دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى "وجوب تحديد نهاية الفترة الاستثنائية وتحديد معالم الإجراءات الضرورية اللاحقة للخروج من الأزمة السياسية، ومن حالة الشلل العام الذي أصاب أغلب أجهزة الدولة، وذلك وفق رؤية تشاورية وتشاركية من شأنها أن تسهم لاحقاً في مناقشة رؤية سياسية بديلة ووضع تصوّر وطني لنظام حكم يلقى مشروعية شعبية وسياسية".
كما دعا إلى "التسريع بتشكيل حكومة مصغّرة تتولّى مجابهة الملفّات الاقتصادية والاجتماعية والصحّية وتضمن استمرارية الدولة وتنفذ تعهّداتها وتوفّر مناخات ملائمة لتجاوز الأزمة وتمثّل الدولة التونسية في كلّ المحافل الدولية".
وقال بيان للمكتب التنفيذي المنظمة إنه "على إثر تواصل الفترة الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية طبقاً للفصل 80 من الدستور منذ يوم 25 يوليو/ تموز 2021 ومدّدها يوم 25 أغسطس/ آب الماضي، والتي سبق للاتحاد أن دعّم هذه الخطوة واعتبرها فرصة تاريخية واستجابة لتطلّعات التونسيات والتونسيين وتجاوزاً لعشرية غلب عليها الفشل والحيف وتفشّى الفساد والإرهاب والاغتيالات السياسية".
وطالب، في الوقت نفسه، بتحديد مدّة الفترة الاستثنائية وضبط مراحل المسار المقبل مع وجوب توفير ضمانات حول الحريات والحقوق وفي مقدّمتها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف البيان أنه "مر أكثر من شهر ونصف على الإجراءات الاستثنائية، ونظراً لغموض الوضع العام بالبلاد وحرصاً على الدور التاريخي الوطني والاجتماعي للاتحاد العام التونسي للشغل وإيماناً منه بضرورة ألا نفوّت على البلاد فرصة أخرى للتغيير الحقيقي". واعتبر البيان أنّ "أيّ تأخير في ذلك لن يفضيَ إلّا إلى تعميق الأزمة وإلى تفكيك الدولة وتهديد كيانها".
وأكد البيان "وجوب احترام مبدأ الحوار الاجتماعي الذي تميّزت به تونس لعقود" وشدّد من جديد على "وجوب احترام المكاسب التي جاءت بها ثورة الحرّية والكرامة وتضمّنها الدستور من حريات وحقوق، ومنها حرّية الإعلام وحرّية التنقل وحقّ الدّفاع والحقّ في الاحتجاج والحقّ في المحاكمة العادلة وضمان استقلالية القضاء وعدم إقحام القضاء العسكري في القضايا المدنية"، كما دعا إلى "الكفّ عن شيطنة القطاعات والشروع في إصلاحها".
وعبّر المكتب التنفيذي الوطني عن تجنّده "من أجل الدفاع عن الحرّيات والحقوق انسجاماً مع مبادئه ومرجعياته وتناسقاً مع نضالات روّاده"، معبراً مرّة أخرى عن "إدانته لاستقواء بعض القوى السياسية بالخارج وتمسّحها على عتبات السفارات وتحريضها ضدّ البلاد"، كما عبر عن "رفضه رفضاً قطعياً توريط تونس في سياسة المحاور الإقليمية والدولية تحت أيّ تعلّة كانت".