من المنتظر أن تعقد القوى السياسية العراقية الحليفة لإيران، والمنضوية تحت مسمى "قوى الإطار التنسيقي"، اجتماعاً حاسماً خلال الساعات القليلة المقبلة، تزامناً مع تقارير محلية، لم يتسنّ التأكد من دقتها من مصادر مستقلة، تفيد بوصول قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، إلى بغداد، في زيارة غير معلنة هي الثانية له خلال أقل من أسبوعين.
ووفقا لما أكدته مصادر سياسية مطلعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، فإن اجتماع قوى "الإطار التنسيقي" يأتي لبحث خيارات التحالف بعد القرار الصادر عن المحكمة الاتحادية، الذي رد دعوى الطعن المقدمة في شرعية الجلسة الأولى للبرلمان.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد تطورات سياسية متسارعة منذ ساعات، عقب إصدار القضاء حكما بدستورية الجلسة الأولى للبرلمان، وإلغاء قرار سابق بتعليق عمل رئيس البرلمان ونائبيه. إذ أجرت عدة كتل سياسية، بينها كردية، لقاءات مختلفة، وسط تضارب واختلاف في الآراء بشأن المدة الدستورية المتبقية لانتخاب رئيس الجمهورية، بعد رفض القضاء دعوى الطعن المقدمة في شرعية الجلسة الأولى للبرلمان، والتي تمخّض عنها فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية، حيث يقضي الدستور بمهلة 15 يوما فقط من تاريخ الدعوة.
وقال مصدر سياسي مطلع في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "قوى الإطار التنسيقي ستعقد، مساء اليوم، اجتماعا مهما تناقش فيه قرار المحكمة الاتحادية القاضي بدستورية الجلسة الأولى للبرلمان، وكذلك آخر نتائج الحوارات مع الكتلة الصدرية. كما أن الاجتماع ربما يتخذ فيه قرار مهم لقوى الإطار التنسيقي بشأن الذهاب إلى المعارضة أو نحو مقاطعة العملية السياسية".
في المقابل، قال القيادي في الإطار التنسيقي عائد الهلالي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "اجتماع الإطار التنسيقي، والذي سيعقد في منزل المالكي (رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي) مساء اليوم، سيكون مهما جداً، وسيكون هناك قرار مهم يخص مستقبل الإطار في العملية السياسية في العراق".
وبيّن الهلالي أن "قوى الإطار التنسيقي تبحث بجدية قضية مقاطعة العملية السياسية، أو مشاركة كل أطراف الإطار في تشكيل الحكومة الجديدة مع التيار الصدري، ولا يوجد خيار ثالث للإطار التنسيقي إطلاقاً"، بحسب قوله.
وأكد أن "الإطار التنسيقي مصرّ على مشاركة كل أطرافه، وعلى رأسهم المالكي، في الحكومة الجديدة، ولن يتنازل عن أي طرف من أجل المشاركة في الحكومة التي يريد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تشكيلها، وهذا الأمر أبلغ به الصدر، ولا تراجع عنه إطلاقاً".
في الأثناء، قالت تقارير محلية عراقية إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، يصل إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة غير معلنة، لعقد اجتماعات مع القوى السياسية العراقية، لمناقشة ملف تشكيل الحكومة الجديدة، وآخر نتائج المفاوضات بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري.
ونقلت وكالات أنباء عراقية محلية عن مصادر قولها إن زيارة قاآني الجديدة للعراق "لن تقتصر على عقد اجتماعات مع القوى السياسية الشيعية فقط، بل تتعدى إلى أطراف أخرى".
ولم يتسنّ لـ"العربي الجديد" التأكد من دقة التقارير التي تتحدث عن وصول المسؤول الإيراني إلى بغداد، لكن سياسيا بارزا في بغداد، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"العربي الجديد" إنه "كان متوقعا عودته، إن لم يكن الآن، فسيصل لاحقا"، من دون أن يؤكد أخبار وصول قاآني من عدمها.
وتأخذ أزمة تشكيل الحكومة في العراق منحى تصاعدياً بين "التيار الصدري"، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، الساعي لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية"، وقوى "الإطار التنسيقي" الحليفة لإيران، والتي ترفض طروحات الصدر وتريد حكومة توافقية.
ويثير التقارب الواضح بين "التيار الصدري" وتحالفي "عزم" و"تقدّم" والقوى الكردية، وتوجهها نحو تشكيل حكومة أغلبية وطنية، مخاوف "الإطار التنسيقي" من تحجيم خياراته للمرحلة المقبلة، ما دفعه إلى البحث عن مخرج للأزمة.