على إثر تصاعد حدة الاتهامات المتبادلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقود حكومة إقليم كردستان العراق، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني المتنفذ بمحافظة السليمانية بقيادة بافل الطالباني، بعد استهداف مطار السليمانية، ليل أمس الجمعة، دعت رئاسة الإقليم إلى ضبط النفس والتحقيق بالملف.
وأكدت سلطات الإقليم أن المطار تعرض إلى "انفجار مجهول"، وقد طاول السياج الخارجي للمطار وتسبب باندلاع حريق من دون تسجيل أي إصابات.
وحاولت إدارة المطار نفي وقوع التفجير في حينه، إلا أنها عاودت الاعتراف بوقوعه محاولة التقليل من خطورته، فيما اعتبرت حكومة الإقليم، على لسان المتحدث باسمها جوتيار عادل، أن التفجير ناتج عن "الإدارة الضعيفة لمؤسسات الدولة بالسليمانية"، في إشارة الى حزب الطالباني، مضيفاً أن "هذا الوضع هو نتيجة احتلال المؤسسات الحكومية واستخدامها في أعمال غير قانونية".
واتهم عادل حزب الطالباني بعرقلة عمل الحكومة ومؤسساتها في السليمانية، "ولذلك فإن مواطني المنطقة في وضع سيئ".
بدوره رد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني قائلاً إن "الأعمال الإجرامية وعبور الحدود بين إقليم كردستان والعراق يتم بتوجيه من وكالة مخابرات أمنية محلية ليست نادرة ولنا تاريخ طويل معها".
وأضاف في بيان أن الاتحاد الوطني الكردستاني "كان يتأنى في الماضي من أجل الحفاظ على الوحدة وتحقيق المصالح العليا للشعب، لكن استمرار السلوك غير اللائق لبعض الأجهزة الأمنية في ظل حكومة استبدادية تجاوز كل الحدود".
وتؤشر تلك الاتهامات المتبادلة على هشاشة العلاقة بين الحزبين الرئيسين في كردستان، ما أثار مخاوف رئاسة الإقليم التي عبرت عن قلقها إزاء التوترات.
ودعت الرئاسة في بيان، اليوم السبت إلى ضبط النفس والتعامل مع الحادثة وتداعياتها "بطريقة سليمة"، مطالباً الجهات المعنية "بأداء واجبها في التحقيق بمصادر وأسباب هذه الحادثة".
وقال مسؤولون أميركيون، اليوم السبت، إن ثلاثة عسكريين أميركيين كانوا مع قائد "قوات سورية الديمقراطية/ قسد" مظلوم عبدي، عند استهداف موكبه بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة في مطار السليمانية شماليّ العراق، بحسب صحيفة "وول ستريت".
وقال مسؤول أمني في السليمانية، فضّل عدم كشف اسمه لـ"العربي الجديد"، إن "التحقيق جار في عملية الاستهداف"، مبيناً أن "أمن السليمانية فتح تحقيقا بالهجوم، وستعلن النتائج حال انتهاء التحقيق، فيما لم تتضح الجهة المنفذة حتى الآن".
بدورها، طالبت رئاسة الجمهورية العراقية، الحكومة التركية بـ"تقديم اعتذار رسمي عن الهجوم، ووقف الاعتداءات". وقالت في بيان "ندين هذه الاعتداءات السافرة على العراق وسيادته، ونؤكد عدم وجود مبرر قانوني يخول القوات التركية الاستمرار على نهجها في ترويع المدنيين الآمنين بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية". وحذرت من أنه "في حال تكرار هذه الاعتداءات سيكون هناك موقف حازم لمنع تكرارها مستقبلاً".
ويشهد مطار السليمانية نشاطاً لمسلحي حزب العمال الكردستاني، الموجودين في مناطق بإقليم كردستان العراق. وكانت تركيا قد علقت الأربعاء الماضي رحلاتها من وإلى مطار السليمانية، بسبب "تكثيف أنشطة حزب العمال الكردستاني في مدينة السليمانية، وتغلغل الحزب في المطار، مما يؤدي إلى تهديد أمن الطيران".