استقالات بالجملة لنواب حزب "قلب تونس": بداية النهاية؟

10 سبتمبر 2021
تهاوى الحزب بسبب غياب قادته بين السجن والخارج ( Getty)
+ الخط -

تتصاعد الأزمة الداخلية في حزب "قلب تونس" إثر خلافات حول خياراته المستقبلية، في وقت يقبع فيه رئيس الحزب نبيل القروي وشقيقه النائب غازي القروي في سجون الجزائر، كما يتحصن رئيس الكتلة أسامة الخليفي خارج البلاد.

وبلغ عدد الاستقالات المعلنة في صفوف نواب الحزب خلال هذا الأسبوع أربع استقالات، وستة منذ 25 يوليو/تموز الماضي، بعد أن أعلن اليوم كل من النواب محمد السخيري والجديدي السبوعي وسهام الشرقي عن استقالتهم من الحزب، فيما استقال النائب فؤاد ثامر منذ يومين، ومن قبله نائبة رئيس الكتلة شيراز الشابي.

وكان استقال المتحدث الرسمي باسم الحزب الصادق جبنون بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس قيس سعيّد عن قراراته في 25 يوليو/تموز، إضافة لتجميد النائب جوهر المغيربي عضويته.

وأعلن النائب عن دائرة زغوان الجديدي السبوعي استقالته عبر صفحته على "فيسبوك"، معرباً عن استعداده للاستقالة من مجلس نواب الشعب المجمدة اختصاصاته "مراعاة لمصلحة البلاد"، كما قال.


أما النائبان سهام الشريقي عن دائرة القيروان ومحمد السخيري عن دائرة المنستير، فأعلنا عبر صفحتيهما على "فيسبوك" أنّ "مصلحة تونس وسيادتها الوطنية فوق كل اعتبار، وأنه لا ولاء إلا للوطن".

ونفى السخيري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أي علاقة لاستقالته بحبس رئيس الحزب وشقيقه، مشيراً إلى أنها تعود لأسباب ذاتية تنطلق من مراجعات شخصية، مضيفاً أنّ "مصلحة البلاد تقتضي ذلك، والأيدي ممدودة للحوار مع المرحلة الجديدة ومع كل الأطراف".

وذكّر السخيري بأنه كان من "أوائل المنادين بالتقييم والإصلاح وإجراء مراجعات للحزب، إلا أنه لم يتم الاستماع لصوته"، مشدداً على أنّ "هناك عديد الأخطاء والقرارات الوطنية التي كان اتخاذها غير موافق"، رافضاً الخوض فيها "احتراماً لزملائي في الحزب"، كما يقول.

من جانبه، عبّر النائب عن دائرة قابس فؤاد ثامر عن رفضه دعوة رئيس الكتلة أسامة الخليفي لـ"التدخل الخارجي في تونس"، وذلك في إشارة إلى مداخلة الأخير خلال اجتماع رؤساء برلمانات العالم التي دعا خلالها لـ"فك الحصار" عن برلمان تونس.

وقال ثامر، في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك"، إنّ ما قاله الخليفي لا يمثله في شيء، مؤكداً أنّ انضباطه سابقاً مع الحزب "يأتي من منطلق المروءة وحتى لا يشمت الخصوم في الحزب".


ويعيش "قلب تونس"، كما عديد الأحزاب، أسوأ فتراته، فقد عرف الحزب الثاني في البرلمان بحسب انتخابات 2019 انتكاسة غير مسبوقة، واهترأت رمزيته وما حققه انتخابياً ببلوغ زعيمه القروي الدور الرئاسي الثاني ضد الرئيس قيس سعيّد، ليتهاوى الحزب تدريجياً؛ بسبب غياب قيادته القابعة بين السجون وفي الخارج.

وأطلق سراح القروي (57 عاماً) من السجن منتصف يونيو/حزيران الماضي بطلب من لجنة الدفاع، بعد إيقافه مدة تفوق ستة أشهر في قضايا فساد مالي وتهرب ضريبي. وأبلغت السلطات الجزائرية نظيرتها التونسية، قبل أسبوعين، أنها أوقفت القروي في منطقة تبسة شرقي الجزائر، قرب الحدود بين البلدين. وذكرت مصادر جزائرية مسؤولة أن القروي دخل إلى الجزائر بطريقة غير قانونية، وأقام في شقة سكنية وسط مدينة تبسة.