نظّم "الحشد الشعبي"، المظلة الجامعة لأكثر من 70 فصيلاً مسلحاً في العراق، اليوم السبت، استعراضاً عسكرياً مسلحاً في محافظة ديالى (شمال بغداد)، بمناسبة ذكرى تأسيسه الثامنة، التي حلّت في يونيو/حزيران، بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وعدد من قيادات الحشد.
واعتُبر اليوم الذي أصدر فيه المرجع الديني علي السيستاني فتوى "الجهاد الكفائي"، في 13 يونيو/حزيران عام 2014، إثر اجتياح تنظيم "داعش" الإرهابي مساحات واسعة من مدن شمالي وغربي العراق، ذكرى سنوية لتأسيس "الحشد الشعبي"، وسبق أن تم تأجيل الاستعراض أكثر من مرة خلال العام الجاري، من دون الكشف عن سبب ذلك.
هاي المسيرة العملاقة بيها صاروخ موجه نسبة الخطأ 0%.
— رسل الأسدي (@rusul_alasadi97) July 22, 2022
وما خفي كان اعظم#استعراض_هيبة_العراق pic.twitter.com/A9F0Aeu9OH
ووفقاً لبيان لمكتب الكاظمي، فإن "رئيس الوزراء حضر الاستعراض العسكري للحشد الشعبي، بمناسبة الذكرى الثامنة لتأسيسه، بمشاركة عدد من صنوف قواتنا الأمنية".
القائد العام للقوات المسلحة @MAKadhimi يحضر الاستعراض العسكري للحشد الشعبي لمناسبة الذكرى الثامنة لتأسيسه، بمشاركة عدد من صنوف قواتنا الأمنية. pic.twitter.com/XxEh7ndovI
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 23, 2022
الاستعراض الذي أقيم في معسكر "أبو منتظر المحمداوي" في محافظة ديالى (معسكر أشرف سابقاً)، حضره رئيس هيئة "الحشد" فالح الفياض، ورئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، وقيادات أخرى في "الحشد"، كما حضره السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق.
واستعرض "الحشد" ترسانة عسكرية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والطائرات المسيّرة، كما كشف عن أسلحة جديدة ومتطورة خلال الاستعراض، ومنها منظومة حسيب للقيادة والتحكم في الطائرات المسيّرة، وكتيبة دبابات 172 الروسية المتطورة، مع إضافات الدروع الجانبية لها من قبل شركة كرار الإيرانية، ودبابات "تي 52" مع أجهزة التشويش، فضلاً عن أبراج اتصالات متطورة.
وجرى ذلك على الرغم من أن الكاظمي كان متحفظاً على عرض الطائرات المسيّرة التي تمتلكها فصائل محددة، أبرزها "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"عصائب أهل الحق"، على اعتبار أنها تبعث برسائل غير مطمئنة للداخل، خصوصاً إقليم كردستان والجيش العراقي.
من جهته، أكد القيادي في "الحشد" صادق الحسيني، في تصريح لموقع إخباري محلي، أن "الاستعراض بعث برسائل مهمة للرأي العام العراقي، حول قدرة الحشد، والتطور الكبير في إمكانياته، وتنوع ألويته، وإمكانيته في مواجهة أي طارئ يهدد أمن واستقرار البلاد، وسيكون داعماً للجيش وبقية التشكيلات الأمنية".
وتغيبت فصائل "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري عن الاستعراض، إذ كانت قد قررت مسبقاً عدم المشاركة، من دون تحديد الأسباب.
وصوّت البرلمان في عام 2016 على مشروع قرار قدّمته قوى سياسية عدة عُرف باسم "قانون الحشد الشعبي"، اعتبر "الحشد" جزءاً من المؤسسة العسكرية المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة وتتلقى أوامرها منه، وأقر لعناصرها رواتب شهرية موازية لرواتب الجندي في الجيش العراقي، وموازنة تسليح وتطوير سنوية. وعلى الرغم من ذلك، لم يُغلَق باب الجدل والمطالبات بحلّ تلك الفصائل أو دمجها في صفوف الجيش والشرطة، بسبب استمرار تحديها للدولة والخروج عن قراراتها.
ونظمت فصائل "الحشد الشعبي" في 26 يونيو/حزيران 2021، استعراضاً مسلحاً هو الأول من نوعه في الذكرى السابعة لتشكيلها في محافظة ديالى، بحضور الكاظمي وعدد من القيادات الأمنية وسياسيين ونواب في البرلمان.