إيران: نجري مفاوضات مع واشنطن لإفراج متبادل عن السجناء ومستعدون لصفقة شاملة

13 يوليو 2021
إيران مستعدة لصفقة شاملة لتبادل الأسرى (فرانس برس)
+ الخط -


كشف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة للإفراج المتبادل عن السجناء "جارية راهناً"، قائلاً إنه "فور الوصول إلى نتائج مقبولة سيعلن عنها زملاؤنا في الخارجية".
ولم يكشف ربيعي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الافتراضي، الذي تابعه "العربي الجديد"، عن القناة أو القنوات التي تجري إيران من خلالها التفاوض مع واشنطن، قائلاً إن "الجمهورية الإسلامية مستعدة لإنجاز صفقة تبادل تشمل جميع السجناء الأميركيين، مقابل الإفراج عن جميع السجناء الإيرانيين في أنحاء العالم والذين اعتقلوا بطلب وأوامر من أميركا".
وأشار إلى أن طهران سبق أن أعلنت استعداها للإفراج عن جميع السجناء و"جو بايدن منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة أبدى اهتمامه بهذا الملف".

 

وجاءت تصريحات ربيعي هذه رداً على تصريحات المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي قبل أيام في مقابلة صحافية، تحدث فيها عن "إحراز تقدم" في ملف السجناء مع إيران، قائلاً إن هذه المفاوضات "معقدة"، وطالب بالإفراج عن جميع السجناء الأميركيين في إيران.
وأوضح مالي أنه لا يمكنه الكشف عن تفاصيل هذه المباحثات أو تحديد موعد لصفقة التبادل، مضيفاً أنه "واثق من أنهم سيعودون إلى بلادهم".
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت يوم الثاني من مايو/أيار الماضي، لـ"العربي الجديد"، أن المفاوضات بين طهران وواشنطن بخصوص تبادل سجناء كانت قد بدأت خلال فبراير/ شباط الماضي بوساطة سويسرية، موضحة أنها حققت "تقدماً كبيراً" خلال الشهر الماضي "لكنها لم تصل بعد إلى حد إنجاز صفقة". 
وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن "ما حصل هو اتفاق أولي ولم تكتمل الصفقة بعد ويجرى العمل لإزالة العقبات التي حالت دون إكمالها حتى الآن"، من دون تسمية هذه العقبات.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن "تولي اهتماماً كبيراً بملف السجناء" الأميركيين في إيران، وهم من أصول إيرانية ويقضون عقوبة السجن بتهم "التجسس". 
وبيّنت أن "المفاوضات بشأن صفقة تبادل السجناء تجرى بعيداً عن مباحثات فيينا" غير المباشرة بين الطرفين بوساطة أطراف الاتفاق النووي.
وشهد ملف المعتقلين لدى إيران ودول غربية، خصوصاً الولايات المتحدة، انفراجات خلال السنوات الخمس الأخيرة، عبر إتمام صفقات لتبادل السجناء بين الطرفين، وخلال سنوات حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مهندس استراتيجية الضغوط القصوى ضد إيران تمت صفقتان بين البلدين. 
لكن أشهر وأكبر صفقات التبادل بين طهران وواشنطن تعود إلى 16 يناير/ كانون الثاني 2016 في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. بموجب هذه الصفقة، أفرجت إيران عن 5 مواطنين أميركيين كانوا معتقلين بتهمة "التجسس"، أربعة منهم من أصول إيرانية يحملون الجنسية الأميركية أيضاً. في المقابل، أفرجت الولايات المتحدة عن 7 مواطنين إيرانيين، كانت قد اعتقلتهم بتهمة "الالتفاف على العقوبات". 
كما دفعت واشنطن ملياراً و700 مليون دولار خلال أكبر صفقة تبادل، أرسلتها عبر طائرة سويسرية إلى طهران.

 

مفاوضات فيينا
وعلى صعيد آخر، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن مفاوضات فيينا "على أعتاب إحياء الاتفاق النووي والشعب بات الأقرب لمشاهدة نتائج الاتفاق مرة أخرى أكثر من أي وقت."
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، قد أكد، أمس الإثنين، أن تقييم التقدم الحاصل في مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن يشير إلى أنها "اقتربت من نهايتها".
وأوضح المتحدث الإيراني، وفق منشور على قناته بمنصة "تليغرام"، أن "ثمة قضايا متبقية لم تحل بعد"، مشيراً إلى أن "وزن القضايا التي حلت أكثر من القضايا التي لم تحل".

 

وذكر سعيد خطيب زادة: "قطعنا مسافة طويلة حتى الآن، لكن المسافة المتبقية من الطريق ليست سهلة"، معرباً عن أمله في أن "تتخذ الأطراف الأخرى قراراتها للوصول إلى اتفاق مطلوب للجميع".
ولفت إلى أن "جميع الوفود تؤكد إحراز تقدم جيد نسبياً في فيينا، والجميع لديهم جدية لمواصلة المسار والتوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، لكن في هذا المسار يرون أن ثمة قضايا أساسية متبقية بحاجة إلى مناقشتها من قبل مراجع صناعة القرار في الدول".

المساهمون