استمرار الاشتباكات القبلية في غرب دارفور: عشرات القتلى ومئات الجرحى

28 ابريل 2023
تحدثت الهيئة النقابية لأطباء الولاية عن صعوبة حصر القتلى (أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الاشتباكات القبلية بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، غرب السودان، اليوم الجمعة، بين القبائل العربية وقبيلة المساليت.

وقُتل 74 شخصاً على الأقل يومي الاثنين والثلاثاء في معارك مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على ما جاء في حصيلة موقتة صادرة عن نقابة الأطباء السودانية فيما المعارك متواصلة.
 
وقالت النقابة في بيان، اليوم الجمعة، إنّ "حصر الوفيات ليومي 24 و25 إبريل/ نيسان (الاثنين والثلاثاء) هو 74 حالة وفاة، ولا يوجد (بعد) حصر للوفيات" يومي الأربعاء والخميس اللذين تواصلت خلالهما معارك عنيفة في المدينة.

وكان الهيئة النقابية لأطباء الولاية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، أنّ المدينة تتعرض منذ الخميس الماضي لهجوم وحشي وغير مسبوق من عصابات مسلحة، في ظل الصمت الرسمي وحالة اللادولة التي تعيشها البلاد، وانصراف الإعلام لتغطية ما يجري في الخرطوم، تاركين مدينة الجنينة وولاية غرب دارفور كلها تواجه مصيرها المجهول.

وكشفت الهيئة عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى الذين يصعب حصرهم، ولا يجد الناس حيلة لدفن موتاهم، ولا مداواة جرحاهم، في ظل التوقف التام لكل المرافق الطبية العامة والخاصة عن تقديم الخدمات، وانعدام الأمن تماماً حتى داخل البيوت.

وأضاف البيان، أنّ الوضع الإنساني الذي بدأ في التدهور حتى قبل اندلاع الأحداث الحالية، صار الآن منهاراً وكارثياً، وصارت مدينة الجنينة مدينة أشباح وأنقاض بعد أعمال السلب، والنهب، والتخريب، والحرق غير المسبوق الذي لم تسلم منه البيوت والمحال التجارية، ومكاتب ومخازن المنظمات الإنسانية والمؤسسات الحكومية وملاجئ النازحين، لافتاً إلى أنّ المستشفيات حتى لم تسلم من ذلك، فقد تم نهب مستشفى الجنينة التعليمي، المستشفى الوحيد الذي يخدم مواطني الولاية.

وتابع: "لم تكتف العصابات الإجرامية بنهب العربات والأجهزة فحسب، بل تعدى ذلك إلى تدمير بنك الدم، وتدمير وتحطيم أجهزة قسم الأشعة وغيرها، في قصد واضح لإنهاء أي أمل لعودة ولو جزئية لهذا المرفق لتقديم خدماته الطبية، فضلاً عن نهب أجهزة الأطباء، وسكن الاختصاصيين ومخازن وزارة الصحة، وبعض المؤسسات العلاجية الخاصة.

وخاطبت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور، الضمير الإنساني في كل العالم، والذي تربطه القيم الإنسانية النبيلة، وحب الخير والسلام، لإظهار التضامن والمواساة للشعب في دارفور، وإدانة ما تتعرض له مدينة الجنينة من إبادة واستباحة من قبل قوى الشر التي تنتهك كل الحقوق والقيم والأعراف.

كما دعت المؤسسات المدنية والإنسانية، الوطنية منها والدولية، لتقديم يد العون لولاية غرب دارفور في محنتها الحالية، "فما يحدث هنا فوق كل التصورات والأرقام والتقديرات"، وفق البيان.