استمرار التشديد الأمني في بغداد بعد أيام من مهاجمة مطاعم أميركية

11 يونيو 2024
انتشار أمني في شارع فلسطين ببغداد بعد مهاجمة مطاعم أميركية، 4 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تشهد بغداد تشديدًا أمنيًا مكثفًا واختناقات مرورية بسبب الإجراءات الأمنية المتخذة عقب هجمات استهدفت مطاعم أمريكية، مما أثار امتعاضًا بين السكان وأعاق حركة التبضع قبل عيد الأضحى.
- أعضاء من البرلمان ومجلس محافظة بغداد ينتقدون الانتشار الأمني الواسع، معتبرينه غير مبرر ويحول الشوارع إلى ثكنات عسكرية، مما يرسل رسالة سلبية عن الوضع الأمني.
- خبراء أمنيون ووزارة الداخلية يشيرون إلى أن الانتشار العسكري لا يعالج جذور المشكلة الأمنية ويؤكدون على ضرورة تفعيل الجهد الاستخباري والشرطة المحلية لمواجهة الجريمة بدلاً من الاعتماد على القوة العسكرية.

تتواصل حالة التشديد والانتشار الأمني في شوارع العاصمة العراقية بغداد منذ عدة أيام على خلفية الهجمات التي استهدفت سلسلة مطاعم أميركية نفذتها جماعات مسلحة ضمن حملة وصفتها الحكومة العراقية بأنها "أعمال إرهابية". وعلى إثر الإجراءات الأمنية، تشهد بغداد اختناقاً مرورياً وتكدساً للسيارات عند نقاط التفتيش، وحدّت السلطات من إمكانية الوصول إلى بعض المناطق، خصوصاً خلال أوقات المساء من كل يوم.

واليوم الثلاثاء، تحدث عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علي نعمة عن "امتعاض كبير" بين سكان بغداد من الانتشار الأمني. وقال إنه "حوّل الشوارع إلى ثكنة عسكرية كبيرة من خلال نشر قوات قتالية كعناصر جهاز مكافحة الإرهاب وغيرها من القوات القتالية".

وبيّن نعمة، لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الانتشار الأمني غير المبرر سبّب زخماً مرورياً كبيراً خلال الأيام الماضية وحتى هذه اللحظة، وهذا يعوق حركة المواطنين، خصوصاً مع قرب أيام عيد الأضحى، التي يخرج الناس فيها بكثافة من أجل التبضع، فهذا عرقل تلك الحركة ودفع إلى ركود كبير في الأسواق".

وأضاف أن "هذا الانتشار رسالة سلبية بأن الوضع الأمني غير مسيطر عليه، ولهذا كان الانتشار الأمني.. يجب العمل على تفعيل الجهد الاستخباري لمواجهة أي جماعات خارجة عن القانون، بدل هذا الانتشار الأمني غير المبرر، الذي أصبح مؤذياً بشكل كبير للمواطنين، فهناك شكاوى كثيرة تصل إلينا بهذا الخصوص".

من جهتها، قالت عضو مجلس محافظة بغداد، نورا الجحيشي، في تصريح صحافي، إن "الانتشار الأمني إذا ما كان هدفه ضبط الأمن ومحاربة عصابات الجريمة وتجار المخدرات فنحن ندعمه، لكن إذا كان دون مبررات واضحة من قبل الحكومة، فهو أمر يجعل تلك الشوارع عبارة عن ثكنات ويعطي انطباعاً غير إيجابي عن الوضع الأمني"، مؤكدة أن الإجراءات "أصبحت ترهق المواطنين بشكل كبير جداً".

خبير: شوارع بغداد كأنها ثكنة عسكرية

في المقابل، قال الخبير في الشأن الأمني أحمد الشريفي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن ضبط الأمن من خلال الانتشار العسكري في الشوارع، فهذا الأمر يؤكد وجود صعوبة في السيطرة على الوضع الأمني، وشوارع بغداد أصبحت كأنها فعلاً ثكنة عسكرية في ساحة حرب".

وبين الشريفي أنّ "من الغريب نشر قوات قتالية في الشوارع من جهاز مكافحة الإرهاب وفوج المهام الخاصة وفرق قتالية من الجيش، وهذا كله لردع مجموعة أشخاص يقومون بالاعتداء على بعض المطاعم، فالملف الأمني يجب أن يدار من قبل الشرطة المحلية، وتكون هي المتصدية لأعمال كهذه، من خلال نشر المفارز الجوالة والثابتة بأماكن محددة بدل هذا الانتشار العسكري".

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، الثلاثاء الماضي، اعتقال عدد من المتورطين بمهاجمة مطاعم وشركات أميركية في العاصمة بغداد، بعضهم ينتمي إلى أجهزة أمنية، وسط تحذيرات من الانفلات الأمني في ظل عجز القوات الأمنية عن منع حالات كهذه خلال الفترة المقبلة.