بيان اجتماع عمان التشاوري حول سورية: إنهاء الأزمة واللاجئون والمخدرات

01 مايو 2023
الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية عرب مع النظام السوري (جوردان بيكس/Getty)
+ الخط -

اختُتم اليوم، الإثنين، في العاصمة الأردنية عمان اجتماع تشاوري لوزراء خارجية كل من: الأردن والسعودية والعراق ومصر والنظام السوري، وذلك لتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ويأتي بعد أسبوعين من اجتماع سابق عُقد في جدة.

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي إن الاجتماع كان إيجابياً وناقش العديد من الطروحات حول الأوضاع في سورية، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع لا يمثل جميع الدول العربية، وأضاف، خلال تصريحات صحافية عقب انتهاء الاجتماع، أن قرار عودة سورية إلى جامعة الدول العربية يتم اتخاذه وفق آليات عمل الجامعة.

وقال الصفدي: "انطلقنا في هذا الاجتماع من مساعينا وجهودنا المشتركة في استعادة سورية أمنها واستقرارها وعافيتها"، موضحاً أن السبيل لذلك هو "حل سياسي ينهي الأزمة ويحفظ وحدة سورية وتماسكها وسيادتها ويلبي طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب ويتيح ظروف العودة الطوعية الآمنة للاجئين"، وأشار إلى أنهم التقوا مع وزير خارجية النظام السوري "ممثلين لأنفسنا ولأشقائنا الذين حضروا ذلك الاجتماع ولسنا ممثلين عن بقية الدول العربية".

وأضاف الصفدي إن لقاء اليوم "بُني على تفاهمات أنجزت بين أشقائنا استناداً إلى المبادرة الأردنية القائمة على أن يكون هناك دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية، وفق منهجية خطوة مقابل خطوة بما ينسجم مع القرار 2254، وبما يؤدي إلى معالجة الأزمة وكل تداعياتها استناداً إلى مبادرة أشقائنا في المملكة العربية السعودية وإلى الجهود التي قامت بها كل الدول العربية التي كانت في إطار عملية التنسيق هذه".

أولوية إنهاء "الأزمة السورية"

وجاء في البيان الختامي للاجتماع أن هذا الاجتماع يمثل بداية للقاءات ستتابع إجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل للأزمة السورية ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية.

ووفق البيان، أكد الوزراء أولوية إنهاء الأزمة وكل ما سببته من قتل وخراب ودمار ومن معاناة للشعب السوري ومن انعكاساتٍ سلبيةٍ إقليمياً ودولياً، عبر حل سياسي يحفظ وحدة سورية وتماسكها وسيادتها، ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، ويساهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة منها، وبما يحقق المصالحة الوطنية، ويعيد لسورية أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها.

واتفق الوزراء مع وزير خارجية النظام السوري، بحسب البيان، على أجندة المحادثات التي ستتواصل وفق جدولٍ زمنيٍ يتفق عليه، وبما يتكامل مع "كافة الجهود الأممية وغيرها ذات الصلة بالوضع الإنساني والأمني والسياسي"، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لكل من يحتاجها من الشعب السوري في جميع أماكن وجوده في سورية، بالتعاون والتنسيق بين الحكومة السورية وهيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة.

عودة اللاجئين

ودعا الوزراء إلى تعزيز التعاون بين النظام السوري والدول المستضيفة للاجئين والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح.

وأشاروا إلى أهمية أن تبدأ حكومة النظام السوري وبالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، بتحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة المقدمة في مناطق عودة اللاجئين للنظر في توفير مساهمات عربية ودولية فيها مع توضيح الإجراءات التي ستتخذها لتسهيل عودتهم، بما في ذلك شمولهم بمراسيم العفو العام.

وطالبوا بتكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، بما في ذلك في المناطق التي يُتوقع عودة اللاجئين إليها، وبما يفضي إلى تحسين البنية التحتية اللازمة لتوفير العيش الكريم للاجئين الذين يختارون العودة طوعياً إلى سورية، وأن تُتخذ خطوات مماثلة لحل قضية النازحين داخلياً، وبما في ذلك قضية مخيم الركبان.

وأشاروا إلى أهمية التعاون بين النظام السوري والحكومة الأردنية وبالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، في تنظيم عملية عودة طوعية لحوالي ألف لاجئ سوري في الأردن، وبحيث تضمن الحكومة السورية توفير الظروف والمتطلبات اللازمة لعودتهم.

وأكد الوزراء على تعزيز التعاون لدفع جهود تبادل المختطفين والموقوفين والبحث عن المفقودين، وأهمية التعاون بين النظام السوري والدول المعنية والأمم المتحدة في بلورة استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وتنظيماته.

ودعا البيان للعمل على دعم النظام السوري ومؤسساته في أي جهود مشروعة لبسط سيطرته على أراضيه وفرض سيادة القانون، وإنهاء وجود الجماعات المسلحة والارهابية على الأراضي السورية.

الاتجار بالمخدرات

وبالنسبة للاتجار بالمخدرات، طالب البيان بتعزيز التعاون بين النظام ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار. وفي هذا السياق، ستتعاون سورية مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/ أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سورية وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنهاء هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها.

واتفق الوزراء على أن تعمل الدول المشاركة في الاجتماع مع الدول الشقيقة والمجتمع الدولي لمقابلة الخطوات الإيجابية السورية بخطوات إيجابية للبناء على ما يُنجز، والتدرج نحو التوصل لحل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق والتبعات الكارثية للأزمة السورية، ويحقق المصالحة الوطنية.

وعقد الصفدي ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد اجتماعاً قبيل انطلاق أعمال الاجتماع. واستعرض الصفدي الجهود المبذولة لإطلاق دور عربي قيادي للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية بناءً على المبادرة الأردنية والطروحات العربية الأخرى، كما بحث الوزيران بعدة قضايا ثنائية، كأمن الحدود، ومكافحة تهريب المخدرات، والمياه، واللاجئين.

ويأتي اجتماع عمّان قبيل القمة العربية المزمع عقدها في الرياض في 19 مايو/ أيار الحالي، في الوقت الذي لا تزال فيه عضوية سورية معلقة في جامعة الدول العربيّة منذ عام 2011.

الصفدي يطلع وزراء عرب على نتائج اجتماع عمان بشأن سورية

أجرى الصفدي اتصالات هاتفية مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية، أطلعهم خلالها على مخرجات الاجتماع.

ووضع الصفدي، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، نظراءه العرب في صورة تفاصيل الاجتماع الذي انتهى بإعلان بيان عمان الذي شمل توافقات على عدد من الخطوات للتدرج نحو حل الأزمة ومعالجة تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية.

وقد أجرى الصفدي اتصالات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، والعماني بدر البوسعيدي، والكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، والمغربي ناصر بوريطة، واللبناني عبد الله بو حبيب.

مسؤول سعودي: اللقاءات مع النظام السوري اختبار لمدى جديته

في غضون ذلك، قال مسؤول سعودي، الإثنين، متحدثاً عن إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، إن اللقاءات التي تجري مع النظام ستختبر مدى جديته.

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن مسؤول سعودي قوله: "توصلنا إلى إجماع حول عدد من القضايا ونريد من النظام أن ينجزها"، مبيناً أن "اللقاءات التي تجري مع النظام ستختبر ما إذا كان الأسد جاداً أم لا".

وأشار المسؤول السعودي إلى أن "فتح قناة النقاش مع سورية لا يعني أن الأمور تمت تسويتها"، لافتاً إلى أنه "بدون قناة نقاش لا يمكننا التفاوض بشأن ما نريد"، مشيراً إلى أن "إعادة سورية إلى جامعة العربية لم تكن شرطاً في المباحثات مع إيران".

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها، أن رأس النظام السوري بشار الأسد رفض تقديم أي تنازلات لوزراء الخارجية العرب مقابل عودته للجامعة العربية.

وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد زار دمشق في 18 من إبريل/ نيسان الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة، وسبقت هذه الزيارة زيارة أجراها وزير خارجية النظام في 12 من إبريل الماضي للسعودية.

واستقبل بشار الأسد بن فرحان في قصر المؤتمرات، فيما بينت وزارة الخارجية السعودية في بيانٍ لها حينها أن الوزير بحث خلال الزيارة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي في سورية، موضحةً أن بن فرحان بحث الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة في سورية.

المساهمون