وبحسب المصادر، فإنّ قيادة حركة "فتح" حسمت أمرها بعدم التجاوب مع أي جهود، مضيفةً: "هم يظنون للأسف أنهم بهذا النهج يؤججون أبناء غزة ضدّ حركة حماس للثورة بوجهها عندما يختنق القطاع ويضيق أهله ذرعاً بسبب نقص المواد الغذائية، والأموال ومصادر الطاقة". وتابعت المصادر: "المسؤولون في السلطة وحركة فتح لا يدركون أنهم بهذا يساهمون في التسريع بوتيرة تنفيذ صفقة القرن (خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية) التي يقولون في وسائل الإعلام إنهم عقبة أمامها"، مؤكدةً أنه "إذا كان من حلّ مضمون النتائج لمواجهة صفقة القرن، فهو الوحدة وسريعاً جداً، وأن يكون قطاع غزة والضفة تحت إدارة عملية موحّدة".
وقالت المصادر إنّ "القيادة المصرية في اتصالاتها المستمرة مع الأطراف الفلسطينية، أكّدت أنّ الأزمة الأكبر للقضية الفلسطينية هي الشرعية المنقوصة لمتصدّري المشهد، وغياب القيادة السياسية التي يلتفّ حولها الجميع، في ظلّ حالة الانقسام التي تعصف بالمشهد الداخلي"، موضحةً أنه "كانت هناك توصيات مصرية بضرورة التوصّل لاتفاق ينهي الانقسام وإعلان ذلك بشكل رسمي، إلا أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من يعرقل تلك التحركات".
وبحسب المصادر، فإنّه خلال "الفترة الماضية، قدّمت حماس ما يمكن تسميته بالتنازلات، وأبدت قدراً كبيراً من المرونة لم يكن متوقعاً من جانب مصر، على مستوى المصالحة الداخلية وإنهاء حالة الانقسام". وأكدت أنّ "تقديرات الوسيط المصري تشير إلى أنّه "حال تمّ إنهاء الانقسام، فسيكون ذلك بمثابة ورقة ضغط كبيرة في أيدي الفلسطينيين في مواجهة التحركات والتصورات الأميركية والإسرائيلية، التي وصلت فيها حقوق الفلسطينيين لأدنى مستوياتها".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، قد نفى في حديث صحافي في 20 مايو/ أيار الحالي، ما وصفه بالأنباء التي أفادت بأنّ مصر جمّدت جهودها في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال الأحمد "لا صحة لكل ما قيل، والمسؤولون المصريون أبلغوني بعدم صحة ما يتم تداوله في هذا الشأن"، مؤكداً أنّ "الجهود المصرية الخاصة بالمصالحة مستمرة".
وبشأن عقْد لقاء مع حركة "حماس" في القاهرة، أوضح الأحمد أنّه "لا توجد أي لقاءات مع حماس، ولا أي ترتيبات لذلك نهائياً"، مضيفاً "اتصالاتنا فقط مع مصر حول هذا الموضوع". وأضاف "القاهرة على تواصل معنا، وهي مستمرة في البحث ولم تتراجع قيد أنملة"، معتبراً أنّ "من لا يريد المصالحة، هو من يعلن أن مصر توقفت".
وجاءت تصريحات الأحمد في أعقاب تصريحات أخرى للأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، أكّد فيها أنّ "مصر لن تكون راعية لملف المصالحة خلال الفترة المقبلة، ولن تتابع هذا الموضوع بعد الآن".