ارتفاع عدد قتلى الغارات الأردنية جنوبيّ سورية إلى 9

ارتفاع عدد قتلى الغارات الأردنية جنوبيّ سورية إلى 9 والأهالي يستنكرون

18 يناير 2024
ما زال بحث الأهالي جارياً عن ضحايا أو مصابين جراء القصف الأردني جنوبي سورية(العربي الجديد)
+ الخط -

ارتفع عدد قتلى الغارات التي شنّها سلاح الجو الأردني في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس على تجمعات مدنية في بلدتي عرمان وملح جنوبيّ السويداء، جنوبيّ سورية، إلى 9 أشخاص، فيما لا تزال امرأة تحت الأنقاض، فضلاً عن تدمير العديد من المنازل.

وبحسب موقع الراصد الإعلامي في محافظة السويداء، فإنّ الضربات الجوية الأردنية على بلدة عرمان أوقعت خمسة قتلى مدنيين، بينهم امرأتان، ونتج منها عدد غير معروف حتى اللحظة من الجرحى والقابعين تحت الأنقاض، حيث يحاول الأهالي البحث بين الأنقاض عن أي قتلى جدد أو مصابين. 

وبحسب مصادر "العربي الجديد" في بلدة ملح، فإنّ غارة جوية استهدفت مزرعة نتج منها إصابة راعي أغنام بجراح متوسطة وتدمير في المكان.

وهذه الغارات التي تستهدف تجمعات سكنية مدنية في قرى محافظة السويداء الحدودية مع الأردن هي الرابعة خلال شهر، بذريعة مكافحة مهربي المخدرات، في الوقت الذي يذهب ضحيتها مدنيون أبرياء، وفق الأهالي.

ورغم الدمار الهائل الذي أحدثته الغارات في بلدة عرمان، إلا أن مسؤولي النظام السوري في المنطقة لم يحاولوا مساعدة الأهالي على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، متجاهلين المناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفرق الدفاع المدني والإطفاء.

وتحدثت إحدى القاطنات في بلدة عرمان لـ"العربي الجديد" عن الخوف والرعب الذي عاشته مع أطفالها من جراء الغارات الأردنية، مضيفة: "مهما كان الجرم المطلوب بسببه أي شخص، فهذا لا يسوغ لأي جهة ارتكاب مجزرة بحق مواطنين أبرياء وشيوخ ونساء وأطفال".

ووصفت لحظة القصف بـ"الكابوس المرعب"، مردفة: "في تلك اللحظة احتضنت طفليَّ الصغيرين، ولم أعد أقوى على الوقوف، كنت أبكي وأسأل الله النجاة لهذين الصغيرين اللذين لا ذنب لهما في ما يجري".

وناشدت المجتمع المحلي والدولي وضع حدّ لما يحصل من خلال حملات أهلية على تجار المخدرات الذين اعتبرتهم السبب الأساسي في ما يحدث من ترهيب ودمار وقتل.

ويجمع عدد من أهالي محافظة السويداء على أن الفاعل الرئيسي في ملف المخدرات هو حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة من جيش النظام السوري، ويرون أن من واجب الأردن ضرب تجمعاتهم بعيداً عن المدنيين الأبرياء بحجة مكافحة المخدرات.

واعتبر الناشط المدني محمد الزغير (الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية) أنّ ما يقوم به سلاح الجو الأردني "ليس أكثر من استعراض أرعن لم ينتج منه إلا سفك المزيد من دماء المدنيين الأبرياء، فيما يقبع المذنبون الحقيقيون قبالة الأردن أحياءً يرزقون يعاينون الدمار الذي يحلّ بمن لا ذنب لهم، ويستمرون في نشاطهم بإدخال المزيد من شحنات المخدرات إلى الأردن".

ويقول الزغير لـ"العربي الجديد: "الحل ليس في قصف مدنيين آمنين، بل في قصف المنبع إن أراد الأردن الوصول إلى الحل الشافي والمخلص للمشكلة"، مضيفاً: "الجميع يعلم حتى في الأردن أن المخدرات تُصنَّع وتُعبَّأ وتخرج من أماكن محددة في عمق البادية، ثم تنقل إلى قرب الحدود، بالتالي فإن جزّ صوف الخراف أفضل من سلخ جلود الحملان، وإلا فلن يجلب القصف الأردني أي نتيجة حقيقية يجنبه شرّ المهربين، بل ستكون دماء الأبرياء من المدنيين برقبته".

وكان أهالي القرى الحدودية والعشائر التي تقطن بالقرب من الحدود الأردنية قد أصدروا، أمس الأربعاء واليوم الخميس، بيانين منفصلين، تبرأوا خلاله من ضلوعهم بأي نشاطات تتعلق بتهريب المخدرات، متعهدين بمدّ يد العون للأردن للقضاء على هذه الظاهرة، ومناشدين أصحاب القرار في الأردن عدم قصف أماكن التجمعات المدنية لما لها من آثار مدمرة تطاول الأبرياء من أبناء هذه القرى، فيما ينجو المذنبون الحقيقيون.

كذلك ناشد الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين، الأردن إيقاف القصف والابتعاد عن التجمعات المدنية من أبناء القرى والعشائر، و"أن تكون المعالجة باتجاه المهربين والداعمين لهم حصراً"، كما قال.