استشهاد فلسطيني وقمع فعاليات ضد الاستيطان جنوب الضفة الغربية وتعطيل مدارس بالقدس

24 سبتمبر 2022
قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي فعالية ضد الاستيطان جنوبي الخليل (Getty)
+ الخط -

استشهد شاب فلسطيني برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم السبت، بعد اصطدام سيارته بسيارة لشرطة الاحتلال على الطريق الرابط بين مدينتي نابلس وقلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة. كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، فعالية ضد الاستيطان قرب قرية التوانة بمسافر يطا جنوبي الخليل، جنوب الضفة الغربية. كما تعطلت الدراسة في عدة مدارس بالقدس، اليوم، بسبب المياه العادمة التي كان الاحتلال قد رش بها تلك المدارس.

وأكد وكيل وزارة القدس وأحد قياديي حركة فتح شمال عرب القدس سعيد يقين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه تم إبلاغ عائلة الشاب أبو كافية من قبل الارتباط الفلسطيني باستشهاده، وأن قوات الاحتلال تواصل احتجاز جثمانه.

والشهيد أبو كافية متزوج وأب لأربعة أطفال، ويعمل مرشداً في مدرسة حكومية.

ووفق مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن الشاب أبو كافية استشهد برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي بعد اصطدام سيارته بسيارة لشرطة الاحتلال على الطريق الرابط بين مدينتي نابلس وقلقيلية، بالقرب من مستوطنة "حفات جلعاد" المقامة غربي نابلس، وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة الطرق المؤدية إلى مكان الحادث، ما تسبب بأزمة مرورية كبيرة.

وزعمت قوات الاحتلال أن شرطيا وجنديا أصيبا، فيما أطلق شرطي آخر النار على السائق الفلسطيني، ما أدى إلى استشهاده على الفور، فيما نفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" مزاعم الاحتلال أن الشهيد نفذ عملية دهس.

تزامناً مع ذلك، أعاقت قوات الاحتلال وصول العديد من الفلسطينيين للمشاركة في الفعالية التي نظمها فلسطينيون ضد الاستيطان قرب قرية التوانة.

وأكد رئيس مجلس قروي المسافر، نضال يونس، لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من النشطاء تمكنوا من  الوصول إلى مدخل قرية التوانة بمسافر يطا، ونظموا فعالية ضد الاستيطان، حيث سبق الفعالية منع الاحتلال للكثير من المشاركين الوصول إلى مكان الفعالية، الذين قام الجيش بمصادرة مفاتيح مركباتهم.

وأشار يونس إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت باتجاه المشاركين ومنازل الأهالي، خلال قمع المشاركين في الفعالية.

كما أصيب ثلاثة صحافيين فلسطينيين بجروح متفاوتة، خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم خلال تغطيتهم، اليوم السبت، المسيرة في مسافر يطا جنوب الخليل، ومنعتهم من التغطية، وهم مشهور الوحواح، وفادي خلاف، ووسام الهشلمون، وعولجوا ميدانياً من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.

على صعيد منفصل، تعطلت الدراسة، اليوم السبت، في عدد من مدارس بلدة الطور، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس، بسبب المياه العادمة التي أطلقتها شرطة الاحتلال الليلة الماضية، باتجاه مبان ومنشآت طاولت المدارس والمنازل وحتى مشفى المقاصد الإسلامية، مما دفع اللجنة المركزية لأولياء أمور طلبة الطور إلى تعطيل الدراسة خاصة في مدرسة خالد الراشد، فيما أغرقت هذه المياه شارع سلمان الفارسي، ومدرسة وروضة جبل الزيتون ومدرسة المحبة والإيمان، ومسجد الفارسي ونادي جبل الزيتون ونادي اللياقة البدنية والمركز النسوي والعشرات من منازل المواطنين.

ووفقاً للجنة المركزية لأولياء أمور طلبة الطور، فإن نحو 5 آلاف طالب وطالبة يدرسون في المدارس الواقعة في شارع سلمان الفارسي، من الروضة حتى التوجيهي، تعذّر مواصلتهم التعليم اليوم، نظرا للروائح الكريهة المنبعثة واختناق العديد بها، وعدم قدرة المصابين على التنفس بسبب الكثافة العالية لمكونات المياه العادمة.

وأكدت اللجنة، على لسان رئيسها مفيد أبو غنام، أن ما جرى أمس، من استخدام واسع للمياه العادمة يشكل ذروة سلسلة طويلة من الاعتداءات المستمرة من قبل شرطة وقوات الاحتلال بحق البلدة ومواطنيها، التي تصاعدت في اليومين الأخيرين، بعد قتل جنود الاحتلال بدم بارد الشهيد محمد أبو جمعة، بالقرب من حاجز بيت سيرا العسكري شمال غرب رام الله.

وكانت بلدة الطور قد شهدت، الليلة الماضية، مواجهات هي الأعنف منذ شهور مع قوات الاحتلال، تركزت في محيط منزل عائلة الشهيد الذي اقتحمته قوات الاحتلال في وقت سابق من أمس، وأصيب في هذه المواجهات العشرات اختناقاً بالغاز المسيل للدموع والمياه العادمة، كما سجلت خمس إصابات بالرصاص المطاطي.

بدورها، أفادت عائلة الشهيد أبو جمعة بأن محكمة الاحتلال في القدس المحتلة مددت أمس، اعتقال ابن عم الشهيد، وهو رائد أبو جمعة لمدة ستة أيام، علماً أنه كان برفقة الشهيد وطفلته عائداً من مدينة كفر قاسم في فلسطين المحتلة عام 1948.

وتنفي عائلة الشهيد رواية الاحتلال التي زعم فيها أن نجلها طعن مستوطنين على الحاجز، مؤكدة استحالة القيام بذلك، خاصة أن طفلتين كانتا معه في المركبة. كما تساءل المواطن أمجد أبو جمعة، عم الشهيد محمد ووالد الأسير المعتقل رائد أبو جمعة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، قائلاً "هل من المعقول أن تطعن أحداً وبرفقتك طفلتان؟".

وطالب عم الشهيد سلطات الاحتلال بالكشف عن التسجيلات التي رصدتها كاميرات المراقبة، لتبيان حقيقة ما تدعيه تلك السلطات من قيام الشهيد بعملية طعن، مضيفاً "نحن نصرّ على مطلبنا هذا، تبياناً للحقيقة ودحضاً لمزاعم الاحتلال". كما طالبت العائلة بتسليم جثمان نجلها المحتجز لدى قوات الاحتلال حتى يتم دفنه ومواراته الثرى.

في سياق آخر، اندلعت مواجهات، اليوم السبت، بين شبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس، دون وقوع إصابات.

المساهمون