شهدت العاصمة العراقية بغداد، مساء أمس الثلاثاء، مناقشات موسعة وصفت بـ"الجدية"، حسب ما تسرب لـ"العربي الجديد"، بين قيادات قوات التحالف الدولي ونظرائهم العراقيين، تركزت على البدء بتنفيذ عمليات إنزال جوي في المناطق الوسطى والجنوبية من مدينة الموصل، لتسريع تقدّم القوات العراقية وكسر حالة التعثر التي لازمتها منذ أيام في معركتها لتحرير الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عراقية عسكرية رفيعة المستوى، أن معارك أمس شهدت جموداً في ثلاثة محاور، هي الشمالية والجنوبية والغربية، فيما تركزت المعارك في المحور الشرقي طيلة ساعات نهار الثلاثاء على القصف المتبادل والقنص بين الطرفين وسط عمليات إجلاء للمدنيين. وكشفت مصادر داخل مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي وعدداً من قيادات الجيش، عقدوا اجتماعاً مغلقاً مع قائد قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، الجنرال ستيفن تاونسند، الذي يرافقه في زيارته المفاجئة إلى بغداد عدد من أعضاء غرفة عمليات التحالف الدولي. وجرت خلال الاجتماع مناقشة مسألة البدء بعمليات إنزال جوي في عمق خطوط تنظيم "داعش" لإحداث خلخلة في صفوف قواته وعزل بعض المناطق لتسهيل تفكيك قبضته على المدينة، خصوصاً في المناطق الوسطى والجنوبية من الموصل.
جاء ذلك فيما قال عضو الحكومة المحلية لمحافظة نينوى، ابنيان الجربا، إن "جهاز مكافحة الإرهاب لم يعد قادراً لوحده على محاربة داعش وحماية المدنيين في الساحل الأيسر للموصل"، مؤكداً في تصريحات صحافية أمس، أن "الأمر بات صعباً للغاية ونحتاج إلى قوات من التحالف الدولي لمساعدتنا". أمر أكده عضو مجلس أعيان الموصل الشيخ هاشم الحمداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن "المعارك ستطول أكثر من المتوقع، ومن يرغب باستعادة الموصل يجب أن يضع بالحسبان أنه سيعرّض نحو مليون مدني للهلاك ومدينة كاملة للتدمير"، مضيفاً أن "الأمر يتطلب خططاً جديدة غير القصف اليومي".
في غضون ذلك، لم تحقق القوات العراقية تقدماً ملموساً على الأرض يوم أمس، خصوصاً في المحاور الجنوبية والشمالية والغربية التي بدت شبه جامدة من المعارك بعد سيل واسع من العمليات الانتحارية لتنظيم "داعش"، وسط خلافات حادة دبت في الوسط العسكري بالجيش العراقي بعد إعلان قطع الموصل عن سورية قبل أيام، وتقارير تؤكد استمرار توافد مقاتلين أجانب إلى المدينة قادمين من سورية.
بينما نفذت طائرات التحالف الدولي أكثر من 20 غارة على مواقع التنظيم داخل الموصل استهدفت فندق "سميراميس" ومبنى للبلدية ومبانٍ حكومية يرجح أنها مواقع لتنظيم "داعش". كما قصفت مصنعاً داخل الحي الصناعي، جنوب الموصل، بينما أكدت مصادر طبية مقتل 16 مدنياً وجرح نحو 30 آخرين بينهم نساء وأطفال.