ارتفاع وتيرة الفلتان الأمني في درعا السورية وخسائر إبريل هي الأعلى

ارتفاع وتيرة الفلتان الأمني في درعا السورية وخسائر إبريل هي الأعلى في 2023

01 مايو 2023
يتواصل سقوط الضحايا المدنيين (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت وتيرة الفلتان الأمني في درعا خلال إبريل/ نيسان الماضي، حيث قتل 49 شخصاً بحسب إحصاء نشره اليوم الاثنين "تجمع أحرار حوران" المتخصص بتوثيق أحداث الجنوب السوري وتغطيتها، فيما كان الشهر الماضي الأعلى هذا العام من حيث عدد الخسائر البشرية في عموم البلاد خاصة في البادية السورية.

وقال "تجمع أحرار حوران" إن درعا شهدت، في إبريل الماضي، ارتفاعاً حاداً في عمليات الاغتيال والخطف، وسط استمرار عمليات الاعتقال من قبل قوات النظام على حواجزها العسكرية وخلال عمليات المداهمة، ضمن فوضى أمنية ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في يوليو/تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسية.

وبحسب بيان للتجمع، فقد سجل مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع خلال الشهر الماضي مقتل 49 شخصاً في محافظة درعا، موضحاً أن معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي وُثّقت تجلت بإطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنكوف، باستثناء 4 عمليات بعبوات ناسفة، و3 عمليات بقنابل يدوية.

وأكد البيان عدم إعلان أية جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، في وقت يتهم فيه أهالي وناشطون من المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والمليشيات الإيرانية.

من جانب آخر، قال التجمع إنه وثق اعتقال 24 شخصاً، بينهم سيدة، من قبل قوات النظام و"اللواء الثامن" التابع لها في محافظة درعا، أُفرج عن 8 منهم خلال الشهر ذاته.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن محافظة درعا عموماً تشهد تحفظاً وتخوفاً من قبل السكان في كافة المناطق، جراء استمرار الفلتان الأمني، وجعله ذريعة للنظام من أجل اقتحام مناطق واعتقال معارضين له، مضيفاً أن هذه الحالة مستمرة منذ صيف 2018 عند بدء فصائل المعارضة التسوية والمصالحة مع النظام.

وتعد درعا كاملة تحت سيطرة قوات النظام، لأن جميع الفصائل المسلحة التي كانت تابعة للمعارضة السورية باتت إما تابعة لجيش النظام أو لفروعه الأمنية.

إلى ذلك، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه وثق مقتل 407 أشخاص خلال إبريل، بينهم 210 مدنيين منهم تسع نساء و21 طفلاً، بالإضافة إلى شخص قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، مشيراً إلى أن بين القتلى الموثقين 197 شخصاً، منهم 75 من قوات النظام السوري و55 من المليشيات التابعة له، و7 من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي السياق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إنها وثقت، أمس، مقتل 4 مدنيين، بينهم طفلان، خارج نطاق القانون، اثنان منهما على يد "قوات سوريا الديمقراطية" واثنان على يد جهات لم تتمكن من تحديد هويتها.

وقالت الشبكة إنها وثقت مقتل 99 مدنياً، بينهم 8 أطفال و7 سيدات، في سورية في إبريل 2023، مضيفة: "جني الكمأة يتسبب بمقتل قرابة نصف الضحايا المدنيين الذين جرى توثيقهم في سورية منذ مطلع عام 2023".

وقالت الشبكة في تقريرها إن إبريل شهد ارتفاعاً في حصيلة الضحايا مقارنة ببقية الأشهر في عام 2023، وقد وثق التقرير 94 ضحية على يد جهات غير معروفة، أي ما يعادل 95% من نسبة الضحايا، لتصبح حصيلة الضحايا على يد الجهات غير المعروفة منذ بداية عام 2023، 258 مدنياً، أي ما يعادل 75% من ضحايا عام 2023.

وبينت الشبكة أن السبب وراء ارتفاع أعداد الضحايا على يد الجهات الأخرى غير المعروفة هو "حالات القتل أثناء جني الكمأة، إضافة إلى وقوع ضحايا جراء انفجار الألغام، كما تسبب الانفلات الأمني في العديد من المناطق في وقوع الكثير من حوادث القتل بالرصاص من قبل جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.".

وبحسب التقرير، قتل 32 مدنياً، بينهم 3 أطفال و4 سيدات، بسبب الألغام، لتصبح حصيلة الضحايا بسبب الألغام، منذ بداية عام 2023، 77 مدنياً، بينهم 16 طفلاً و7 سيدات.

قتلى وجرحى باقتتال عشائري في حماة والرقة

إلى ذلك، قُتل وجرح نحو 6 أشخاص على الأقل، اليوم، إثر اندلاع اقتتالات عشائرية في ريف محافظة حماة، وسط سورية، وريف محافظة الرقة، شمال شرق البلاد.

وقالت مصادر من أبناء ريف محافظة حماة، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن شخصاً على الأقل قُتل، وجرح ثلاثة أخرون، أحدهم أُصيب بجروح خطيرة في البطن، إثر اندلاع اقتتال عشائري بين مُسلحين من أبناء قبيلة "البوسرايا" وآخرين من عشيرة "الخطر" في قرية الجنان شرق مدينة حماة بـ 13 كم، على طريق مدينة سلمية، وسط البلاد.

في السياق، قُتل الشاب يوسف نجم العبدالله العيسى، على يد أحد أبناء عمومته في مدينة الرقة صباح اليوم، بداعي الثأر، وهو من أبناء بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي، شرق البلاد.

وكان عدة أشخاص قد أُصيبوا ليل الأحد، إثر اندلاع اقتتال عشائري تطور إلى اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة بين عائلتي التركي الحمد وخلفان الحمد في قرية الحريجية بريف ديرالزور الشمالي، وسط مناشدات الأهالي لشيوخ العشائر بالتدخل السريع لحل النزاع بين الطرفين، لمنع وقوع قتلى بين الطرفين.

وتزايدت حوادث الاقتتال العشائري في الآونة الأخيرة سواءً في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أو في مناطق سيطرة المعارضة السورية، بالإضافة إلى مناطق سيطرة النظام، كما توسعت رقعة الاقتتالات منذ بداية شهر رمضان، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.

المساهمون