اختبار جاهزية القوات الأمنية في بغداد.. استعدادات لتجدد الاعتصامات؟

21 سبتمبر 2022
أكد قائد العمليات المشتركة أن الممارسات الأمنية طبيعية ولا تدعو للقلق (فرانس برس)
+ الخط -

أثارت عمليات الانتشار الأمنية الليلية التي تنفذها القوات العراقية في العاصمة بغداد، منذ يومين، والتي تتضمن إجراءات أمنية مشددة، قلق الأهالي من تجدد مشاهد الصدامات والاعتصامات في ظل أزمة سياسية تعصف في البلاد لم يتم التوصل فيها إلى أي حلول بعد.

وشهدت العاصمة بغداد، نهاية أغسطس/ آب المنصرم، مواجهات دامية، على أثر إعلان زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، إذ تظاهر المئات من أنصاره داخل المنطقة الخضراء وخارجها وفي المحافظات الأخرى، واشتبكوا مع أمن "الحشد الشعبي"، ما تسبب بمقتل أكثر من 22 متظاهراً وجرح أكثر من 200، وسط ارتباك أمني شهدته العاصمة.

ومع انتهاء الهدنة غير المعلنة بين طرفي الأزمة "التيار الصدري" و"الإطار التنسيقي" الأحد الماضي، إثر انتهاء الزيارة الأربعينية في كربلاء، تجددت المخاوف من عودة أنصار الصدر إلى الشارع مجدداً، في ظل إصرار "التنسيقي" على استئناف عمل البرلمان، والتوجه نحو تشكيل الحكومة، وهو ما يتعارض مع توجهات الصدر الذي يريد حلّ البرلمان والتوجه نحو انتخابات مبكرة.

وليومين متتابعين أجرت القوات الأمنية في بغداد، ممارسة أمنية ليلية في العاصمة، والتي شهدت شبه حظر شامل على التجول بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر، إذ أغلقت مداخل ومخارج العاصمة وأغلب شوارعها، وانتشرت القوات في الشوارع بشكل مكثف.

الخفاجي: الممارسات الأمنية طبيعية ولا تدعو إلى القلق

وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، أنّ "الممارسة الأمنية شملت ليل الاثنين جانب الرصافة من بغداد، وستشمل جانب الكرخ أيضاً"، مبيّناً أنّ "الممارسة الأمنية تهدف إلى إشاعة الأمن والاستقرار، فضلاً عن فحص جاهزية القوات الأمنية من ناحية رد فعلها السريع وتحركها وممارسة القيادة والسيطرة والاتصالات".

وأكد أنّ "الممارسات الأمنية طبيعية ولا تدعو إلى القلق".

وأثارت تلك الممارسات الأمنية "غير المسبوقة" قلق أهالي العاصمة بغداد، من عودة جديدة لنزول أنصار أطراف الأزمة السياسية العراقية إلى الشارع، وإمكانية تجدد الصدامات المسلحة، وعودة مشاهد العنف إلى العاصمة.

وتداول ناشطون ومواطنون عراقيون مقاطع فيديو وصوراً للانتشار العسكري والقطوعات التي تشهدها العاصمة، فيما لم يبدُوا تفاعلاً مع تطمينات القيادات الأمنية لهم.  

وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

المساهمون