احتدام الاشتباكات في البادية السورية.. وتواصل الاغتيالات بمخيم الهول

09 يناير 2021
قوات النظام تواصل أعمال القصف (فرانس برس)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري، فجر اليوم السبت، مناطق ريف إدلب الجنوبي، فيما تواصل قوات النظام مدعومة بالطائرات الحربية الروسية تمشيط مناطق انتشار تنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية
وفي شرق البلاد سقط المزيد من القتلى في مخيم الهول، بينما تتصاعد احتجاجات الأهالي ضد سياسات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام قصفت فجر اليوم قرى وبلدات الفطيرة وسفوهن وكنصفرة ومحيط فليفل وبينين في ريف إدلب الجنوبي، فيما حلقت طائرات استطلاع في أجواء المنطقة.
في غضون ذلك، تواصل الطائرات الحربية الروسية شنّ غارات في البادية السورية على مناطق انتشار تنظيم "داعش" بريف حماة الشرقي، وسط استمرار الاشتباكات بين عناصر التنظيم وقوات النظام. وتفيد المعلومات بأن التنظيم استطاع التقدم والسيطرة على نقاط في منطقتي الشاكوزية والرهجان. ولم تتمكن قوات النظام من احتواء هجمات التنظيم حتى الآن على الرغم من المشاركة الروسية الكبيرة والتي تمثلت في أكثر من 130 غارة شنتها طائراتها الحربية خلال 48 ساعة الماضية، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي أضاف أن 19 عنصراً في قوات النظام والمسلحين الموالين له، و12 من عناصر تنظيم "داعش" قتلوا خلال 48 ساعة الفائتة جراء القصف والاشتباكات بين الطرفين.

من جهتها، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية مساء أمس الجمعة، أن عناصر التنظيم حاولوا التسلل باتجاه مواقع قوات النظام على محور بلدة الرهجان بريف السلمية الشمالي الشرقي، شرق محافظة حماة، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين لعدة ساعات، فيما شنّ الطيران الحربي الروسي سلسلة من الغارات في منطقة الرهجان. ولم تذكر الوكالة أي تغير في خريطة السيطرة، وكذلك لم تذكر وقوع خسائر بين الجانبين.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن النظام وروسيا يحاولان التضخيم من حجم وجود تنظيم "داعش" في البادية السورية لتبرير محاولات التوسع في المنطقة، والظهور بمظهر من يحارب الإرهاب قبيل الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام القيام بها منتصف العام الجاري. ويقتصر وجود التنظيم هناك على خلايا صغيرة بأسلحة فردية، بينما ينتشر في المنطقة رعاة الأغنام، الذين تعمل قوات النظام ومليشياتها على سلبهم أغنامهم، ما يسبّب اندلاع اشتباكات بين الطرفين، فيدعي النظام أنهم من تنظيم "داعش".
 من جهة أخرى، وصلت شاحنات محملة بصناديق مغلقة للحرس الثوري الإيراني أمس الجمعة إلى الحدود السورية – العراقية بريف دير الزور الشرقي.
وقال موقع "عين الفرات" المحلي، إن الشاحنات محملة بصناديق كبيرة مغلقة دخلت البوكمال شرقي دير الزور برفقة سيارات دفع رباعي للحرس الثوري، موضحاً أنها وصلت من خلال معبر السكك غير الشرعي الخاضع لسيطرة "حزب الله" العراقي.
وذكر الموقع أن الشاحنات وصلت إلى منطقة الصناعة في البوكمال التي تعتبر منطقة عسكرية تضم عشرات المقرات للمليشيات الإيرانية.

من جهة أخرى، أكدت مصادر كردية سورية، اليوم السبت، عودة الهدوء إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، بعد إتمام عملية التبادل للمعتقلين. ونقل موقع "باسنيوز"، عن مصادر لم يسمها، أن قوات "الأسايش التابعة للإدارة الذاتية أطلقت سراح ضابط و13 عنصراً من عناصر النظام السوري، اعتقلتهم خلال الأيام الماضية، فيما أطلقت قوات النظام قيادياً في "قسد"، وذلك بعد اتفاق بين الجانبين لتهدئة الأوضاع وعودة الاستقرار إلى المدينة.
وقصفت الطائرات الحربية الروسية منطقة تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية "تحييد" عنصرين من "قسد" شمالي سورية.
كذلك أحبطت قوى الشرطة والأمن العام الوطني في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، اليوم السبت، تفجيراً إرهابياً داخل أحد المحال التجارية في المدينة، وفق ما أعلنت الشرطة عبر صفحتها في "فيسبوك".

اغتيالات واحتجاجات

إلى ذلك، فجّر مسلح قنبلة كانت بحوزته في القسم الثالث داخل مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي، وذلك في أثناء مطاردته من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" بعد أن قتل عنصراً منها بمسدس مزود بكاتم صوت.
وقال بيان صادر عن قوات "الأسايش" التابعة لـ"قسد" أنه خلال مطاردة الشخص المذكور ومحاصرته في أحد أبنية المخيم، فجر قنبلة يدوية كانت بحوزته، ما أدى إلى مقتله، كذلك أدى الاشتباك إلى مقتل عنصر من "الأسايش".
وفي ريف دير الزور الشرقي، انشق قيادي عن صفوف "قسد" لرفضه اعتقال شخص مشارك في مظاهرات احتجاجية ضد المليشيا.
وبحسب موقع "عين الفرات" المحلي، فإن قائد "قسد" في ناحية هجين شرق دير الزور المدعو إنكين طلب من قيادي آخر يدعى سرحد اعتقال شقيقه لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضد "قسد" أمس الجمعة، لكنه رفض الأمر وانشق عن صفوف المليشيا لينضم إلى المظاهرات الاحتجاجية.

و أغلقت يوم أمس جميع المدارس في محافظة دير الزور أبوابها، احتجاجاً على قرار "قسد"، القاضي بسوق المعلمين إلى التجنيد الإجباري.
وكانت "قسد" قد دعت جميع الدوائر التابعة لها إلى رفع أسماء الموظفين لديها من مواليد 1990 حتى 2001، بهدف سوقهم للتجنيد الإلزامي في صفوفها، وفصل كل من يعارض القرار.

مقتل 275 واعتقال 751 شخصاً في درعا

من جانب آخر، شهد العام الماضي تصاعداً في وتيرة عمليات الاغتيال في محافظة درعا، جنوبي سورية، بالتزامن مع استمرار عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري للمدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة السابقين من جانب قوات النظام السوري.
وذكر "مكتب توثيق الشهداء" في محافظة درعا، أمس الجمعة، أنه وثق مقتل 275 شخصاً عام 2020، بارتفاع نسبته 25% عن أعداد القتلى خلال عام 2019، مشيراً إلى أن من بين هذا العدد قتل 26 في أثناء وجودهم خارج محافظة درعا، معظمهم خلال الاشتباكات ضد قوات النظام في شمال غرب سورية التي انخرط فيها مقاتلون من محافظة درعا ممن وصلوا إلى هناك ضمن عمليات التهجير مع عدة آلاف من المهجرين قسراً. وأوضح أن هذه الأرقام لا تتضمن الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام.


وأضاف المكتب المتخصص في توثيق ما يحدث في محافظة درعا، أنه بعد أن سيطر النظام السوري على المحافظة في النصف الثاني من عام 2018، وانخراط الفصائل في اتفاقيات "التسوية"، توقفت العمليات العسكرية والقصف بشكل كامل، وتراجع عدد القتلى والضحايا إلى الحد الأدنى منذ بدء الثورة السورية. لكن عام 2020 شهد تصاعداً متواتراً في عمليات القتل والاغتيال بالتزامن مع استمرار عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري للمدنيين ومقاتلي فصائل "التسوية" وأيضاً للمنشقين المنضمين إلى الاتفاقية.

وختم التقرير بالقول إنه بموجب "اتفاقات التسوية" مع فصائل المعارضة السابقة، فإن مؤسسات النظام السوري، الأمنية والعسكرية والمدنية، أصبحت ملزمة بتأمين كل ما يلزم لتعود الحياة إلى طبيعتها في المحافظة، ابتداءً من الحفاظ على الأمن، وصولاً إلى تقديم كل أنواع الخدمات، لكن طوال هذه الفترة، لم تصل المحافظة إلى أي استقرار، وخاصة من الناحية الأمنية، إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي، والنقص الشديد في الخدمات الأساسية.

المساهمون