أوقفت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب اليوم الإثنين، رجل الأعمال والنائب السابق عن حزب النهضة، محمد فريخة، على ذمة التحقيقات المتعلقة بشبهات التورّط في شبكات تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر خارج البلاد التونسية.
وأذنت النيابة العمومية اليوم لأعوان الوحدة المركزية لمكافحة الإرهاب والجرائم الماسة بسلامة التراب الوطني، بالاحتفاظ بـ فريخة على ذمة القضية، وذلك على خلفية امتلاكه سابقاً لشركة طيران.
وانتمى فريخة إلى حزب النهضة وإلى كتلة الحزب بمجلس نواب الشعب خلال الدورة البرلمانية 2014 - 2019، قبل أن يترشح للانتخابات الرئاسة في 2019 بوصفه مستقلاً، لينسحب بعد فشله منذ الدور الرئاسي الأول من الحياة السياسية.
وعاد فريخة إلى المشهد السياسي بعد العثرات المالية التي عاشتها شركة الطيران الخاصة التي يمتلكها، عبر "مجمع تلنات" للتكنولوجيات الحديثة، حيث ظهر في ذكرى عيد الاستقلال الماضي جنباً إلى جنب مع الرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي أشرف بنفسه على إمضاء اتفاقية شراكة أبرمتها شركة فريخة مع شركة روسية ووكالة الفضاء الروسية لإطلاق أول قمر صناعي تونسي.
وطرح ظهور فريخة إلى جانب سعيد أسئلة حول علاقة الود بين رجل الأعمال المنسحب من حزب النهضة الذي يعده الرئيس التونسي ألد خصومه السياسيين وسبباً أساسياً في ما تمر به البلاد من أزمات خلال العشرية الماضية.
وفي وقت سابق اتهم رئيس منظمة "أنا يقظ"، أشرف العوادي، رئيس الجمهورية بتضارب المصالح على صفحته الرسمية بفيسبوك، قائلاً إن "إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد على موكب إمضاء اتفاقية بين مجمع تلنات ووكالة الفضاء الروسية لاختيار وتدريب وإرسال رائدة فضاء تونسية نحو محطة الفضاء الدولية (إي أس أس) هو خبر جيد، ولكن فقط وجبت إضافة معطى أن نوفل سعيد، شقيق الرئيس، هو محامي تلنات وكذلك شركة "سيفاكس" وأن هناك حديثا كثيرا على سيفاكس وشبهات تضارب المصالح وكذلك ضد محمد فريخة في تقرير دائرة المحاسبة"، بحسب تعبيره.
ونشرت الصفحة الرسمية لمحمد فريخة اليوم رداً على هذا الإيقاف، قائلةً إنه "كان من المنتظر أن يتم يوم غد الثلاثاء تكريم محمد فريخة وتونس في أحد أكبر التظاهرات التكنولوجية في العالم WSBW5، لكن اليوم في الصباح الباكر، فرقة أمنية تتوجه إلى منزله وتقوم باقتياده لتقدم له تكريماً آخر من نوع خاص في جهة أمنية ولاتهامات غايتها سياسية سخيفة تعود لسنة 2016".
واعتبرت الصفحة أن "خطأ فريخة ربما يكون في انخراطه في الحياة السياسية ظناً منه أنه ربما بالعمل السياسي سيساهم في تحقيق الأفكار التي يحلم بها لتونس، لكنه لم يحسب حساب أن تونس بلد غير مستقر لا احترام فيها للعلم ولا العمل والسياسة فيه لا أخلاق فيها" بحسب البيان.
وأشارت الصفحة الرسمية لمحمد فريخة إلى أن "شركة سيفاكس مثل كل شركات الطيران في تونس وخارجها كانت مهمتها فقط بيع التذاكر، بينما مهمة مراقبة المسافرين هي مهمة وزارة الداخلية، والديوانة، وحتى موظفو سيفاكس والطيران لا يصعدون الطائرة إلا بعد التفتيش والموافقة الأمنية".
إلى ذلك أوقفت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، محافظ مطار تونس قرطاج الدولي الأسبق لمدة 5 أيام قابلة للتمديد وذلك على ذمة الأبحاث المتعلقة بشبهات التورط في شبكات تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر والإرهاب خارج البلاد التونسية.
كما أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بمسؤولين أمنيين سابقين على ذمة القضية وهما، فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي، بحسب ما نقلته مصادر متطابقة.
هذا وتحقق الوحدات الأمنية مع عدد من المسؤولين المشتبه فيهم في نفس القضية، حيث تم إيقاف كل من النائبين عن حزب ائتلاف الكرامة، محمد العفاس ورضا الجوادي، قبل أن يتم إطلاق سراح الأول.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
