى بعض الممتلكات الأخرى.

ويوضح التجمع أن معدلات الجريمة في درعا ازدادت أخيراً بسبب ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب وسهولة الحصول عليها، موضحاً أن عناصر النظام والمليشيات الإيرانية يتعمدون نشرها لسهولة السيطرة على الشبان في درعا، وأشار أيضاً إلى أن فوضى السلاح الذي ما زال منتشراً بين الأهالي، وارتفاع نسبة البطالة وزيادة نسبة الفقر بشكل غير مسبوق، كلها من عوامل الفلتان الأمني والجرائم.

ويروي التجمع جريمة بشعة وقعت في الأول من كانون الأول الجاري، حيث لقي رجل وابنه حتفهما في جريمة قتل بهدف السرقة في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، إذ طعن مرتكبو الجريمة المغدورين بواسطة أداة حادة، وبعد سرقة مبلغ مالي من المنزل، أضرموا النار فيه.

وتبقى قوات النظام هي المتهم الأول دائماً بالتسبب بالفلتان الأمني أو الوقوف خلفه أو عدم تمكنها من ضبطه، ويشير التجمع إلى أن المخابرات الجوية التابعة للنظام بدأت بفرض حظر تنقل للدراجات النارية بعد المساء في مدن وبلدات الحراك والمليحة الغربية والصورة بريف درعا الشرقي.

وتوضح مصادر لـ"العربي الجديد" أن هذا الحظر جرى الإعلان عنه عقب مقتل عنصر وإصابة ضابط من قوات النظام بهجوم من مسلحين مجهولين، على الطريق الواصل بين المليحة الغربية والحراك، أمس الأحد.

قتلى في اشتباك مسلّح بين عائلتين

وفي مدينة طفس، وقع أمس خلاف بين عائلتين تطوّر إلى اشتباك مسلّح وحرق للمنازل، وأدى الاشتباك لوقوع قتلى، حيث أفادت شبكة "درعا 24" بأن شخصاً من "آل كيوان" فتح قنبلة يدوية عن طريق الخطأ، ما أدى إلى مقتله ومقتل اثنين برفقته من عائلته، كما أصيب آخرون.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن فتح القنبلة وقع أثناء جدال بين أفراد العائلة على خلفية الاشتباك مع عائلة آل المبسبس في مدينة طفس.

وشهدت درعا، مع فرض النظام السوري بدعم روسي عمليات التسوية أخيراً، تسليم كميات من الأسلحة الفردية، وهي الأسلحة التي كانت لدى عناصر سابقين في فصائل المعارضة المسلحة، في حين بقي السلاح بأيدي مليشيات النظام وعناصرها، والسلاح المنتشر بين اللصوص مجهولي الهوية.

وتعرضت قوات النظام أخيراً للعديد من الهجمات التي خلّفت خسائر بشرية في صفوفها، قابلها النظام بقصف على مناطق في درعا أوقع ضحايا بين المدنيين. وعلى الرغم من مزاعم النظام بأن عمليات التسوية ستسهم في بسط الأمن، فإن الفلتان ما زال مستمراً وآخذاً في التصاعد.