استئناف اجتماعات القمة الثلاثية بين رؤساء الجزائر وتونس وليبيا

17 أكتوبر 2024
من لقاء سابق بين تبون وسعيّد والمنفي في تونس، إبريل 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- من المقرر عقد قمتين بين رؤساء الجزائر وتونس وليبيا لتعزيز التنسيق السياسي والاقتصادي، الأولى في الجزائر في نوفمبر والثانية في طرابلس، بعد تأجيلها بسبب الانتخابات والظروف الأمنية.

- تأخر القمة في طرابلس أثار الشكوك، لكن تصريحات الرئيس الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي الليبي أكدت أهمية اللقاءات الثلاثية، مع التركيز على الحل الانتخابي في ليبيا ودور الجزائر في دعم الاستقرار.

- عُقدت اجتماعات قطاعية ضمن "مسار قرطاج" لمناقشة قضايا الهجرة والتجارة وتطوير المناطق الحدودية، مع الاتفاق على إنشاء مناطق للتبادل الحر ومناطق صناعية ذكية لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.

تستأنف لقاءات القمة على مستوى الرؤساء لدول الجزائر وتونس وليبيا خلال الفترة المقبلة، من خلال عقد قمتين تجمعان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، تعقد الأولى في الجزائر بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، على هامش احتفالات عيد ثورة الجزائرية، والثانية في العاصمة الليبية طرابلس، لاستكمال خطوات التنسيق السياسي والاقتصادي الذي بدأ منذ إبريل/ نيسان الماضي.

ومع تأخر اللقاء الثلاثي على مستوى القمة بين رؤساء الجزائر وتونس والمجلس الرئاسي الليبي، عن موعده الذي كان من المفترض أن يعقد في غضون شهر يوليو/ تموز الماضي في العاصمة الليبية طرابلس، بدأت الشكوك تدور حول جدية هذا المسار وإمكانية استمراره، لكن تأكيدات جديدة ورسمية بشأن قرب استئناف لقاءات القمة، تؤكد أن التأخر كان مرتبطا بظروف الاستحقاقات الرئاسية التي جرت في كل من الجزائر وتونس توالياً، وبمدى توفر ظروف احتضان القمة في طرابلس.

وأكد الرئيس الجزائري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أمس الأربعاء، برفقة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي زار الجزائر، أن اللقاء الثلاثي سيعقد قريباً في طرابلس، وقال: "نحن على وشك الالتقاء بليبيا في إطار التشاور الثلاثي، ونحن في انتظار تحديد موعد من طرف الرئيس محمد المنفي، وبالنسبة للأزمة في ليبيا، فإن الحل في هذا البلد لن يكون إلا عن طريق الانتخابات، وكلمة الفصل تعود للشعب الليبي، والقرار الذي يتخذه ينبغي احترامه من طرف الجميع"، وسلم تبون دعوة إلى المنفي لحضور احتفالات عيد الثورة في الجزائر، والتي سيحضرها أيضا ًالرئيس التونسي قيس سعيّد، ما يتيح لقاء قمة ثلاثيا.

وفي نفس السياق، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي زار الجزائر أمس الأربعاء: "نريد لاجتماعاتنا الثلاثية أن تُستكمل وأن تبقى منهاج عمل، سواء على مستوى القمة أو مستوى اللجان"، وأشاد بدور الجزائر المهم الداعم لليبيا في المحافل الدولية، وهو دعم خالص لاستقرارها وليس لأي شيء آخر، ودعم واستقرار ليبيا ووحدتها الترابية، ونحن نوافق رأي الرئيس تماماً من أن الحل في ليبيا يمر عبر الشعب في إطار انتخابات ليبية".

وتبرز هذه التصريحات تمسك لافت بالاستمرار في "مسار قرطاج"، واستكمال لقاءات القمة المغاربية كما كان مخططا لها، والتي قد تكون تعطلت في المرحلة الماضية، بسبب ظروف الانتخابات الرئاسية التي جرت في الجزائر في السابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، والتي بدأ التحضير لها منذ السابع من يونيو/ حزيران الماضي، حيث كان الرئيس تبون منشغلاً بهذه الانتخابات التي جددت له ولاية رئاسية ثانية، ثم الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وكانت قد جرت في ظروف قلقة بالنسبة لقيس سعيّد.

لكن مراقبين يعتقدون أن تأخر اللقاء الثلاثي في طرابلس، لا يرتبط فحسب بظروف الانتخابات الرئاسية في كل من الجزائر وتونس، ولكن أيضاً بظروف صعبة شهدتها طرابلس الصيف الماضي، وقال المحلل السياسي عابد خليف لـ"العربي الجديد"، إنه يعتقد أن "الظروف السياسية والأمنية التي كانت في العاصمة الليبية والاشتباكات التي حدثت بين مختلف التشكيلات المسلحة، وعدم وجود استقرار كاف، ربما يكون العامل الذي لم يشجع على عقد القمة الثلاثية في طرابلس"، مضيفاً أن "الهدف من عقد القمة في طرابلس بحضور الرئيسين الجزائري والتونسي، هو غاية في حد ذاتها من حيث إنه رسالة سياسية قوية بالنسبة للمجلس الرئاسي وبالنسبة لوحدة المواقف بين الدول الثلاث، ولذلك لم يتم نقل القمة إلى أي مكان آخر، مع أن ذلك كان ممكناً".

بعد لقاء تونس في إبريل الماضي بين الرؤساء الثلاثة، كانت قد عقدت سلسلة من اللقاءات القطاعية بين حكومات الدول الثلاث، في إطار ما عرف "بمسار قرطاج"، حيث اجتمع وزراء داخلية الدول الثلاث لمناقشة قضايا الهجرة وتدفقات المهاجرين وتنمية المناطق الحدودية، وعقد اجتماع آخر لوزراء التجارة للحكومات الثلاث في الجزائر ناقش ملف التبادل والمعابر التجارية وفكرة المناطق التجارية الحرة، كما كانت ثلاث هيئات تمثل رجال الأعمال لدول "مسار قرطاج" ، مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد العام لغرف الصناعة والتجارة والزراعة في ليبيا، قد ناقشت في اجتماع عقد في الجزائر، خطة تطوير المناطق الحدودية المشتركة عبر إقامة مناطق للتبادل الحر وإنشاء مناطق صناعية ذكية فيها، واستقطاب المشاريع المشتركة، لدعم مقومات الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية.

المساهمون