الأمم المتحدة تتحدث عن استهداف متعمّد للمدنيين في أوكرانيا.. وتحقيقات بـ"جرائم حرب" في فرنسا

05 ابريل 2022
غضب دولي إزاء ما يقع في أوكرانيا (ماكسيم ناروشينكو/ Getty)
+ الخط -

قالت ناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إليزابيت ثروسل إن المشاهد الملتقطة في مدينة بوتشا الأوكرانية، والتي تظهر عشرات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية منها، "تشير إلى استهداف مدنيين عمدا"، فيما أعلن عن فتح ثلاثة تحقيقات جديدة في "جرائم حرب" بشأن أعمال تسببت بضرر لرعايا فرنسيين في أوكرانيا.

وأوضحت إليزابيت ثروسل، خلال مؤتمر صحافي للأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء: "كل المؤشرات تشير إلى أن الضحايا استهدفوا عمدا وقتلوا مباشرة. وهذه الأدلة مقلقة جدا". وشددت على أن القانون الإنساني الدولي يمنع استهداف المدنيين عمدا ما يشكل جريمة حرب.

وأضافت: "يجب التحقيق. ففي حين قد نفهم أن مبنى يتعرض للقصف في إطار عسكري، من الصعب تصور الإطار العسكري لشخص ممدد في الشارع مع رصاصة في الرأس".

وأوضحت الناطقة أن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ليس لديها راهنا أي شخص على الأرض في هذه المدينة الواقعة قرب كييف.

وأثار نشر وسائل إعلام عالمية لصور ملتقطة في هذه المدينة وتظهر جثثا في الشارع أوثقت أيدي بعضها أو أحرقت جزئيا فضلا عن مقابر جماعية، موجة استنكار دولية.

وتتهم السلطات الأوكرانية الجنود الروس بقتل مدنيين، الأمر الذي تنفيه موسكو متهمة السلطات الأوكرانية بـ"فبركة" كل ذلك.

فرنسا: فتح تحقيقات بـ"جرائم حرب" في أوكرانيا

إلى ذلك، أعلنت النيابة العامة الوطنية المعنية بقضايا الإرهاب في فرنسا، اليوم الثلاثاء، عن فتح ثلاثة تحقيقات جديدة في "جرائم حرب" بشأن أعمال تسببت بضرر لرعايا فرنسيين في أوكرانيا في أعقاب الهجوم الروسي.

وكشفت النيابة العامة، التي تتمتّع بالصلاحية اللازمة للنظر في هذا النوع من الانتهاكات، أن هذه التحقيقات تطاول أفعالا ارتكبت في ماريوبول (جنوبي أوكرانيا) وغوستوميل (منطقة كييف) وتشيرنيغيف (الشمال).

وكانت هذه الهيئة القضائية قد فتحت تحقيقا إثر وفاة الصحافي الفرنسي الأيرلندي بيار زاكرزيفسكي في 14 مارس/ آذار بالقرب من العاصمة الأوكرانية.

وتأجج الغضب العالمي بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا، مع نشر صور جثث مقيدة لأشخاص قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة، إضافة إلى العثور على مقبرة جماعية في مناطق جرت استعادة السيطرة عليها من قبضة القوات الروسية.

وقال تاراس شابرافسكي، نائب رئيس بلدية بوتشا، وهي مدينة تقع على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال غربي مدينة كييف، إن 50 جثة، من بين حوالي 300 جثة، عُثر عليها بعد انسحاب القوات الروسية في أواخر الأسبوع الماضي، كانت لضحايا عمليات قتل خارج نطاق القانون نفذتها القوات الروسية.

تأجج الغضب العالمي بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا، مع نشر صور جثث مقيدة لأشخاص قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة، إضافة إلى العثور على مقبرة جماعية في مناطق جرت استعادة السيطرة عليها من قبضة القوات الروسية

وتحقق السلطات الأوكرانية في جرائم حرب محتملة. وقالت موسكو إن عمليات القتل "مدبرة" للتشهير باسم روسيا.

بدوره، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الإثنين، إلى "محاكمة في جرائم حرب" بعد اكتشاف الكثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هذه الجرائم لا ترقى في نظره إلى "إبادة جماعية".

وقال بايدن للصحافيين: "علينا أن نجمع المعلومات" بشأن ما حصل في بوتشا، و"يجب أن تكون لدينا التفاصيل كاملة" من أجل "أن تكون لدينا محاكمة في جرائم حرب".

وقال: "ربّما تتذكرون أنّني انتُقدت عندما قلت عن بوتين إنّه مجرم حرب. في الواقع الحقيقة هي أنّه... مجرم حرب". وأضاف: "هذا الرجل وحشي، ما يجري في بوتشا مروّع والعالم بأسره شاهده"، داعياً إلى "محاسبة" الرئيس الروسي.

ونددت المفوضَة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه بالمشاهد "المروعة" لجثث مدنيين في مدينة بوتشا، متحدثة عن جرائم حرب محتملة.

وأعلنت باشليه في بيان أن "المعلومات التي تتضح عن هذه المنطقة ومناطق أخرى تثير تساؤلات خطيرة ومقلقة حول احتمال وقوع جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي"، داعية إلى "الحفاظ على كل الأدلة".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون