استقالة وزيرة الداخلية البريطانية في آخر لحظات حكومة جونسون

05 سبتمبر 2022
نأت باتيل بنفسها عن دعم أي من المرشحين لخلافة جونسون (Getty)
+ الخط -

استقالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل بعد ساعات قليلة على إعلان فوز ليز تراس في السباق إلى زعامة "حزب المحافظين" ورئاسة الحكومة ضدّ منافسها وزير المالية المستقيل ريشي سوناك.

وتأتي استقالة باتيل كموقف وكردّ فعل أكثر من كونها خطوة مهنية عادية في سياق الأحداث الراهنة.

وكانت باتيل المقرّبة جداً من الزعيم السابق جونسون، من أوائل الوزراء والنوّاب الذين توجّهوا إلى "داونينغ ستريت" بعد استقالة سوناك، لإقناع زعيمهم بالتنحّي عن منصبه.

وكان مستغرباً في وقت لاحق أن تستبعد باتيل نفسها من السباق لخلافة جونسون. وعلى عكس كثيرين من أعضاء الحزب والحكومة، نأت باتيل بنفسها عن تأييد أي من المرشّحين منذ اللحظة الأولى لانطلاق المنافسة وحتى الإعلان عن فوز تراس. إلا أن هذا النأي بالنفس كان يشي بأنها تدعم سوناك في السرّ وليس تراس. ولم يكن النأي بالنفس كافياً بالنسبة لتراس وحلفائها، فأصحاب الحظوظ الأوفر في استلام مناصب وزارية سيادية ورفيعة هم الذين عبّروا بما لا يقبل الشكّ عن تأييدهم لتراس ولخططها كوزير الدفاع بن والاس وآخرين.

لم تستقل باتيل من منصبها قبل أن تطمئن إلى أن خططها ماضية في ترحيل اللاجئين

ويبدو أن "مهندسة" خطة رواندا المثيرة للجدل، اختارت الاستقالة بدل الإقالة وفضّلت أن تستقيل من حكومة جونسون بدل أن تقال من حكومة تراس. وكتبت مخاطبة جونسون: "كان شرفاً لي أن أخدم البلاد كوزيرة للداخلية في حكومتك وأن أفي بالتزاماتنا في دعم وإصلاح جهاز الشرطة وإصلاح نظام الهجرة واللجوء ومكافحة الإرهاب".

ولم تستقل باتيل من منصبها قبل أن تطمئن إلى أن خططها ماضية في ترحيل اللاجئين، مشيرة في رسالة الاستقالة إلى "أهمية أن يدعم خليفتك كل الجوانب المتعلقة بسياسات الهجرة غير النظامية لضمان تنفيذ الخطة بشكل كامل".

يُذكر أن باتيل لا تحتاج إلى هذه التوصيات، إذ إن تراس تعهّدت منذ اليوم الأول في المضي قدماً بخطة رواندا وبتوسيع رقعتها لتشمل بلداناً أخرى وعدداً أكبر من المرحّلين.

يُذكر أيضاً ان اسم باتيل لم يطرح على الإطلاق أثناء السباق وكان متوقّعاً أن تستغني عنها تراس إن وصلت إلى "داونينغ ستريت"، وأن تستبدلها بالمدّعي العام سويلا برافرمان والتي ترشّحت للمنصب لكن استبعدت منذ الأيام الأولى.

ولحق نايجل آدامز، وزير الدولة في "داونينغ ستريت"، بباتيل، إذ أعلن استقالته مخاطباً جونسون: "بعد أن أعلن اليوم عن زعيم جديد لحزب المحافظين، أكتب إليك استقالتي كوزير إذ أعتقد أنه من المهم لرئيس الحكومة الجديد أن يعيّن من يريد وليس أن يرث تلك التعيينات"، مضيفاً أن "أولئك الذين دعوا إلى استقالتك، لا يدركون قيم الحزب التي صوّت الناخبون لأجلها عام 2019".