كشفت مصادر مواكبة لمفاوضات فيينا، لـ"العربي الجديد"، أن الساعات الأخيرة تشهد اجتماعات ثنائية مكثفة وعاجلة بين أطراف المفاوضات ولجان الخبراء بشأن العقوبات والمسائل النووية، لمناقشة رزمتي المقترحات التي قدمتهما إيران مساء الأربعاء.
وأضافت المصادر أن الأطراف الغربية سترد خلال هذه الاجتماعات على المقترحات الإيرانية، مشيرة إلى أن هناك "تحفظات غربية عليها".
ولفتت هذه المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ستعقد على الأغلب اجتماعاً على مستوى رؤساء الوفود يوم غد الجمعة (نواب وزراء الخارجية لأطراف المفاوضات)، لمناقشة نتائج اجتماعات لجنتي الخبراء، واتخاذ قرار بشأن استمرار هذه الجولة من المفاوضات من عدمها.
في الأثناء، أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني عقد اجتماعاً، مساء اليوم، هو الثاني من نوعه خلال اليوم الخميس.
مباحثات إيرانية وأميركية مع غروسي
واستمراراً للمباحثات الثنائية ومتعددة الأطراف في فيينا، أجرى مدير عام وكالة الطاقة الذرية الدولية، رافائيل غروسي، اليوم الخميس، لقاءات منفصلة مع كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، والمبعوث الأميركي للشأن الإيراني رئيس وفد واشنطن إلى المفاوضات غير المباشرة مع طهران في فيينا، روبرت مالي.
وبُعيد لقائه مع غروسي، قال باقري كني، وفقاً للتلفزيون الإيراني، إن مباحثاته مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت "مثمرة بهدف استمرار التعاون الفني بين إيران والوكالة الدولية".
وأضاف باقري كني: "أكدت (خلال اللقاء) أن إيران عازمة على مشاركة فاعلة وإيجابية في الحوارات في فيينا والوكالة الدولية للطاقة لذرية يمكنها أن تلعب دوراً تقنياً إيجابياً".
إلى ذلك، قال غروسي، إنه أجرى اليوم مباحثات حول مفاوضات فيينا مع المبعوث الأميركي للشأن الأميركي، روبرت مالي، مضيفاً في تغريدة عبر "تويتر" أنه أكد خلال اللقاء على ضرورة قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تحقق لازمة.
كما أكد كبير المفاوضين الإيرانيين أن الوفد الإيراني لديه "وثيقة ثالثة" (مقترحات) لم يقدمها بعد إلى أطراف المفاوضات في فيينا، قائلاً إن هذه الوثيقة هي حول مدة التحقق من رفع العقوبات الأميركية بشكل عملي.
وأضاف باقري كني، وفق ما أوردته وكالة "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن المسودة الإيرانية بشأن عملية التحقق تتضمن مقترحات.
وأكد أن مسودة إيران بشأن رفع العقوبات لا تعتمد على مبدأ خطوة خطوة، في إشارة إلى أنها تطالب برفعها مرة واحدة.
وكان باقري كني قد قال في وقت سابق من اليوم الخميس إنه قدم مساء الأربعاء رزمتي مقترحات إلى أطراف المفاوضات في فيينا بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية.
إيران "غير متفائلة"
على صعيد مرتبط بمفاوضات فيينا، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مساء اليوم الخميس، في اتصال هاتفي مع نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي، أن بلاده ترحب بـ"مفاوضات جادة واتفاق جيد"، داعياً الأطراف الأخرى إلى "إبداء حسن النية". في حين، تشهد فيينا في الساعات الأخيرة اجتماعات عاجلة للجان الخبراء.
وأضاف أمير عبداللهيان، وفق بيان للخارجية الإيرانية، أن "الجمهورية الإسلامية شاركت في مفاوضات فيينا بعزم جاد وأجندة واضحة ومنطقية"، لكنه أكد في الوقت ذاته أنها "غير متفائلة بإرادة ونوايا أميركا والدول الأوروبية الثلاث"، في إشارة إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وتابع أن "المسؤولين الأميركيين من جهة يطالبون بالتفاوض والعودة إلى الاتفاق النووي ومن جهة أخرى يفرضون عقوبات على أشخاص وكيانات إيرانية".
وفي المقابل، كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال في وقت سابق من اليوم إنّ واشنطن غير متفائلة كثيراً بشأن استعداد إيران للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني رغم استئناف المفاوضات في فيينا، لكنه يعتقد أنه "لم يفت الأوان بعد".
وأضاف، في تصريحات للصحافيين في السويد، حيث يحضر اجتماعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أنه ناقش مسألة إيران في اجتماعين مع نظيريه الروسي والإسرائيلي، اليوم الخميس.
وقال، في ردّ على مطلب إسرائيل وقف المفاوضات فوراً: "يجب أن أقول لكم إنّ الإجراءات والتصريحات الأخيرة لا تدفعنا إلى التفاؤل. سنعرف خلال يوم أو يومين ما إذا كانت إيران جدية أم لا".