اتفاق تهدئة غير مكتوب في غزة بضمانات دولية

13 أكتوبر 2018
ينصّ الاتفاق على إنهاء مسيرات العودة (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر بحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) أن "غزة على مشارف اتفاق تهدئة غير مكتوب، بضمانات إقليمية تتقدمها مصر، وتركيا"، لافتة إلى أن "هناك تفاهمات وخطوطاً عريضة باتت واضحة لكافة الأطراف، ولكن هذه البنود متفق عليها وشفهية، لحين إنهاء الموقف المتعنت للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس".

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الاتفاق يتضمن فتح كافة المعابر وتوسيع مساحات الصيد، والتزام القاهرة باستمرار فتح معبر رفح وبوابة صلاح الدين التجارية، ووقف كافة أشكال التصعيد، في حين تلتزم حماس وقطاع غزة بوقف مسيرات العودة، على أن يكون ذلك وفق خطوات تدريجية تبدأ بتخفيض الأعداد، ونقاط التجمع، وتحديد مدى يبتعد عن السياج الحدودي بين الأراضي المحتلة والقطاع".

وأثنت المصادر القيادية في الحركة على الدورين المصري والقطري في تلك المشاورات، لافتة إلى "التحسن غير المسبوق في العلاقات بين حماس والقاهرة"، قائلة في الوقت ذاته إن "الأشقاء في قطر يبذلون ما في وسعهم للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، ولفتت إلى "الموقف القطري، إذ نقلت الدوحة تعهدات بمساعدات مالية، تؤمّن احتياجات القطاع بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في حال أصرّ عباس على موقفه المتعنت".

من جهة أخرى، علقت مصادر قيادية بحركة "فتح" في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنباء حول تلويح عباس، خلال لقاءات جمعت قيادات الحركة بمسؤولين مصريين، بالتقدم بطلب لجامعة الدول العربية برعاية المفاوضات الخاصة بالشأن الفلسطيني، وفي مقدمتها مشاورات التقريب بين الفصائل، على أن تتحوّل مصر لطرف ضمن الأطراف، وليست المسؤول الرئيس عنها.

وقالت المصادر: "نقدر الدور المصري، ولكن هذا لا يمنع أن هناك تباينات في وجهات النظر بشأن مجموعة من النقاط"، مضيفة أنه "حتى الآن لا يمكن أن نقول إن الوساطة المصرية قد فشلت في ما يتعلق بشأن المصالحة الداخلية في ظل تأكيد القاهرة على تمسكها بالشرعية الدولية".

من جهة أخرى، كشفت المصادر القيادية بحركة "حماس" عن مخطط حديث لاغتيال ثلاثة من قياديي الحركة في قطاع غزة، هم: زعيم الحركة بالقطاع يحيى السنوار، وعضو المكتب السياسي خليل الحية، وأحد رموز الحركة محمود الزهار". وأشارت إلى أن "تحديد القادة الثلاثة، له أهداف خبيثة، من بينها ضرب لُحمة ووحدة الحركة". وأضافت أن "التحقيقات الخاصة بكشف تفاصيل المؤامرة الكبرى، ما زالت جارية"، رافضة في الوقت ذاته الكشف عن تفاصيل تلك العملية أو الأطراف الموجهة إليها الاتهامات بشأنها.



من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إن حركته "تسعى لتفاهمات مع أطراف عديدة من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، منها مصر وقطر والأمم المتحدة". وأوضح خلال كلمة له في مؤتمر رواد بيت المقدس وفلسطين، أمس الجمعة، أن "هذه التفاهمات يمكن أن تصل لهدوء مقابل كسر الحصار"، لافتاً إلى أن حركته "لن تفرط ولن تتنازل وستبقى المقاومة رمز عزتنا في فلسطين".

وأضاف هنية أن "المؤتمر يكتسب أهميته من الرسائل التي يحملها، ويؤكد أن القدس وفلسطين هي القضية الجامعة للأمة وتتوحد خلفها، وهي رسالة قوية وموقف عظيم في وجه كل المؤامرات التي تهدف لتصفية القضية وانتزاع القدس من محيطها العربي والإسلامي، عبر ما يسمى بصفقة القرن".

وتابع: "نعتز بالعلاقة مع المحيط العربي ونعمل على حمايتها، كما أن المصالحة الوطنية على سلم أولوياتنا ولن نحيد عنها، ولن نقبل بصفقة القرن المشبوهة، وكل من يقبلها سيكون خارج الصف الوطني والمسار التاريخي لأمتنا، والصفقة التي تستهدف شعبنا تحتاج لوقفة من رواد الأمة للتصدي لها وتعزيز مقاومات الصمود في مواجهتها".

واستطرد: "نسعى لكسر الحصار عن قطاع غزة الذي خلّف آثاراً خطيرة وعميقة في الحياة لأهلنا في القطاع، ومسيرات العودة وكسر الحصار تأتي لمواجهة مخططات الاحتلال في القدس وكل فلسطين، وعلى الأمة توفير كل مقومات الصمود وحماية الثوابت الوطنية الفلسطينية. كما نطالب بتعزيز صمود أهالي مدينة القدس وقطاع غزة للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية".


المساهمون