اجتماع أمني بالصومال لبحث مواجهة "حركة الشباب" بعد تزايد هجماتها

23 فبراير 2022
"حركة الشباب" تصعد عملياتها بالآونة الأخيرة (صداق محمد/ الأناضول)
+ الخط -

عقد رئيس الحكومة الصومالية، محمد حسين روبلي، الأربعاء، اجتماعاً أمنياً شارك فيه مسؤولون من بعثة قوات حفظ السلام الأفريقية العاملة في الصومال (أميصوم)، وذلك لبحث المستجدات الأمنية لمواجهة مخططات "حركة الشباب" التي صعَّدت هجماتها الانتحارية في الفترة الأخيرة.

وشهدت مقديشو ومناطق أخرى بالصومال في فبراير/ شباط الجاري هجمات انتحارية واستهداف مراكز الشرطة بالقنابل اليدوية وبالسيارات المفخخة وهجمات مباشرة نفذها عناصر من الحركة الموالية لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، وهو ما أثار مخاوف من شبح عودة الهجمات المسلحة، بعد نحو عقد من دحر "حركة الشباب" وإجبارها على الانسحاب من مقديشو.

وقال وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، في كلمة له بعد الاجتماع إنه ركز على مكافحة تنظيم "حركة الشباب" لضمان أمن وسلامة المجتمع الصومالي، موضحاً أنه تمت مناقشة العمليات الأمنية العسكرية التي يمكن اتخاذها ضد "حركة الشباب"، وسبل تعزيز وتكثيف الجهود الأمنية للتصدي لها.

وأشار محمد نور إلى أن الاجتماع الأمني أشاد بدور الجيش الصومالي في مكافحة عناصر "حركة الشباب" في إقليمي شبيلى الوسطى والسفلى جنوبي الصومال.

وأوضح وزير الدفاع أن تأمين مقديشو من بين القضايا الكبرى والتي ستشهد قريباً انتخاب رئاسة البرلمان بغرفتيه، إلى جانب الانتخابات الرئاسية في المرحلة القادمة، مؤكداً ضرورة تأمينها من خلال عملية عسكرية مشتركة بين الأجهزة الأمنية الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية.

وأضاف قائلاً "في القريب العاجل سيتحسن الوضع الأمني وهناك حملات عسكرية أمنية مخططة حالياً رداً على هجمات حركة الشباب المتكررة بهدف عرقلة سير عملية تنظيم الانتخابات البرلمانية وضرب استقرار البلاد".

أسبوع دموي

وشهدت الصومال أسبوعاً دموياً إثر تفجيرات متتالية في أنحاء متفرقة من البلاد، إلى جانب حملات أمنية استهدفت جيوباً تتبع "حركة الشباب" وسط وجنوب البلاد، حيث شن الجيش الصومالي أمس الثلاثاء حملة عسكرية في إقليم هيران وسط البلاد.

وقال رئيس أركان الجيش الصومالي، الجنرال أدواي يوسف، في حديث لوسائل إعلام محلية إن الهجوم العسكري للجيش ألحق خسائر فادحة بـ"حركة الشباب" بعد مقتل نحو 60 من مسلحيها، من بينهم قيادي.

وأضاف يوسف أن القوات الأمنية الصومالية نفذت عملية تمشيط واسعة لمطاردة مسلحي "حركة الشباب"، مؤكداً أنها أضرمت النار في مقار ومعاقل تابعة لها قال إنه كان يتم جمع الإتاوات فيها.

ويعد الهجوم جزءاً من حملات عسكرية تقوم بها فرق صومالية مدربة خصيصاً على مكافحة "حركة الشباب"، وتستمر تلك الحملات بشكل خاص في ثلاث ولايات؛ وهي جوبالاند وجنوب غربي الصومال وهرشبيلي.

وفي السياق، شهدت مدينة بوصاصو (شمالي شرق الصومال) أمس الثلاثاء تفجير عبوة ناسفة استهدفت موكباً لرئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني، ما تسبب بمقتل جنديين ضمن طاقم حراسته، فيما أصيب آخر بجروح.

ونجا رئيس الولاية من الهجوم الذي لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه.

وصباح السبت الماضي، شهدت مدينة بلدوين (وسط الصومال) تفجيراً بعدما فجر شخص كان يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه داخل مقهى شعبي، ما تسبب بمقتل 14 مدنياً وإصابة آخرين.

وقال مسؤول في الشرطة المحلية، يدعى محمود حسن، لوكالة "فرانس برس": إنّ عددا ممن أصيبوا بالتفجير قضوا في المستشفى متأثرين بجروحهم، مشيراً إلى وجود مسؤولين محليين في عداد القتلى.

وأضاف "هذا أسوأ هجوم رأيته في هذه المدينة". وأعلنت "حركة الشباب"، في بيان مسؤوليتها عن الهجوم، زعم أن من بين القتلى "مساعد حاكم منطقة حيران ومساعد رئيس الشؤون الاجتماعية في منطقة بلدوين ومساعد رئيس أجهزة الاستخبارات في بلدوين".

وشهدت مقديشو الأسبوع الماضي تفجيرات متتالية هزت مراكز تابعة للشرطة الصومالية، ما أدى إلى مقتل مدنيين عزل. وقبلها استهدف انتحاريون مسؤولين حكوميين، كان من بينهم الناطق باسم الحكومة محمد إبراهيم معلمو والذي أصيب بجروح نقل على إثرها إلى تركيا للعلاج مطلع فبراير/ شباط الجاري.

المساهمون