تواصلت السجالات والاتهامات المتبادلة بين وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ورئيس بلدية إسطنبول عن المعارضة أكرم إمام أوغلو، اليوم الأربعاء، على خلفية تحقيقات تتعلق بتوظيف مشتبه بهم أمنياً في البلدية التابعة للمعارضة.
والسجالات المتواصلة تسبق فترة الانتخابات التي بقي عليها أشهر، وتؤدي إلى استنزاف الأطراف السياسية وخاصة إمام أوغلو، المرشح الأبرز لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأعلن إمام أوغلو في مؤتمر صحافي بإسطنبول، أنه سيقدم شكوى قضائية في حق وزير الداخلية بإهمال واجباته ولديهم الوثائق في ذلك، وسيتم تقديم الشكوى لدى النيابة العامة وملاحقته.
وبرر إمام أوغلو ذلك بحديث سابق لوزير الداخلية أن "لا صلاحيات له في طرد المشبوهين من العمل، ولكن هناك وثائق عن موافقته في عام 2020 على طرد 15 عاملاً من شركات تابعة لبلدية إزمير الكبرى التابعة للمعارضة أيضاً".
وأكمل عمدة إسطنبول حديثه بالقول "بحسب القانون، الطرد من الوظيفة يكون بموافقة وزارة الخارجية، وهنا نسأل كيف قلت سابقاً أن لا صلاحية لكم؟ وبالتالي كيف تم طرد 15 شخصاً في إزمير باستخدام الصلاحيات، وفيما يتعلق بإسطنبول لم يتم استخدام الصلاحيات 8 أشهر".
وزاد "على وزير الداخلية أن يعلن أنه أهمل صلاحياته خلال هذه الفترة، مقابل ذلك كشف الوزير أنه أرسل التحقيقات بخصوص الموظفين إلى النيابة العامة، أي كان يمكنه استخدام صلاحياته، وبهذا تم إثبات إهمال صلاحياته بالوثائق، وسنتابع ذلك قضائيا".
واتهم إمام أوغلو وزير الداخلية بنشر صور أشخاص وأسمائهم رغم قرار من المحكمة الدستورية العليا بعدم طلب تحقيقات أمنية تتعلق بالموظفين، نافياً أن يكون لمن أعلن عن أسمائهم وزير الداخلية بوقت سابق، أي سجلات أمنية، رافضاً اتهامات الوزير قبل أيام.
وتصاعدت حدة السجالات مع إعداد وزارة الداخلية مؤخراً تقرير تحقيقاتها التي خلصت إلى تحديد 1668 مشتبهاً به تم توظيفهم في بلدية إسطنبول عقب انتخاب أكرم إمام أوغلو وتقديم التقرير للنيابة العامة قبل أيام.
وقد تسبب هذه القضية مواجهة إمام أوغلو دعوى قضائية جديدة، بعد أيام قليلة من تلقيه حكماً بالسجن لمدة تتجاوز عامين ونصف بسبب تلفّظه بكلمات غير لائقة بحق اللجنة العليا للانتخابات، وقد يعاني من الحرمان السياسي في حال تأكيد القرار.
وزير الداخلية كانت له كلمة عقب المؤتمر الصحافي الذي عقده إمام أوغلو، تناول فيها ما جاء في تهديدات عمدة إسطنبول، حيث أفاد "ما جاء في المؤتمر الصحفي إفلاس من عمدة إسطنبول، هل تم توظيف هؤلاء أثناء مروره من الطريق؟ لا يقول (إمام أوغلو) إنه لم يوظفهم، ولا يقول إنها افتراءات بحقه".
واتهم صويلو عمدة إسطنبول "بتوظيف شخص في البلدية أرسل أخاه إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، ولا يقول (إمام أوغلو) في تصريحاته إنه وظف من هم على علاقة بالمسلحين، وهذا لا مقابل له (قانونيا)، ولكن الدولة مكلفة بإجراء التحقيقات".
ورداً على سؤال حول نفي إمام أوغلو وجود مكالمات هاتفية بينه وبين وزير الداخلية، رغم أن صويلو كشف عن وجود شكاوي من قبل إمام أوغلو تتعلق بحزب الشعب الجمهوري المعارض وأنهم ضده، قال صويلو "جرى حتى الآن قرابة 40 مكالمة هاتفية بيني وبين إمام أوغلو، 29 مكالمة كانت بطلب من عمدة إسطنبول".
صويلو: جرى حتى الآن قرابة 40 مكالمة هاتفية بيني وبين إمام أوغلو، 29 مكالمة كانت بطلب من عمدة إسطنبول
وأضاف "11 مكالمة كانت من طرفي ردا على إمام أوغلو، وهذه أمور تحصل فلماذا يكذب؟ لا أدري لماذا يتوجب عليه إخفاء الأمر، كثيرون من رؤساء البلديات يتصلون معي وقد تكون أمور إنسانية".
وأوضح أن "إمام أوغلو يبتعد عن الحقائق وغارق في الكذب، لدي سجل بكل من اتصل بي، إمام أوغلو اشتكى من مضايقات مركز حزب الشعب الجمهوري، وبالتالي حصلت 20 مكالمة بيننا، 3 منها كانت مكالمات تعزية، ومكالمات أخرى".
ويعد إمام أوغلو أحد أبرز الأسماء المرشحة لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث تحاول أطياف المعارضة الاستفادة من هذه الأحكام والقضايا للدفع به، مستفيدة من تعاطف الشعب التركي مع المظلومية كما حصل مع أردوغان سابقاً.
وتزداد حدة الاستقطاب السياسي في تركيا مع قرب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى بعد أشهر.