في موقف جديد للحكومة العراقية بشأن ملف مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة والمصنف على لائحة الإرهاب، قال مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي إن وجود مسلحي الحزب في الأراضي العراقية بات سبباً للتوتر بين العراق ودولة جارة، في إشارة إلى تركيا، معتبراً أن وجود الحزب داخل العراق أمر غير قانوني ولا شرعي.
وكشف الأعرجي خلال لقاء صحافي مع تلفزيون "كردستان 24"، الذي يبث من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، عن اتصالات بين العراق وتركيا لبحث ملف مسلحي حزب العمال، معرباً عن أمله في حل هذه الخلافات وعودة علاقات حسن الجوار مع تركيا.
وقال الأعرجي إن "الدستور العراقي لا يعطي الحق لأي قوة عسكرية بالإضرار بالدول الجارة انطلاقاً من الأراضي العراقية".
وأكد أن تركيا تنتهك السيادة العراقية، وهذا أمر غير مقبول، مشيرًا إلى أن بغداد تعمل على حل هذه الخلافات مع أنقرة عبر الحوار وعن طريق وزارة الخارجية.
وتنفذ القوات التركية، منذ الثالث والعشرين من شهر نيسان الماضي، عمليات برية وجوية جديدة، هي الثانية من نوعها منذ منتصف العام الماضي، ضد مسلحي حزب العمال المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، حيث أطلقت أنقرة على تلك العمليات اسمي "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، حيث ينشط مسلحو حزب العمال في تلك المناطق ويستخدمونها منطلقا لتنفيذ اعتداءات إرهابية متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.
في السياق، من المقرر أن تجتمع الأسبوع الحالي لجنة برلمانية مشتركة مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لبحث آثار اعتداءات مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل العراق، إضافة لبحث تداعيات العمليات العسكرية التركية.
وقال عضو البرلمان محمد أمين فارس، في إيجاز قدمه للصحافيين اليوم الأحد، إن اللجنة البرلمانية أعدت تقريرًا عن الأضرار والخسائر وأسباب الهجمات التركية بعد زيارة لمدينتي دهوك والعمادية، حيث عقدت اجتماعاً مع وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، فيما من المقرر أن تلتقي خلال أيام مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لإطلاعه على التقرير، لكن لم يحدد موعد اللقاء بعد، كما يقول.
من جانبه، أكد محمد كركوكلي، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، أن عناصر حزب العمال الكردستاني يحاولون التمدد إلى مناطق أخرى داخل العراق، مشيرًا إلى أن حكومة بغداد تتحمل مسؤولية الوضع الحالي بسبب صمتها عن وجود مسلحي الحزب وتزايد أعدادهم داخل العراق.
واعتبر كركوكلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مهمة قوات الإقليم (البشمركة) هي حماية السكان ومنع انتقال المعارك والأنشطة المسلحة للحزب إلى مناطق جديدة داخل الإقليم، مستبعداً أن توقف القوات التركية عملياتها العسكرية داخل العراق قريبا ما دام مسلحو الحزب يواصلون تنفيذ اعتداءات على تركيا انطلاقاً من العراق.