استمع إلى الملخص
- تحالف "العيون الخمس" يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ويُنظر إلى أنشطته في المحيطين الهندي والهادئ كجهود لاحتواء صعود الصين.
- وسائل الإعلام اليابانية ترى الاجتماع كدليل على أهمية اليابان استخباراتيًا، بينما تعتبره الصين تهديدًا لاستقرار المنطقة وتؤكد على دورها في تعزيز السلام.
أثار انعقاد اجتماع استخباراتي، أمس الأربعاء، لـ"العيون الخمس"، يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في اليابان حفيظة الصين، التي اعتبرت أن ذلك يعكس سعي القيادة اليابانية للانضمام إلى هذا التحالف الدولي. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية إن هذه هي المرة الأولى التي يُعقد فيها مثل هذا الاجتماع في دولة غير عضو، وحذرت من حرص طوكيو على الانضمام إلى التحالف، مشيرة إلى أن اليابان ستبدو غريبة لأن دول "العيون الخمس" كلها من أصل أنكلو ساكسوني، وقالت إن المجموعة تستخدم حماس اليابان فقط لخدمة أغراضها الهيمنية.
ويعد التحالف الاستخباراتي المعروف باسم "العيون الخمس" اتفاقاً متعدد الأطراف للتعاون في مجال الاستخبارات ونشأ على صورة معاهدة سرية بشكل غير رسمي في ميثاق الأطلسي لعام 1941، قبل أن يُعلن عنه بشكل رسمي في عام 1946 من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتوسعت المعاهدة في السنوات التالية لتشمل كندا وأستراليا ونيوزيلندا. ولطالما أثارت أنشطة التحالف في منطقة المحيطين حفيظة الصين، التي تعتبر أن مثل هذه الأنشطة في جوارها الإقليمي تستهدف صعودها وتندرج ضمن المحاولات الغربية بقيادة الولايات المتحدة لاحتواء بكين.
ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلام يابانية أن قرار عقد الاجتماع في اليابان يعكس أهميتها المتزايدة كقاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ورغم أن هذا أول اجتماع يُعقد خارج دول "العيون الخمس" إلا أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها اليابان في مثل هذه الاجتماعات، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي شاركت قوات الدفاع الذاتي اليابانية في اجتماع في كندا لأول مرة.
هذا ونقلت الصحيفة الصينية عن تشو يونغ شنغ، نائب مدير مركز الدراسات اليابانية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، قوله إنه لطالما سعت اليابان إلى تعزيز مكانتها من خلال السعي للحصول على العضوية في تحالف "العيون الخمس"، وللحصول على هذا المنصب تسعى طوكيو جاهدة إلى مواءمة نفسها بشكل أوثق مع التحالف في مختلف المجالات، العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية.
وأضاف يونغ شنغ: "في حين تتزايد إمكانية أن تصبح اليابان العين السادسة، فإن العضوية المحتملة ستعتمد على المفاوضات بين الدول الأعضاء، حيث إن العيون الخمس ليست مجرد مجموعة لتبادل المعلومات الاستخباراتية، بل إنها متجذرة في التراث العرقي المشترك والعلاقات الثقافية، حيث إن جميع الأعضاء من أصل أنكلو ساكسوني. وعلى النقيض من ذلك، لا تشترك اليابان في نفس الخلفية العرقية والثقافية مع هذه البلدان، مما سيجعلها دخيلة في هذا السياق".
واعتبرت الصحيفة أن تحالف "العيون الخمس" يخلق تصوراً مفاده أن اليابان "ذات قيمة عالية" من خلال اختيار طوكيو لاستضافة الاجتماع، مضيفة أن هذه الشراكة تخدم أغراض الهيمنة التي تسعى إليها "العيون الخمس" عبر تشكيل معسكر المواجهة. وأشارت إلى أن الصين أظهرت دوراً أكثر تأثيراً في تعزيز السلام والتنمية في جميع أنحاء العالم في اجتماع قادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الذي اختتم أخيراً في البيرو، وقمة مجموعة العشرين في البرازيل، حيث أشاد المسؤولون المحليون بالدور المحوري للصين في تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.
وأضافت "غلوبال تايمز" أنه في مثل هذا الوقت من التغيير فإن إقامة علاقات أوثق مع تحالف "العيون الخمس"، أو حتى الانضمام إليه، لا يتماشى مع مصالح اليابان، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الياباني الذي أعيد انتخابه أخيراً، شيجيرو إيشيبا، كان منخرطاً بنشاط مع الصين. وأشارت إلى أن تحالف "العيون الخمس" عزز التفاعلات الاستخباراتية والعسكرية في المنطقة منذ أن أطلقت الولايات المتحدة استراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أدى إلى حالة كبيرة من عدم اليقين. وتوقعت في هذا السياق أن تتسبب الخطوة الأخيرة في مزيد من الاضطرابات بين الدول الإقليمية.