البرتغال والأرجنتين تحتفيان باحتضان الجزائر لمعارضي الديكتاتورية من البلدين في السبعينيات

24 مارس 2022
استقبلت الجزائر في سبعينيات القرن الماضي معارضين للأنظمة الديكتاتورية (نورفوتو/Getty)
+ الخط -

استذكر مسؤولون برتغاليون وأرجنتينيون في الجزائر ذكرى احتضان الجزائر لمعارضين سياسيين منفيين خلال فترة حكم الأنظمة والدكتاتوريات العسكرية في كل من البرتغال والأرجنتين، وإسهامها في دعم نضالاتهم ضد هذه الأنظمة.

وقال وزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوشتو سانتوش سيلفا، مساء أمس الأربعاء، في تصريح، عقب استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنّ "البرتغال عليها دين للجزائر لأنها لعبت دوراً هاماً في مسار دمقرطة البرتغال، ودعمت المعارضة الديمقراطية ضد الديكتاتورية في البرتغال"، في فترة حكم العسكريين بقيادة الجنرال سالازار، مشيراً إلى أنّ الجزائر لعبت دوراً بارزاً في عام 1975، حيث تم "التوقيع على اتفاقية سمحت باستقلال العديد من الدول الأفريقية، التي استعمرت من طرف البرتغال، في الجزائر وهو ما شكّل ميلاد دول تتحدث اللغة البرتغالية".

وفي نفس السياق أكد سفير جمهورية الأرجنتين في الجزائر، ماريانو سيمون بادروس، الثلاثاء الماضي، في مؤتمر حول "الجزائر والوطن العربي في أدب الرحالة الأميركيين اللاتينيين في القرنين 19 و20"، نظمته جامعة مستغانم، أنّ "هناك علاقات تاريخية بين الجزائر والأرجنتين ساعدت على مد جسور التبادل بين المنطقتين المغاربية والأميركية اللاتينية، حيث للجزائر مكانة هامة في الذاكرة الأرجنتينية"، بفعل إسهام الجزائر في احتضان المعارضين والمثقفين الأرجنتينيين في سبعينيات القرن الماضي.

وفي 24 مارس/آذار من كل عام تعود ذكرى وصول واستقبال الجزائر لمعارضين أرجنتينيين، أُجبروا على المنفى خلال فترة الدكتاتورية التي عرفتها الأرجنتين، حيث احتضنتهم الجزائر ما بين 1976 و1983.

والعام الماضي، كانت الأرجنتين قد خصصت الاحتفال باليوم الوطني لـ"الذاكرة والحقيقة والعدالة"، للإشادة بالجزائر حيث أحيا الرعايا الأرجنتينيون، الذين كانوا من بين أفراد عائلات لاجئين سياسيين سابقين في الجزائر خلال سنوات الدكتاتورية، المناسبة في تظاهرة تضمنت اعتراف الأرجنتين للجزائر بدعمها للمعارضين الأرجنتينيين الذين أجبروا على المنفى، خلال سيطرة العسكريين على السلطة  في ما عرف بـ"مسار إعادة التنظيم الوطني"، كما تم غرس نخلة استقدمت من الجزائر في ساحة بمدينة روزاريو.

وإضافة إلى معارضين ومنفيين من البرتغال والأرجنتين، كانت الجزائر، في السبعينيات وبداية الثمانينيات، احتضنت لسنوات عدداً من المعارضين من تشيلي، خلال حكم الدكتاتور بينوشي بعد مقتل الرئيس سلفادور الليندي، الذي كان صديقاً للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين.

وقبل أشهر نشر الرئيس التنفيذي للحركة الاشتراكية في تشيلي، ستيبان سيلفا كوادرا، كتاباً حول لجوء المعارضين لنظام بينوشي إلى الجزائر غداة انقلاب 11 سبتمبر/أيلول 1973، وتضمن الكتاب صوراً موثقة للتضامن التلقائي والدعم القوي الذي قدمته الجزائر للاجئين السياسيين التشيليين، ما تسبب في تجميد العلاقات بين الجزائر وتشيلي، إلى غاية استئناف العلاقات الدبلوماسية عام 1990 بعد سقوط نظام بينوشي.