أجرى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أمس الثلاثاء، مباحثات في الرياض مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في إطار الاتصالات السياسية التي تجريها الجزائر تمهيداً لعقد القمة العربية بالجزائر في مارس/آذار المقبل.
وأفادت وزارة الخارجية الجزائرية بأنه جرت خلال المباحثات مناقشة العلاقات بين البلدين، وكذا الأوضاع الحساسة التي يمر بها العالم العربي وآفاق كسب رهان العمل العربي المشترك، كما تطرقا إلى "الأوضاع السائدة في المنطقة العربية، والتحضير للاستحقاقات المقبلة للعمل العربي المشترك، وبالخصوص القمة العربية بالجزائر".
وسلم لعمامرة نظيره السعودي رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وجرى الاتفاق بين الطرفين على مواصلة التشاور والتنسيق حول جميع القضايا المطروحة، خلال الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السعودي إلى الجزائر في فبراير/شباط المقبل، ضمن سلسلة الاتصالات الجزائرية السعودية، بعد زيارة وزير الداخلية السعودي إلى الجزائر الأسبوع الماضي.
ومن المرجح أن يحمل وزير الخارجية السعودي في زيارته المقبلة وجهة نظر الرياض إزاء بعض المقترحات الجزائرية بشأن أجندة القمة العربية المقبلة، لاسيما ما يخص عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، إذ تعارض الرياض بشدة عودة سورية في قمة الجزائر.
وتتخوف الجزائر من أن يؤدي التباين في المواقف مع الرياض بهذا الشأن خاصة، وفي ملفات أخرى إلى إضعاف مستوى ومخرجات القمة العربية المقبلة، وتشير بعض الآراء إلى إمكانية طرح مقترح وسطي حول عودة سورية، يتعلق بعدم دعوة سورية إلى قمة الجزائر، على أن تتم خلال القمة موافقة عربية على عودة دمشق لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وإرجاء حضورها إلى ما بعد قمة الجزائر.
وتسعى الجزائر إلى دفع كبرى الدول العربية إلى إسناد موقفها وإنجاح القمة المقبلة، خاصة خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى القاهرة في يناير/كانون الثاني الجاري، وفقاً لتأكيدات جزائرية ومصرية، خصوصا أن الموقف المصري مهم على صعيد العمل والموقف العربي.
وقال الكاتب ورئيس هيئة تحرير شبكة "أخبار الوطن"، رياض هويلي، إن التوقيت السياسي للاتصالات الجزائرية السعودية يؤكد أنها مرتبطة بالأساس بالقمة العربية المقبلة، مشيراً إلى أن "الجزائر تدرك أهمية الموقف السعودي في علاقة بالتوافقات العربية، الرياض لها ثقل مهم وخاصة في مجلس التعاون الخليجي، وأي موقف تتخذه الرياض حتما سينعكس على مواقف دول المجلس".
وإضافة إلى ملف القمة العربية، يطرح أستاذ العلوم السياسية لجامعة الجزائر حسين دوحاجي فرضية أن تكون الأزمة الجزائرية المغربية أبرز ملفات الاتصالات بين البلدين.
وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن العلاقات الجزائرية السعودية ما بعد الحراك الشعبي تعيش أفضل مراحلها بعد فتور كانت شهدته العلاقات في الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة"، وهو ما يفسر أن السعودية كانت أول وجهة عربية للرئيس تبون بُعيد توليه منصب الرئاسة".
ورجح دوحاجي أن "تكون الأزمة الجزائرية المغربية موضوع الحركة النشطة لدبلوماسية البلدين، بالإضافة إلى بحث مواضيع التعامل مع التهديد الأمني الخارجي".